ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس بتاريخ 14 شباط 2025.
وجاء فيها:
*انتصاف شعبان والأعين على رمضان
انتصف شهر شعبان وأوشك أن يهلّ هلال رمضان، ورمضان هو شهر الطاعة شهر العبادة. هو شهر الله هو ذلك الشهر الذي يصقل الإنسان فيه كل طاعاته وكل عباداته، هو شهر يعيد برمجة الإنسان بطريقة قرآنية ليكون عنصراً فاعلاً في هذه الدنيا يبحث عن سعادة الدنيا والآخرة، وهو شهر يزرع التقوى في القلوب والله عزّ وجلّ يقول “يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّك تتّقون” فنسأل الله تعالى أن يهله علينا لنكون من صوامه ومن قوامه ولنكون من أهل التقوى.
*التقوى والصيام
التقوى أيها الإخوة الكرام هي ذلك الرادع القلبي الداخلي الذي يدفع الإنسان إلى الالتزام بأمر الله والابتعاد عن نواهيه دون أن يكون هناك رقيب أو حسيب، فالتقوى هي في جزء منها تدخل في دائرة الإحسان، الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فالصيام يزرع التقوى والتقوى تدفع الإنسان إلى الالتزام بأمر الله وإلى القيام بما افترضه الله تبارك وتعالى على الإنسان اتّباعاً تلقائياً دون تحفيز من أحد، لذلك استعدّوا لشهر رمضان على خلفية الطاعة وعلى خلفية العبادة.
*الاستعداد لرمضان والنفس في القرآن: أوّلها الأمّارة بالسّوء
استعدوا لشهر رمضان من أجل تنقية النفوس وقد قسّمها القرآن إلى نفس أمّارة بالسوء وإلى نفس لوامة وإلى نفس مطمئنة، يجب أن يتدرّج الإنسان بهذه الأنفس من أجل أن تصبح تلك النفس الطيّبة الطاهرة التي تلتزم تلقائيًّا بأمر الله عزّ وجلّ، والله يقول وهو يقسم “ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها” رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك”. النفس الداخلية هي أعدى أعداء الإنسان كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه النفس هي التي تحدث حالة من حالات الصراع الداخلية في ما بين الفطرة الإيمانية الإنسانية وفي ما بين النفس الأمّارة بالسوء، وهذا الصراع الداخلي هو صراع يجب أن تنتصر فيه الفطرة على الشّهوة، وعندما تنتصر الفطرة على الشهوة يسلك الإنسان بطاعة الله عز وجل، لا يستطيع أن ينتصر على عدوه وهو لا يستطيع أن ينتصر على شهواته، أو على هواه أو على جهله أو على تخلفه أو على أميّته.
*العبادات والطاعات شعائرية أو تطبيقية
مطلوب من الإنسان في شهر رمضان، مطلوب من الإنسان في شهر التقوى، أن يتقي الله عز وجل من أجل أن ينتصر على هواه. وهذا الانتصار أيها الإخوة الكرام لا يكون على المستوى النفسي أو على المستوى الأخلاقي، وإنما على مختلف المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية والأسرية والنفسية… في الكثير من الأحيان هناك من يغلف كل الطاعات والعبادات بالقالب الأخلاقي، غض البصر عدم شهادة الزور في المحكمة، إماطة الأذى عن الطريق … وينتهي كل شيء. هذه العبادات هذه الظواهر هي ظواهر لأمور أعظم بكثير، يجب أن تتحوّل في نفس الإنسان وفي قلب الإنسان إلى همّ يسعى من أجل استئصاله.
*إماطة الأذى عن الطريق بين النظرية والتطبيق
عندما تميط الأذى عن الطريق تميط ورقة وهذا جزء من الإيمان، الرسول يقول “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان” ولكن إماطة الأذى على المستوى السياسي تكون بإماطة الكيان الغاصب وبإماطة كل احتلال وبإماطة وإزالة كل أذيالهم من المنطقة. وإزالة هذا الأذى هذه القذارة أهم من إماطة الورقة عن الطريق لأنها تعيد تقدم الأمة بشكل كلي.
