“أجواء سديمية” في لبنان.. طبقات من الغبار وتحذيرات لمرضى الجهاز التنفسي

تؤثّر كتل حارة على طقس لبنان، اليوم، وتشتد غدًا، حاملة معها رياحًا قوية مغبرة وارتفاعًا في درجات الحرارة. إذ يتعرض لبنان لرياح خماسينية حارة تحمل معها الغبار، ستُحدث ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، خلال اليومين المقبلين، بحسب رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت محمد كنج.

وأكد كنج، لموقع “العهد” الإخباري، أن درجات الحرارة ستتخطى، اليوم الثلاثاء، عتبة الـ30 درجة مئوية في المناطق الجنوبية التي سيطالها النصيب الأكبر من الموجة، فيما يُسجَّل في بيروت ارتفاع بنحو 6 درجات عن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من السنة، وستتخطى درجات الحرارة الـ 20 درجة.

وفقًا لكنج، ستكون الرياح حارة وجافة محمّلة بالغبار، وستبلغ ذروتها غدًا الأربعاء، وسيكون تأثيرها أيضًا كبيرًا على الجنوب، وسيطال الداخل وبيروت التي ستصل فيها الحرارة إلى 33 درجة.

في هذا السياق، دعا كنج مرضى الجهاز التنفسي إلى عدم الخروج غدًا، لأن نسبة الغبار ستزداد، فيما الأجواء ستصبح سديمية. وهي حال جوية سببها وجود غبار معلق وبأحجام مختلفة في الهواء. وحذر كنج من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية لها، تزامنًا مع اشتداد سرعة الهواء، لافتًا إلى أن سرعة الرياح وجفاف الطقس، خلال هذا الوقت، يرفعان من احتمال امتداد رقعة النيران بسرعة في حال اندلاع أي حريق، موضحًا أن نشاط الهواء سيلامس الـ 90 كيلومترًا في الساعة، في بعض المناطق.

كما أشار كنج إلى أن درجات الحرارة ستتراجع تحت تأثير الكتل الهوائية المعتدلة؛ ابتداء من نهار الخميس، وستنخفض درجات الحرارة بحدود الـ 12 درجة، وستعود إلى معدلاتها الموسمية، مع أمطار موحلة وطقس متقلب مع احتمال ظهور خلايا رعدية.

إرشادات صحية

وفي سياق الإرشادات لمواجهة العاصفة الرملية، قدّمت مسؤولة دائرة الإرشاد والتثقيف التربوي في الهيئة الصحية الإسلامية لمى حموي، بعض النصائح لتجنّب أضرار العاصفة الرملية. وفي حديث مع موقع “العهد” الإخباري، شددت حموي على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والتقيد بها، حتى يتفادى المواطنون آثار العاصفة الرملية، منها عدم الخروج من المنزل لمن ليس لديه حاجة ضرورية لذلك، بالأخص مرضى الربو والحساسية، ومن لديه مشاكل في الجهاز التنفسي، كما قدّمت نصيحة مهمة بضروة تجهيز الأدوية من اليوم، والاحتفاظ بأدوية الطوارئ في متناول اليد، حتى لو التزم المرضى المنزل، خاصة لمرضى الربو أو الحساسية، لأنّ هذه العاصفة الرملية قد تُثير لديهم نوبة الحساسية، ويجب الاتصال بالطبيب فورًا في حال ظهور أي عوارض تنفسية.

كما أشارت حموي إلى أنّه يجب إغلاق الأبواب والنوافذ جميعها بإحكام، إضافة إلى إغلاق كلّ المنافذ التي قد تتسبب بنفاذ كميات من الغبار إلى المنزل. أمّا في حالة نفاذ الغبار إلى المنزل، فشددت حموي على عدم تنظيف هذا الغبار بآلة جافة والتي تسمح للغبار بأن يتطاير، بل يجب إزالة هذا الغبار بمناديل رطبة حتى يتم تجنّب حدوث تطاير للغبار في الهواء بالمنزل. ورأت أنّه من الأفضل تشغيل المكيفات التي تتضمن Air Filters، حتى يُنقّى الهواء من خلال الفلاتر، وبذلك تُجرى عملية تنقية للهواء من دون الحاجة إلى فتح النوافذ.

كذلك، شددت حموي على ضرورة شرب كميات كافية من الماء، لأنه قد يتم الشعور ببعض الجفاف.

وفي حالة من لديه حاجة ضرورية للخروج من المنزل كحالة الكثير من المواطنين، قالت حموي إنّه يُفضّل ارتداء الكمامات عند الخروج، بالأخص المسنين والأطفال ومن لديهم حساسية، ويجب أن تكون الكمامة رطبة وليست جافة حتى تمتص كميات الغبار بشكل جيد، لأنّ جزئيات الغبار قد تكون صغيرة جدًّا وقد تخترق الكمامة. ويمكن الاستعاضة بمناديل رطبة لمن لا يرغب بارتداء الكمامة، إذ إنّ الأهم هو تغطية الأنف والفم في أثناء الوجود في الخارج.

وبمجرد الوصول إلى أي مكان مغلق، لفتت حموي إلى ضرورة اتباع الإجراءات ذاتها الموصى بها في المنزل، أي إغلاق كل المنافذ والسعي لمنع وصول الغبار. كما يجب فورًا غسل الوجه والأنف واليدين والعينين جيدًا خاصة إذا تعرّضت للغبار، مع التأكيد على أن تكون المياه نظيفة وليست ملوثة. كما يجب تغيير الثياب التي كان المواطن يرتديها في الخارج، كي لا يصل الغبار إلى أي مكان في المنزل.

وفقًا لحموي، النقطة الأهم التي يجب التقيد بها لمن يتواجد في الخارج هي أن يتجنّب إشعال أي مادة حارقة سريعة الاشتعال أو المفرقعات النارية، لأنّ الحرارة وسرعة الرياح ستكون عالية جدًّا، وهنا تكون قابلية الاشتعال بدورها سريعة جدًّا أيضًا، خصوصًا في المناطق الحرجية التي قابلية وصول الحرائق إليها واردة جدًّا.

أمّا خلال القيادة، خاصة لمن يقود لمسافات طويلة، فشددت حموي على أن يتوقف السائق عن القيادة عندما تصل سرعة الرياح إلى درجات عالية، وفي حال الضرورة القصوى، ينبغي القيادة ببطئ، إضافة إلى تشغيل الإنارة الأمامية لأنّ الرؤية ستكون ضبابية، كما يجب الحرص عند قيادة السيارة على إبقاء النوافذ مغلقة واستخدام مكيّف الهواء بدلًا من الهواء الخارجي.

ومن ضمن النصائح، يمكن ارتداء النظارات الطبية أو الشمسية، وهناك خيار نظارات الـGoggles لمن يرغب، لأنّها تساعد بشكل كبير في عدم وصول الغبار نهائيًّا إلى العينين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *