العراق يدين المجازر الدموية في سورية

عبرت الأوساط والمحافل السياسية والشعبية العراقية عن استنكارها الشديد للمجازر الدموية التي ترتكبها الجماعات التكفيرية الإرهابية الماسكة بزمام الحكم في سورية ضد مختلف مكونات المجتمع السوري، حيث قدرت مصادر مختلفة سقوط اكثر من الف ومائتي قتيل خلال أيام قلائل، من بينهم الكثير من النساء والأطفال، واغلبهم من أبناء الطائفة العلوية.

وعدّت تلك الأوساط والمحافل، ما يحصل في سورية حاليا من انتهاكات وجرائم خطيرة، يؤشر الى منهج خاطيء في ادارة وتسيير الأمور، يقوم على الاقصاء والتهميش والتصفيات الجسدية على أساس طائفي، يذكّر بالجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في العراق على مدار اكثر من عشرة أعوام، بعد سقوط نظام حزب البعث وخضوع البلاد للاحتلال الأميركي في عام 2003.

وفي هذا السياق، اعربت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأمنية الجارية في سورية، محذرة من التداعيات الخطيرة لما يجري على امن واستقرار المنطقة.

وجددت الخارجية العراقية موقفها الثابت والداعي إلى ضرورة حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات النزاع، وشددت على “أهمية ضبط النفس من جميع الأطراف، وتغليب لغة الحوار واعتماد الحلول السلمية بدلا من التصعيد العسكري، والرفض المطلق لاستهداف المدنيين الأبرياء”، بإعتبار ان “استمرار العنف سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعميق حالة عدم الاستقرار في المنطقة مما يعيق جهود استعادة الأمن والسلام”.

من جانبه، عبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، عن الأسف “لما تشهده الشقيقة سورية منذ أيام من عنف، ومجازر مؤلمة طالت المدنيين على خلفيات طائفية، ماكنا نتمناها، وحذرنا منذ بداية التغيير من الانزلاق فيها إذا لم تنطلق التجربة الجديدة من مبدأ الشراكة الكاملة لجميع المكونات، واحترام حالة التنوع، والحوار الايجابي لبناء رؤية حكيمة لدولة كريمة تحفظ سيادتها وتعز شعبها”.

وقال الشيخ حمودي في بيان له بهذا الخصوص، “إننا إذ نشجب أعمال القتل والانتهاكات اللإنسانية المروعة، ندعو الإدارة السورية الجديدة إلى تحمل مسؤوليتها بوضع حد لذلك، ومحاسبة الجماعات الفتنوية، وتأمين حماية المكونات، وجعل مبدأ المواطنة فوق كل إعتبار آخر، ونؤكد حرصنا على امن وإستقرار سورية، فهي بلد شقيق، يمثل امتدادا جغرافيا واجتماعيا وثقافيا وعمقا استراتيجيا للعراق”.

إلى ذلك أعرب الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في سورية، ولا سيما في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة المعروفة بتأريخها الإرهابي، والتي تعمل حاليًا تحت ستار القوات الأمنية”.

وأكد الشيخ الخزعلي في تدوينة له على منصة التواصل الاجتماعي (ايكس)، “أن الإعدامات التي تستهدف أبناء الطائفة العلوية تُثير فزعًا عميقًا، وتستدعي تحركًا فوريًا لحمايتهم”، مشيرًا إلى “أن صمت المجتمع الدولي حيال هذه المجازر أمر غير مقبول، مما يستدعي من الدول الفاعلة وغير الفاعلة في الساحة السورية تحمّل مسؤولياتها، والتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين العلويين”.

وشدد على ضرورة وقف العنف في سورية، والعمل على بلورة حلٍ سياسي شامل يضمن حقوق جميع السوريين دون تمييز، معتبرًا “أن الحل السياسي العادل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وضمان الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة”.

في ذات السياق، أكد عضو ائتلاف دولة القانون، والنائب في مجلس النواب العراقي، فراس المسلماوي،” أن الأوضاع الإنسانية في سورية بلغت مستوى كارثيًا، وأن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري مروّعة وتتم بدم بارد، مدفوعة بالكراهية والأحقاد”.

وأشار المسلماوي إلى “أن البرلمان العراقي سيكون له موقف متضامن مع الشعب السوري في مواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة، ولن يقف مكتوف الأيدي إزاء ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *