شمال الضفة الغربية تحت العدوان.. حصار وتهجير وقتل وتدمير

يواصل الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانه الواسع على مدن في شمال الضفة الغربية المحتلة، ويتركز في جنين وطولكرم وطوباس، فيما خلف العدوان عشرات الشهداء والإصابات، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية، فضلًا عن الاعتقالات وعمليات القتل والتهجير والتفجير ونسف العشرات من المنازل، وسط مقاومة مستمرة.

جنين

لليوم الـ 15 تواليًا، تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها الواسع على مدينة جنين ومخيمها، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية ونسف وتفجير عشرات المنازل. وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأنّ قوات الاحتلال أخطرت عائلة الشهيد نضال العامر بتفجير منزلها بالقرب من مسجد الأنصار، بينما هدم الاحتلال منزلين في عمق المخيم وسط سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات النسف والتدمير لممتلكات المواطنين داخله.

كما يواصل الاحتلال إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة جنين ومخيمها عبر حاجز الجلمة العسكري، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابًّا بعد احتجاز مركبته بالقرب من دوار الحثناوي وسط مدينة جنين.

من جانبه، أوضح رئيس بلدية جنين محمد جرار أن 35-40% من الأحياء ما تزال محرومة من المياه نتيجة عمليات التدمير، حيث خرج أهم بئر للمياه، “السعادة”، عن الخدمة منذ اليوم الأول للعدوان، ما أدى إلى انقطاع المياه عن أحياء جبل أبو ظهير، خلة الصوحة، الهدف، وادي برقين، وعن جزء من حي الجابريات، الزهراء، البساتين، والمحطة، مشيرًا إلى هذا العدوان هو الأصعب منذ اجتياح المخيم في العام 2002. كما أوضحت محافظة جنين أن قوات الاحتلال لاحقت مركبات المواطنين وقامت بتفتيشها والتدقيق في هوياتهم وتضييق الخناق عليهم.

بدوره، قال مدير مستشفى جنين الحكومي: “إننا نعمل مع الحد الأدنى من الطواقم الطبية لتقديم الخدمات للمواطنين نتيجة حصار المستشفى”.

وفي ظل استمرار العدوان “الإسرائيلي”، يستمر التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في مدينة جنين ومخيمها إلكترونيًّا، اليوم الثلاثاء، فيما أتاحت مديرية التربية والتعليم في المدينة للطلبة النازحين إمكان الالتحاق بمدارس القرى والبلدات التي نزحوا إليها لحين انسحاب جيش الاحتلال.

طولكرم

تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم التاسع، وسط مداهمة المنازل وتخريبها وطرد سكانها وتدمير البنية التحتية واعتقال الشبان. وقالت مصادر محلية فلسطينية: “إنّ قوات الاحتلال واصلت، طوال الليلة الماضية، الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، ونشر جنود المشاة في مختلف الأحياء والأزقة، تخلّلها أعمال تفتيش وتمشيط، في الوقت الذي تواصل فيه الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية وسط المدينة ومخيمها ومحيطه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة”. وكانت قد أُصيبت طفلة (13 عامًا)، أمس الاثنين، بشظايا رصاص في الصدر أطلقها قناصة الاحتلال، ونُقلت إلى المستشفى.

كما أكّدت المصادر أن قوات الاحتلال تواصل مداهمتها لمنازل المواطنين، وتخريب محتوياتها وطرد أصحابها منها بالقوة وتحت تهديد السلاح، حيث أصبحت منطقة وسط المخيم خالية من سكانها، إلى جانب حارات كاملة، منها: الشهداء السوالمة، الغانم، النادي، العكاشة، المطار، الحدايدة، الربايعة، أبو الفول، والخدمات.

