ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس 18 – 4 – 2025.
وقال فضيلته “تقوم الشريعة الإسلامية على قاعدة سد الذرائع، فالإسلام دين إذا حرم شيئا سد عليه الذرائع، القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تقطع الطرق على الفساد سواء كان فساداً اعتقاديا، أو فساداً أخلاقيا، أو فساداً سياسيا، أو فساداً اقتصاديا، يبعد الإنسان بشكل كلي عن كل مصادر الشرر ومصادر الفساد، لذلك عندما حرم الله عز وجل الزنى منع النظرة منع الاختلاط يقول “النظرة الأولى لك والثانية عليك والنظرة سهم من سهام إبليس من تركها اتقاء وجه الله أذاقه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه، ثم بعد ذلك أمر بغض البصر “قل لّلمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ” ثم قال “ولا تقربوا الزّنى إنّه كانت فاحشة وساء سبيلا” فقطع كل هذه الطرق هو الذي يؤدي بعد ذلك إلى الابتعاد عن الزنى… عندما حرّم السرقة أمر بالكثير من الذرائع التي تمنع السرقة وتمنع كل أشكال الفقر، فحض على الصدقات وعلى الزكاة وقال “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم” “الذين ينفقون أموالهم باللّيل والنّهار سرّا وعلانية يرجون تجارة لن تبور” وكل هذه الكلمات التي تتحدث عن الصدقات، وحض بعد ذلك على العمل وعلى الإنفاق “اليد العليا خير من اليد السفلى” وشرع بعد ذلك القطع لكل أولئك الذين سرقوا ولم يلتزموا بكل تلك القواعد التي تؤمن لهم فرص العمل، وتؤمن لهم فرص الصدقات التي يستطيعون من خلالها أن يعيشوا حياة عزيزة كريمة.
منع القعود وحضّ على العمل من الناحية الأخرى، فهناك غني يدفع وهنا فقير مستعف، لذلك عندما جاء أحدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب صدقة من أجل أن يقتات، جمع له من الصحابة درهما درهما، ثم قال له خذ واشتر حبلا وفأسا فاحتطب “لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه” لذلك كل هذه الحواجز كل هذه العوائق تمنع الإنسان من السرقة وتمنع الإنسان من أن يصل إلى ما حرّم الله عزّ وجلّ، حتى على مستوى الدفاع عن النفس، حتى على مستوى الدفاع عن الذات، شرع تبارك في علاه الإعداد والتسلّح الفردي، واعتبر الذي يموت دفاعا عن أرضه عن ماله عن عرضه شهيداً، قال “من مات دون أرضه دون عرضه دون ماله فهو شهيد” أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، ثم أمر الله عز وجل بالإعداد. لماذا الإعداد؟ يجب أن يكون الإنسان إنسانا بعيدا عن الموت بعيدا عن القتل الحياة هي الأصل وهي الأساس، جاء الإسلام من أجل أن ينفي كل أشكال القتل عن الناس، ولكن من يريد أن يدافع عن نفسه يجب أن يعدّ من أجل أن يرهب الآخرين… قال “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” يعني تخيفون عدوكم فلا يتجرأ بعد ذلك على العدوان عليكم، فتحقنون دماءكم ودمه… حتى على مستوى العلاقات الفردية شرع الله عزّ وجلّ في القرآن “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا” وفي القرآن في القصاص حياة، القاتل يقتل.. جاء القرآن لمنع القتل ثم يقتل القاتل، القاتل العمد المصر حكمه شرعا أن يقتل لأنه القتل أنفى للقتل وفي القصاص حياة، لأنه إذا تركت الأمور دون عقوبة، من أمن العقوبة أساء الأدب، مثل من الأمثلة ما يجري في الداخل تأملوا ما جرى في رمضان قرابة الثلاثين قتيلا من الصائمين من الركع السجود، وعلى مستوى الخارج على مستوى العلاقة مع الكيان المحتل الغاصب لا يعد ولا يحصى عدد الشهداء، لم؟ لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب.
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم
جاء القرآن ووضع توصيفا كاملا للمشهد الجهادي فقال “كتب عليكم القتال وهو كره لكم” الله عز وجل يعرف ذلك “كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” القتل لا يستسيغه الناس لم؟ لأن فيه دماء فيه آلام في يتم فيه شهداء فيه دماء فيه جرحى، فيه آلام فيه دماء وأوجاع ولكن لا بد منه لم؟ حتى يستطيع الإنسان أن يدافع عن ذاته وأن يدافع عن نفسه، فنحن نعيش في غابة لا تحكمها إلا الضباع إلا الذئاب… إذا لم يكن الإنسان بمقدار حجم دينه وكرامته ونفسه وأرضه وثرواته يداس عليه لذلك كان الأمر بالإعداد “من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق” ورد في الأثر “تسلحوا ولو بشبر من حديد تسلحوا ولو بذراع من خشب… بصورة عامة في بلادنا في بلاد الشام في لبنان سوريا الأردن فلسطين في اليمن دائما هناك حديث غربي عن السلاح المتفلت السلاح الموجود… السلاح موجود من أيام الجاهلية العربية وحتى أيام الإسلام السلاح زينة الرجال، في المقابل تجد الغرب مسلح من رأسه حتى أخمص قدميه بالطائرات بالدبابات بالأسلحة النووية بالكيميائية بالذرية باللايزر بالبلوتونيوم بكل شيء بأسلحة لا تخطر على بال إنسان، ثم يأتي ويطالب شعوبنا أن تكون حضارية بلا سلاح.
أرقى وظيفة لدى الأمريكي رجال المارينز القوات البحرية الأمريكية ومن قتل كل منهم المئات من شعب أفغانستان، أما نحن إذا دافعنا عن أرضنا تساق لنا الاتهامات، تسللت هذه الفكرة ووصلت إلى عقول الكثير من أهل الدين ومن أهل الإيمان، صحيح ممنوع أن يكون هناك سلاح يستخدم في الداخل ولكن وضع هذا الموضوع في الإطار العام هو جريمة كبرى ومعصية لله وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، في السابق الصليبيون عندما دخلوا إلى القدس قتلوا قرابة السبعين ألفا قتلوا معظم أهل القدس ويومها كان يكتب فرسانهم إلى البطريرك الأكبر هناك الذي أمر بالحروب الصليلية يخبرونه أن خيولهم دخلت المسجد الأقصى ودماء المسلمين إلى ركابها، عندما تتحدث عن المغول عندما جاءوا إلى بغداد قتلوا 800 ألف في العاصمة العباسية، لم؟ لأنهم اتخذوا قرار المواجهة الحضارية، وضعوا الخليفة العباسية في قيس قماش وركلوه بأقدامهم حتى مات لم؟ لأنه لم نذد عن حوضنا بسلاحنا وكانت الثقافة لا للمقاومة، اليوم يسوق هذا الكلام في لبنان في غزة لدى الشقيق الأخ الأكبر المصري مبادرة جديدة على أهل غزة وعلى أهل فلسطين بسحب سلاح غزة… في اللحظة التي يسحب فيها السلاح ما الذي يحدث؟ يحدث المذبحة الكبرى تماما كما حصل عندما خرجت منظة التحرير من بيروت 1982 المجزرة مجزرة صبرا وشاتيلا الآلاف قتلوا، نفس الأمر في بغداد… قالوا السلاح النووي الموجود في بغداد في العراق، ثم كان أكبر كذبة وأكبر فرية بالتاريخ، ثم سحب كل السلاح ثم غزو العراق وقتل مليونا طفل… إياك أن تعتقد أن التسلح وعدم التسلح هو عنوان من عناوين التخلف والتقدم، كلا هو جزء من الإنسان جزء منك.. بل جزء من الدجاجة عندها منقار، السمكة عندها حراشف عندها إبر، الأخطبوط عنده قنبلة دخانية (حبر) الصيادين يعرفونها، السباع الضباع، كل له وسيلة للدفاع عن نفسه، أما المسلمين فعندهم وأعدوا وفق قول الله تعالى ثم يأتي من يتفلسف ويقول يجب حصرية السلاح بيد الدولة… سنوافق حصرية السلاح للدولة وتتسلح الدولة كما يتسلح عدوها من أجل أن يكون هناك تكافؤ في المواجهة؟