*الصلاة بين النظرية والتطبيق
التقوى في رمضان تحولك من عبادة شعائرية إلى العبادة التطبيقية. نركز على الصلاة على أن تحسن وقوفها ركوعها سجودها، “قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون” ولكن هذا الخشوع في الصلاة يجب أن يتحول إلى ما أمر الله تبارك وتعالى به عندما قال “أقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”، نقيم الصلاة لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر في العلاقات الخارجية في التجارة في البيع والشراء مع الزوجة في السياسة العامة والخارجية… فإذا لم تنه الصلاة عن الفحشاء والمنكر “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا” إذا الصلاة الشعائرية هي التي تربي سلوكك السياسي والأخلاقي والمجتمعي في الخارج أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإذا لم تنهك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا.
*الصيام بين النظرية والتطبيق
ماهية الصيام عند الكثير من الناس تراه عندما تتحدث معهم عن الصوم ترى أحدهم يتقن الصوم المظهري أو الصوم الشعائري بشكل عجيب… فلا يأكل بعد إعلان الإمساك ولا يشرب ولا قطرة ماء، ولا يفطر إلى بعد الأذان تماما وربما بعد أن ينتهي المؤذن لأنه يريد أن يلتزم بالصيام الذي تحدث عن النبي العدنان عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ورب ّصائم ليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش” وفي رواية أخرى “حظّه من صيامه الجوع والعطش” لم؟ لأنه لم يطبّق الصيام التطبيقي العملي في حياته، نحن نجوع من أجل أن نشعر بجوع الجوعى أنا إذا لم أشعر بهم وحوّلت شهر رمضان إلى شهر للطعام بدل أن يكون شهراً للصيام دون أن أدرك بعد ذلك أن هناك من لا يجد ما يأكله وهناك من يفطر على دمه وهناك من أفطر تحت الأنقاض وهناك من يفطر في الأسر، كل ذلك حظه من صيامه الجوع والعطش، رمضان لعلك تتقون يحول الشعائرية إلى تطبيقية ويغير النفس النفس الأمّارة بالسوء… قد يقول لك قائل “أنطعم من لو يشاء الله لأطعمه” يقول لك الله يبتليهم… يترك الإنسان وظيفته في الدنيا ثم بعد ذلك يمارس وظيفة الباري تبارك في علاه من أجل أن يقسم رحمة الله جنة الله النار التي خلقها الله عزّ وجلّ… كل ذلك من أجل أن يقسم الناس فيدخلهم في الجنة أو في النار…
*النفس اللوامة
النفس الأمّارة في السوء هي التي يجب أن يتطوّرها رمضان وصومك في رمضان وصبرك في رمضان من أجل أن تنتقل إلى نفس لوامة، لم فعلت كذا لم قمت بما قمت به؟ فليقل لها الإنسان كما قال لها الصحابي “أقسمت يا نفس لتنزلنّ لتنزلنّ أو لتكرهنّ ما لي أراك تكرهين الجنة”أحد الصحابة عندما أراد النزول في غزوة بدر أو في إحدى الغزوات واستلّ سيفه، كأنها تقول له “عندك أطفال، لم أنت لا غيرك؟” صار لديه صراع داخل النفس، فأقسم عليها أن تنزل في الميدان وفي المواجهة وفي الطعان، أقسمت يا نفس لتنزلنّ لتنزلنّ أو لتكرهنّ…” هذا ما اسمه هذا ماذا نسميه هو الانتقال إلى النفس اللوامة.
*النفس المطمئنة
ثم بعد ذلك ترتقي لتصل إلى النفس المطمئنة “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي”… النفس المطمئنة هي تلك النفس التي تعلم وتعرف وتدرك أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها وما أصابها لم يكن ليخطئها.. ما الذي يرتقي بك في هذا كله؟ … الطاعات والعبادات الشعائرية التطبيقية في شهر رمضان.
