نقل محرّر الشؤون السياسية في موقع “والا الإسرائيلي” باراك رابيد عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم “إن المحادثة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن القضية الإيرانية خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي “لم تكن سهلة”، خاصة مع بدء المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ كانت هناك فجوات بين ترامب ونتنياهو.
وبحسب رابيد، فإن ترامب يريد منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، ولكن داخل دائرته الداخلية هناك خلاف حول أفضل السبل للقيام بذلك، ويعتقد بعض مستشاريه أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي جديد، في حين يرى آخرون أن المفاوضات سوف تفشل وأنه ينبغي الإعداد لعمل عسكري ضد المنشآت النووية.
وقال: “من الواضح أنّ نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ينتميان إلى المعسكر الأكثر تشددًا، إلى جانب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار “الأمن” القومي مايك والتز، إذ يعتقدون أن ضعف إيران يجب استغلاله لشن هجوم عسكري على منشآتها النووية، ويتشاركون القلق من أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران ستؤدي إلى اتفاق نووي جديد مماثل للاتفاق النووي لعام 2015″ على حد زعمه.
كما نقل رابيد عن مسؤول “إسرائيلي” كبير قوله “إن نتنياهو لم يتفاجأ بإعلان ترامب خلال لقائهما بشأن التحرك نحو المفاوضات المباشرة مع إيران، إذ كان نتنياهو على علم بالاتصالات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران من خلال التحديثات التي تلقاها من البيت الأبيض ومن قنوات أخرى. وعندما التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف نتنياهو قبل ساعتين من توجه رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض للقاء ترامب، أبلغه أنه تم الاتفاق على لقاء أول بين الولايات المتحدة وإيران. ولم يستسغ نتنياهو سماع هذا الخبر. وعندما أعلن ترامب ذلك أمام الكاميرات – بينما كان الاثنان يجلسان أمام الكاميرات في المكتب البيضاوي – كان من الصعب عليه إخفاء استيائه”.
من ناحية أخرى، قال مسؤول “إسرائيلي” كبير مطلع على تفاصيل اللقاء “إن المحادثة بين ترامب ونتنياهو كانت “دافئة وودية”، وإن رئيس الوزراء خرج راضيًا، بحسب رابيد. وتحدث نتنياهو مع ترامب خلال الاجتماع عن تطبيق “النموذج الليبي” في إيران، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2003 والذي وافقت ليبيا بموجبه على التخلي عن برنامجها النووي”. وقال مسؤول أميركي كبير ثان مطلع على تفاصيل اللقاء بين نتنياهو وترامب “إن المقارنة بين الحالة الليبية والحالة الإيرانية غير صحيحة، لأن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدمًا بكثير”. وقال المسؤول الأميركي: “في ليبيا كانت أجهزة الطرد المركزي لا تزال داخل الصناديق”.
وذكر رابيد أن ترامب كان قد دعا، الثلاثاء، إلى عقد جلسة نقاش حول القضية الإيرانية في غرفة الأوضاع بالبيت الأبيض لاتخاذ قرار بشأن سياسة مواصلة المحادثات، فالسياسة تجاه القضية الإيرانية ليست واضحة تمامًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها لا تزال قيد التشكيل، إذ إنها معقدة لأنها قضية ذات طابع سياسي مشحون للغاية في الولايات المتحدة.
ونقل رابيد عن مسؤول أميركي مطلع على تفاصيل المناقشات الداخلية قوله: “هناك طرق مختلفة، ولكن الناس لا يصرخون في وجه بعضهم بعضًا”.
ووفقًا لرابيد، يعتقد معسكر في محيط ترامب، بقيادة نائب الرئيس فانس، أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل والممكن، وأن الولايات المتحدة يجب أن تكون على استعداد لتقديم التنازلات لتحقيق ذلك، بينما أكد مسؤول أميركي كبير أن فانس يشارك بشكل كبير في المناقشات حول السياسة تجاه إيران. ويضم هذا المعسكر أيضًا مبعوث ترامب ستيف ويتكوف – الذي مثل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات مع إيران – ووزير الحرب بيت هيغسيث. ويتلقى المعسكر الداعم للدبلوماسية أيضًا دعمًا خارجيًا من تاكر كارلسون، المؤثر المقرب من ترامب. وتخشى هذه المجموعة من أن يؤدي الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية إلى تعريض القوات الأميركية في المنطقة للخطر إذا قامت إيران بالرد. ويجادلون أيضًا بأن أي صراع جديد في المنطقة من شأنه أن يتسبب في ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأميركي”.
وعلى الجانب الثاني، أشار مسؤولون أميركيون كبار إلى أن المعسكر الثاني الذي يضم مستشار الأمن القومي مايك والز ووزير الخارجية ماركو روبيو، يشعر بشكوك كبيرة تجاه إيران ويشعر بتشكك شديد بشأن فرص التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد بشكل كبير من البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لرابيد، ويتفق أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون المقربون من ترامب، مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون، أيضًا مع هذا الرأي ويدعمون المعسكر الأكثر تشددًا. ويعتقد هذا المعسكر أن إيران أصبحت أضعف من أي وقت مضى، وبالتالي ينبغي للولايات المتحدة ألا تتنازل، بل أن تصر على أن تفكك طهران برنامجها النووي بالكامل. ويعتقدون أنه إذا لم تفعل إيران ذلك، فيتعين على الولايات المتحدة أن تضرب إيران بشكل مباشر أو تدعم هجومًا “إسرائيليًا” على حد زعمهم.