… اليوم يضغط عليك يريد سلاحك ويريد أن يضرب البيوت الجاهزة وكل من يدخل إلى الجنوب ممنوع البناء ممنوع الإعمار ممنوع المساعدات حتى تسلم السلاح وهذا قرار دولي… جيد سنسلم السلاح الدولة ونتسلح مثل الصهيوني… ثم ترى الإعلام التافه التافه التافه يسوّق للطائرات التوكانو التي يمتلكها الجيش اللبناني التي هي هبة من الأمريكيين طائرة مروحية من العام 1967 طائرة قديمة مروحية بمروحة واحدة تطير ساعة أو يزيد قليلا ثم يجب أن تحط لتتزود بالوقود فيها مقعد واحد تطير في الصيف وفي الشتاء وفي الصحراء وفوق الجبال طائرة فعلا متعددة المهام شيء عظيم جداً… هل هذه مواصفات طائرة للطائرات الست الموجودة من هذه الفئة… كان لدى لبنان منذ عقود سرب طائرات ميراج من 30 طائرة، في المقابل هناك أف35 طائرة من الجيل الخامس شبحية لا يستطيع الرادار أن يكشفها يمتلكها الكيان الغاصب تقلع عاموديا وأفقيا وعن الحاملات والمدرجات… أما طائراتنا فمن الجيل ما قبل التاريخ… طائرات لا تستطيع أن تصل بطلقة واحدة بصاروخ واحد إلى الكيان الغاصب، المطلوب هو سحب السلاح الذي يؤدي الكيان الصهيوني الغاصب.. هذه هي المعادلة التي يريدونها يريدون سلاحنا ويسلحون الكيان الغاصب… يمنعون التسليح عن الجيش اللبناني وحتى المساعدات المالية التي هي قروش بينما يعطي الأمريكي المليارات للإسرائيلي سنويا… ثم يأتي من يقول يجب وقف السلاح وسحب السلاح لأنه مبرر من المبررات التي يستخدمها العدو لقتلنا… كلا المبرر هو الاحتلال، يقول لك 1701 نقول فليطبقوا القرار 194 الصادر عام 1948، قرار صدر منذ 76 عاما عودة الفلسطينيين إلى دولة فلسطينية، قرار لم يطبق يضيع الحق إن لم يكن وراء مطالب… المطلوب اليوم أن يكون لدينا حالة من حالات الوعي نتكامل في ما بيننا نقوم بما أمر الله عز وجل، من أجل سد ذريعة العدوان يجب أن يكون هناك واعتصموا وأعدوا، من أجل سد ذريعة العدوان يجب أن نكون إخوة نتحابب في ما بيننا نرفض كل أشكال التجزئة والتقسيم والقتل والاقتتال الذي يجري فيما بيننا من أجل أن نصبح أعزة كراماً، وعندما تصبح عزيزا قويا تفرض رؤيتك تفرض شروطك تفرض عدل الله عز وجل، تماما كما فعل رسول الله عندما وحّد الجزيرة العربية، أعداد من قتلوا ومن استشهدوا من الصحابة ومن المشركين لا يتجاوز الثلاثمئة أو الثلاثمئة وخمسين على مدى 23 سنة ومن استشهدوا من الصحابة الكرام أكثر مما قتل من المشركين ثم بعد ذلك أرسى العدل، أصغر معركة من المعارك التي تخوضها أمركيا ضحاياها بالملايين، هناك كتاب اسمه الموسوعة الحمراء، الأعمال الأمريكية غير الكاملة تتحدث عن 120 مليون إنسان قتلتهم إمبراطورية الشر الأمريكي… من مجزرة الهنود الحمر وحتى ملجأ العامرية في العراق مروراً بفيتنام بكوريا بهيروشيما ينكازاكي ثم بعد ذلك يأتي الأمريكي من أجل أن يثقفك ونكون نحن إرهابيون بعد ذلك، من لا يطيعه إرهابي ومن يطيعه يصبح مسلما معتدلاً… سد ذريعة القتل التي تجري تكون بمزيد من الإعداد وبالتكامل في ما بيننا.