في السياق ذاته، تواصلت عمليات إخلاء السكان من منازلهم في المخيم، وسط جهود طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تمكنت من إخلاء سيدتين مسنتين من حارة المطار تعانيان أمراضًا مزمنة وصعوبة في المشي. وتتوالى مناشدات من تبقى من المواطنين داخل المخيم، لإنقاذهم خاصة كبار السن والمرضى والأطفال، وتوفير متطلباتهم الأساسية في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه العدوان من حصار مشدد وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت بعد تدمير جرافات الاحتلال للبنية التحتية.

هذا؛ وكان محافظ طولكرم عبد الله كميل قد صرح، أمس الاثنين، بأن قوات الاحتلال أجبرت ما يزيد عن 75% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسرًا من المخيم، خلال العدوان المستمر عليه، وأن هناك ما يقارب 9 آلاف مواطن تقريبًا أُجبروا على النزوح من المخيم في هذا العدوان غير المسبوق على المحافظة.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، عددًا من الشبان بعد مداهمتها للمنازل في ضواحي المدينة عرف منهم: زين سالم، وإيهاب حدايدة من عزبة الطياح، وأحمد حسام سارة من ضاحية ذنابة، كما اعتقلت الشاب محمد تيسير عمران، عند وصوله بمركبة إسعاف الهلال الأحمر إلى طوارئ مستشفى الشهيد ثابت الحكومي. وأفاد شهود عيان بأنّ الشاب عمران وصل إلى الطوارئ مصابًا بوعكة صحية، لتقتحم قوات الاحتلال قسم الطوارئ وتمنع الطاقم الطبي من فحصه، واستجوبته وهو على السرير الطبي ثمّ اعتقلته مباشرة، علمًا أنه كان قد أُصيب بشظايا في الرأس خلال قصف سابق لطيران الاحتلال على مخيم طولكرم في العام 2023.

كما واحتجزت قوات الاحتلال سيدة كانت برفقة مريضة في مركبة إسعاف جمعية الهلال الأحمر كانت متوجهة إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، وأخضعتها للتحقيق الميداني قبل أن تفرج عنها. وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، احتجزت قوات الاحتلال مسعفًا متطوعًا في جمعية الهلال الأحمر من داخل مركبة الإسعاف عند نقله مريض إلى داخل المستشفى، وأخضعته للاستجواب الميداني لساعات قبل الإفراج عنه.

كما تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مستشفيي الشهيد ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والمرضى وتخضعهم للتفتيش والتحقيق الميداني. وأحدثت جرافات الاحتلال الثقيلة دمارًا في البنية التحتية، وبسطات المواطنين الباعة في المكان، بعد أن جرفت شارع ياسر عرفات وهو بداية شارع نابلس الذي يصل وسط المدينة بمدخل المخيم الشمالي.

طوباس

في السياق نفسه، تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها العسكري وحصارها على مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس، لليوم الثالث على التوالي، وسط عمليات مداهمة واعتقال واسعة، بالإضافة إلى احتجاز عشرات آخرين والتحقيق ميدانيًّا معهم. كما تغلق قوات الاحتلال جميع مداخل البلدة، فضلًا عن تنفيذها عمليات تجريف وتدمير لعدد من الشوارع وللبنية التحتية، والدفع بمدرعات وتعزيزات عسكرية، وما تزال قوات الاحتلال تحكم الحصار على مخيم الفارعة وتغلق مداخله بالكامل.

كما شرعت جرافات الاحتلال المجنزرة بتجريف وتدمير البنية التحتية في الشارع الرئيسي للمخيم وفي الطرقات الفرعية، ودمرت خطوط مياه وكهرباء، ما أدى إلى انقطاعهما عن أجزاء من المخيم. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر داخل المخيم، مساء أمس، واستولت على هويات المسعفين وأبلغتهم بعدم التحرك من دون تنسيق، لذلك تجد طواقم الإسعاف صعوبة في التعامل مع الحالات الإنسانية والمرضية داخل المخيم، خاصة أن هناك مرضى يعانون أمراضًا خطيرة يحتاجون إلى الخروج إلى المستشفيات لكن قوات الاحتلال تعيق نقلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *