نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وعائلة الشهيد المجاهد علي سليم عزام، أحد أبطال كتيبة الشهيد أبو حمزة المجذوب سرايا القدس ـ ساحة لبنان، والذي ارتقى على حدود فلسطين المحتلة، خلال أدائه لواجبه الجهادي في الدفاع عن لبنان، خلال معركة طوفان الاقصى، عصراليوم تأبيناً في قاعة مسرح كنعان في مخيم نهر البارد.
وشارك الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان في حفل التأبين على رأس وفد من الحركة، كما وشارك في التأبين الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية، والحركات، وفاعليات المخيم، والاحزاب اللبنانية الوطنية والإسلامية وعدد من العلماء والمشايخ وحشد من المخيم.
في البداية القى الشيخ أحمد محمد آيات من القرآن الكريم وموعظة دينية.
وألقى كلمة عائلة الشهيد علي عزام، الاستاذ أبو مصعب عزام، وقال: الشكر والتقدير لحركة الجهاد الإسلامي على جهودهم لاسترجاع جثمان الشهيد علي وتشييعه إلى مثواه الاخير، والشكر موصول لكل من شارك في التشييع وواجب التعزية من أبناء المخيم والجوار اللبناني ولمن تواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعا الى رفع الاهتمام بتعليم الاولاد وبذل أقصى جهد حتى ينفعوا وينتفعوا في تأمين مستقبلهم في هذه الحياة، ويحق لهم أفضل الفرص وهذا واجب مطلوب شرعاً، وأضاف: كما رأينا دور العلم وبالأخص التخصصات التطبيقية كالطب والهندسة وأنواع التكنولوجيا والذكاء الصناعي وغيره في معركه طوفان الأقصى من جانب المقاومة ومن جانب العدو الصهيوني.
وأضاف إن الشهيد علي قد فاز وحصل على أهم شهادة يسعى إليها كل من أراد النجاة من الآخره، و”علي ذلك الشاب الرقيق اللطيف الودود صاحب الاخلاق العالية والتعامل الطيب المحافظ على الصلاة وتعاليم الاسلام والكل يشهد له”.
وتابع: علي عشق الشهادة وأحبها وعمل لها، ونحن كعائلة وخاصة والده بعد ذهابه الأخير وفقدان الاتصال به كنا قلقين كثيراً، وارتاحت نفوسنا بل وفرحنا عندما عرفنا انه استشهد في عيترون، على بعد امتار عن الخط الفاصل مع فلسطين، حيث كانت المعارك شرسة وقوية فيها ولم يستطع العدو السيطرة عليها الا بعد وقف اطلاق النار.
وأضاف، الحمد لله أنه نال الشهادة مشتبكاً مقبلاً غير مدبر وقد وجدت جعبته خالية من الذخيرة وعلمنا أنه في وقت قبل استشهاده طلب منه ان ينسحب وهو معذور في ذلك ولكنه أصر على البقاء لأنها الفرصة لتحقيق هدفه ونيل الشهادة التي عشقها وأحبها.
بدوره أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال شعبان ألقى كلمة وقال فيها: التحية لاخوتنا في الفصائل الفلسطينية، ولشعبنا الفلسطيني، هناك لازمة دائما أكررها في المخيم ومخيمات العزة والكرامة، وهي نحن لا نأتي من أجل أن ندعمكم، ولكن نأتي من أجل أن نستمدّ العزة والكرامة والعنفوان منكم.
وتابع: إن الطريق الذي سلكتموه هو درب القرآن الكريم الذي حدده الله عز وجل، وأنا هنا أتحدث عن السياسة والدين، حيث لا يوجد فرق بينهما. فإن درب المقاومة والجهاد هو درب القرآن ودرب يعبر عن الإنسانية.
وأضاف: إن ما جرى من عودة الأهالي إلى شمال غزة والعودة إلى جنوب لبنان والتشيع المليوني الذي جرى أمس لسيد المقاومة، يعبر عن شيء مهم أننا ما زلنا أحياء، وان شاء الله سنقاوم وسننتصر، وهذه معركة من المعارك، لم نخسرها لكن المواجهة لم تنته… تنتهي المقاومة في حالة واحدة، وهي عندما تزول الهيمنة الأمريكية من بلادنا ويزول الاحتلال ويعود كل أهلنا الى أرضهم حيث كانوا، ولن تعود بالمفاوضات ولا بالمساومات، بل نعود بأمثال “علي” وكل اولئك الأبطال.
وألقى مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، ابو سامر موسى كلمة، وقال: “أن أسمى أنواع الجهاد هو الجهاد في سبيل الله، مقبلاً في سبيل الله، لذلك الشعار التي انطلقت حركة الجهاد الاسلامي به، هو شعار يدل على صدق الانتماء وصدق توجهنا، وعن مسارنا منذ انطلاقتنا الى ما شاء الله، ونقول بكل فخر واعتزاز أننا في وثيقتنا السياسية حددنا إطار واضح وصريح، وقلنا فلسطين التاريخية هي حق للشعب الفلسطيني، هي حق للامة الإسلامية، واجب على هذه الأمة أن تجاهد في سبيل الله من أجل إحقاق الحق وطرد هؤلاء المحتلين عن هذه الأرض التي باركها الله تعالى. فلسطين يجب أن تدفع الدماء الذكية .. والدماء الذكية هي مهر لهذا التحرير.
وتابع: اتقدم بالعزاء والتبريكات، على فقدان الاحبة، والتبريكات لما نال هؤلاء الشهداء، من الشهيد أبو علي الرنتيسي لرواد كريم وعلي عزام، إلى القافلة التي شيعناها في البارد من الجبهة الشعبية وكل الفصائل الفلسطينية واتقدم بالتبريك والتهنئة على نيلهم هذا الوسام وهذه الشهادة العليا التي استحقها من الله تعالى.
وأضاف: إن طوفان الأقصى الذي كان في ٧ أكتوبر، كان يجب ان يكون، فكان لا بد ان تدفع الدماء، وكان لا بد نضع المهر للقضية الفلسطينية هذه القضية التي حاول البعض تغيبها قبل طوفان الأقصى، ونجد ان قضية فلسطين وشعب الفلسطيني وحق العودة لم يعد أحد يتحدث عنهم، ولكن معركة طوفان الاقصى اعادت للقضية الفلسطينية مكانتها وعزتها.
وأضاف: عندما تم الإعلان عن وقف اطلاق النار ما بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي، كان هناك الكثير من الأسئلة من البعض على مستوى الوضع اللبناني أو على مستوى فلسطين، هل انتصرنا كما يقولون؟ هل انتصرت المقاومة في غزة؟ هل انتصرت المقاومة في لبنان؟ وهناك كثير من المشككين، فأقول لهم بكل بساطة وبكل ثقة بالله، نعم انتصرنا بإذن الله تعالى والنصر والانكسار لا يقاس بحجم التضحيات التي قدمها فقط الشعب الفلسطيني، ففي العلوم السياسية والعسكرية الانتصار يقاس بمبدأ واحد أنك لم تسمح لعدوك بتحقيق أهدافه. والسؤال المطروح، هل نجح الكيان الاسرائيلي ومن معه بتحقيق أهدافه، فقد وضع أهدافاً كبيرة ومنها اخراج حركة حماس اي المقاومة عن دائرة الفعل في قطاع غزة، واحتلال قطاع غزة بشكل كامل، واستعادة الاسرى الصهاينة بفعل القوة، فإن المقاومة الفلسطينية بالتحديد الجهاد الاسلامي وحركه حماس لم تستلم ولم تنكسر وقد سلمنا الأسرى بناء على اتفاقية نعيد منها أسرانا في السجون الصهيونية. وكان الانتصار ايضاً بعودة الأهالي بالآلاف الى القرى اللبنانية مع بدء وقف اطلاق النار والعودة اهلنا من جنوب غزة الى الشمال.
وأشار، في نهاية أنه يجب ان نكون موحدين في المرحلة المقبلة فاذا غرقت هذه السفينة غرق الشعب الفلسطيني كله، فما يجري اليوم في الضفة الغربية هو خطير ومشروع صهيوني ليس بجديد بل هو مشروع صهيوني قديم يحاول ترامب وأعوانه تنفيذه وتفريغ قطاع غزة واحتلال الضفة الغربية كلها.
وختم: أنا أقول لترامب إن أهلنا في غزة والضفة الغربية متشبثين بالأرض، وبكل فخر مقاومتنا بالضفة الغربية بكل كتائبها، كتائب جنين ونابلس وكل الكتائب المنتشرة على امتداد الضفة وكل شعبنا سيسقط أوهامكم واحلامكم، ولن يكون هناك بني صهيون على أرض فلسطين التي ستكون لفلسطين الأمة الاسلامية.
وفي النهاية تم تقديم عرض اداء القسم من رفاق الشهيد علي عزام.
نهر البارد – وكالة القدس للأنباء