ما يجري اليوم ليس طارئا وإنما هو جزء ومسلسل تاريخي متطاول لأن الله عز وجل يقول “ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا” من المغول إلى الفرنجة إلى الصليبيين إلى الحروب الأهلية إلى حروب الكيان، ستبقى ممتدة ولن تستطيع الوقوف في وجهها إلا على الطريقة القرآنية لن تسطيع سد هذه الثغرة وسد هذه الذريعة إلا إن تحاببنا فيما بيننا وتعاونا وتكاملنا حتى نزيل كل أشكال القتل في بلادنا.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه…
من يومين مرت ذكرى أليمة هي ذكرى الحرب الأهلية الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية التي يقال عنها تنذكر ما تنعاد والكثير من الناس يختلفون هل هي حرب داخلية أم حروب بالوكالة على أرضنا أو حرب إلغاء أو… كل هذه الأمور يناقشها الناس فيما بينهم ولكن ما جرى بالأمس من الممكن أن يجري في أية لحظة لسبب واحد لأن من صنع الحرب الأهلية يومها وصل إلى سدة الحكم في هذا اليوم.. حتى في اتفاق الطائف لم يجلس الأوادم جلس من اقتتلوا مع بعضهم فسنوا قوانين تبقيهم وتبقي أولادهم أحفادهم في الحكم… الكثير من هؤلاء صاروا وزراء ويطالبون بكل بجاحة بالخضوع والركوع أمام المحتل الصهيوني والمحتل الأمريكي… كل هؤلاء اليوم صارت عندهم الخيانة وجهة نظر، بالحديث عن القوات ومع حلفاء الكيان الغاصب في لبنان تجد عندهم يوم شهيد ويوم المقاومة نحن عندنا المقاومة ممنوعة أما عندهم فعندهم يوم للمقاومة والشهداء والوقوف في مواجهة السوري وفي مواجهة الفلسطيني ومواجهة الغريب والغرباء، فيفتخرون بتل الزعتر وبمجزرة صبرا وشاتيلا وبالقتال في زحلة وغيرها… كان هناك دولة وكانوا يقاتلون ويرتكبون… وكان لديهم مقاومة وسلاح وحتى هذه اللحظة… هذا السيناريو وشرعنة الخيانة كوجهة نظر يقول لك ما أرى ما ترى أنا في مرجعيون أريد أن أقدم للإسرائيلي الشاي… يجب الاتفاق وتحديد من هو العدو ومن الوليّ… الله يقول “إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون” وقال “لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء” “لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء” هل هناك أوضح من هذا؟ ثم بعد ذلك يطرح سيناريو العداء الداخلي في ما بيننا على المستوى اللبناني الفلسطيني السوري الأردني المصري الليبي الجزائري، ثنائيّات تصطرع وتقتتل في ما بينها حتى يبقى العدو هو الأقوى وهو الأساس… ما المطلوب اليوم؟ المطلوب لتلافي الحرب الأهلية ولتلافي الحروب الدولية ولتلافي الجشع الدولي على نفطنا وعلى ثرواتنا أن تتجه صوب واعتصموا، ليتحد العرب مع بعضهم بعضا ويتحد المسلمون مع بعضهم بعضا بمختلف الملل والطوائف والنحل، لبناني سوري فلسطيني عراقي مصري أردي … ابدأ بسوق عربية مشتركة ابدأ بإلغاء الازدواجية الضريبية، ابدأ بإلغاء الحدود فيما بيننا تماما كأوروبا… كل ذلك يمنع وأكثر من ذلك يؤخذ جزء من سوريا وجزء من لبنان وجزء من غزة وجزء من مصر لتوسيع إمبراطوريتهم… هذه الثقافة يتحدث بها أمراء الحرب الأهلية وهم في نفس اللحظة يقولون لن يكون هناك إعمار ولا بناء حتى تستسلم استسلاما كليا، وعندما تستسلم ستذبح… لذلك انتبهوا إلى هذه النقطة بشكل جيد، ما يجري وما جرى يجب أن يفهم الجميع أنها حروب تضعف كل الناس من أجل أن يبقى العدو الخارجي هو الأقوى… ممنوع أن يكون هناك حرب إلغاء دينية المسيحي وكل المذاهب الأخرى موجودة منذ فجر الإسلام، لم يتناقص عدد المسيحيين في فلسطين إلا عند إقامة الدولة الصهيونية كانوا يشكلون قبلها 30% في بيت لحم وفي القدس، أما اليوم يشكلون 1 % بسبب الكيان، لكن من لا يملك الإعلام يصبح فرعون مصلحا اجتماعيا ويصبح موسى عليه السلام مذنبا لذلك يجب أن نكون أقوياء…
في موضوع آخر نحن على أبواب انتخابات اختيارية وبلدية وبعدها نيابية،
انتخابات الغرب وتحديدا أمريكا تريد أن تحتل لبنان من الجنوب عسكريا وفي الداخل سياسي عبر البلديات وعبر النواب وعبر كل ذلك… يجب الانتباه لا يجوز أن تستعمل إنسانا وهناك من هو أرضى منه لله تبارك في علاه ومن يفعل ذلك فقد خاب الله ورسوله والمؤمنين كما ورد في حديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، في الانتخابات لا علاقة لها بالقرابة إلا إذا كان لدى المرشح من الأخلاق وكان لديه من الاختصاص… ليس مكانا لتحصيل المال كعضو مجلس بلدي أو كرئيس بلدية، من يقوم بذلك لا يفهم حقيقة ما يجري، يجب أن يكون هناك ولاء ولاء للناس، هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين “هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين” ولاء لله وولاء لعباد الله، ثم الجميع كان يتحدث عن الطبقة السياسية الفاسدة السارقة، واليوم معظم الوزراء والنواب يأتون بزبانيتهم ويضعونهم في المخترة وفي البلديات، بجرة قلم يبني سطحا للنهر في طرابلس ويأخذ الرشوة بملايين الدولارات، ثم يحول طرابلس إلى مصب للصرف الصحي من كل المناطق، شواطئ الشمال طرابلس وعكار شواطئ رملية بدل أن تكون شواطئ للراحة للطهر والرفاهية تصبح مكانا للمياه المبتذلة ومياه المجارير لا دين ولا ضمير، فقط المال والفساد، مكافحة كل ذلك بحسن اختيار هؤلاء الذين يستطيعون أن ينهضوا بالمدينة، هناك من ترشح للبلدية السابقة كان يريد أن يلغي يوم تحرير طرابلس التي حررها المماليك من الصليبيين باعتباره يوما للقاء طائفي ويستفز المسيحيين وهو لا يدري أن المسيحيين كانوا مع المماليك ضد المحتل الغربي الذي هو الصليبي الفرنجة الصليبيين، هناك من يريد تبديل هوية المدينة بشكل كلي وبدلا من يوم طرابلس يقوم بصناعة مهرجانات طرابلس هرج ومرج ورقص وغناء… هناك حالة من حالات التغريب بفلسفة بعد فترة أن أمتنا قد اندثرت هويتها وقد تحولت مدينة العلم والعلماء إلى مدينة لا تعبأ لا بعلم ولا بعلماء، ونحن كما ترون اليوم من يسيطر فكريا على هذه المدينة، من يسيطر عليها على المستوى الشعبي؟! لا يوجد لا علماء ولا مفكرين ولا كتاب ولا مؤلفين، اليوم القوي بقوته والأزعر بشره وسوئه وتسير الأمور على هذا المنوال… والانتخابات كذلك يتم فيها شراء الأصوات بثمن بخس، وهذا لا يجوز شرعا ومخالف للدين ومسؤوليتنا جميعا أن نحافظ على هوية مدننا بلداتنا قرانا حتى يخرج بعد ذلك نخبة تعيد تطوير طرابلس لتعرقى إلى مستوى 700 سنة، تأملوا هذا المسجد هذا المسجد عمره 725 عاما، لماذا بني؟ لعبادة الله… من بناه؟ المماليك… المباني التراثية اليوم في طرابلس ويسعى الناس لمشاهدتها… لا شيء حالة من حالات التخلف لم؟ لأننا نستعمل على الناس من يدفع ثمن الأصوات “قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال”… تسعى وراء المال، يدفع لك 100 دولار بل أقل وصلت في الانتخابات الماضية إلى الـ10$ ثم بعد ذلك ضياع لأربع سنوات أو لست سنوات.
هي مسؤولية ومسؤوليتنا الفردية، الوزراء والنواب نحن من نوصلهم، العسكر والجيش أولادنا، الدفاع عن أرضنا مسؤوليتنا جميعا إذا نظرنا بهذا الإطار تستطيع أن تختار من تشاء.
وقف سيدنا عمر يتكلم قال له أعرابي “أيها الأجير” قال له عمر رضي الله عنه “ناديتني بأحب الأسماء إليه وذكرتني بمهمتني إنما أنا أجير” عندما يصبح المسؤول أجيرا عند الناس إذ ذاك تنتظم الأمور أما عندما يستعلي ويشمخ على أهله، نقول المسؤولية تكليف وليست بتشريف بحال من الأحوال، اللهم ولّ أمورنا خيارنا ولا تولّ أمورنا شرارنا يا رب العالمين”.