*حقيقة العبادات والطاعات: شعائرية وتطبيقية: أمثلة واقعية وقوانين إلهية
في كثير من الأحيان أمتنا بعض الدعاة بعد الوعاظ الغرب الكفر الاستعمار يركز على العبادة الشعائرية… إذا أردت فقط الصلاة في المسجد ترامب سيبني لك ألف مسجد ولكن لا تنظر إلى الثروات إلى النفط أو الغاز أو السلطة…ترامب يقول شعب 4 أو 5 مليون يمكن لنا إذا اقتطعنا لهم شيئاً من سوريا وشيئاً من لبنان وهجرناهم إلى الأردن.. وهناك من يرد عليه تريد أن تستأجر غرينلاند خذهم إلى عندك… كلام الكثيرون يفلسفونه ونحن نقتنع به لأننا اليوم كلنا سواء في مدينة العلم والعلماء وفي كل الدنيا التثقيف الذي لدينا ينطلق من وسائل التواصل الاجتماعي، يقول لك العامة رأيتها في فايسبوك وواتساب وتويتر وكأن كل هذه من مصادر التشريع، فكأن لدينا مصادر التشريع الكتاب والسنة والإجماع والقياس وفايسبوك وواتساب وتويتر… كيف ذلك؟ من قال لك أن هذه الإضافات من مصادر التشريع يجب أن تلتزم بها؟!
لذلك الكثير من الأحيان يقول لك ما يصيبنا نحن اليوم بسبب البعد عن الله.. فيقف الشيخ ليؤنّب الناس ويصرخ في وجوههم ويقول ما يصيبنا بذنوبنا وآثامنا ومعاصينا… ما الحل لديك ؟ يقول “استغفروا الله مرة ومرتين وثلاثاً… في التاريخ عندما دخل في الحملة الفرنسية إلى مصر كان يثار كل ذلك فيما بين الناس الله تعالى سلط علينا المحتل الفرنسي لأننا ابتعدنا عن الله عز وجل، ما الحل؟ الحل بالعودة إلى الله عز وجل ويكون بالاستغفار، استغفروا الله مرة ومرتين وثلاثا ولم يخرج من مصر، لم؟ لأنه اعقل وتوكل… الله سبحانه عندما تحدّث في شأن المحتلّين قال “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم” فالمماثلة هي العنوان الأساس، لم يقل فقط دعاء.. الدعاء يكون بعد الإعداد، هناك قوانين للانتصار قوانين للرزق قوانين للحياة قوانين للفوز… عنوانها 1+1=2 ، هي قوانين وضعها الله تعالى في هذه الدنيا، على سبيل المثال في الكثير من الأحيان يقول لك بعض الدعاة: والله لو توكلنا على الله حقّ توكله لمشيتم على وجه الماء. نعم هذه قد تكون كرامة لشخص لشخصين أو أكثر، ولكن والله لو صليت الصبح حاضراً 20 مرة في النهار وذهبت إلى البحر ستغرق إن لم تتعلم السباحة، لو كنت من عباد الله المتقين، الله قال للنبي “إنك ميت وإنهم ميتون”… لو توكلنا على الله حقّ توكله لطرنا في السماء. كلا يجب أن تذهب إلى كلية جوية لتتعلم الطيران، لم؟ لأن الله قال وأعدّوا قال اقرأ… كل هذه الأمور والتركيز على الشعائريات حتى لا تدخل في دائرة المواجهة، لأنك إن دخلت في دائرة المواجهة ستخرج المحتلين من أرضك.. لذلك كل ما يبث اليوم في ما بين الناس هو أن تبقى في دائرة المصطلحات الغربية المقاومة الحضارية يجب أن تكون مقاومتك حضارية، هل تعرف المقاومة الحضارية أليس كذلك؟ درستم عن أركانها؟ مثلاً بيان شديد اللهجة من أجل ما يجري من احتلال وجرائم الاحتلال في غزة، نشجب نستنكر تهجير الشعب في غزة.. تريد المزيد: نذهب إلى الصليب الأحمر أو نقدم رسالة إلى الأمم المتحدة، هم ونحن قلقون.. الأمم المتحدة قلقة مما يجري .. أيضاً ننظم مظاهرة، سلسلة بشرية، إضاءة شموع… هذا كله لم يرد في كتاب الله عزّ وجلّ، الله قال “وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم” لذلك يجب أن تنتقل في رمضان في شهر التقوى من النفس الأمّارة بالسوء إلى النفس المطمئنة الراضية المرضية، يجب أن ننتقل من النظرية إلى التطبيق، أحياناً على سبيل المثال، كفارة اليمين، الناس ينأون عن مسألة دفع المال، “وأنفقوا” يقول لك ليس معنا ما نأكل به من المال وهناك ضغط اقتصادي، في كفارة اليمين إطعام عشرة مشاكين أو كسوتهم أو عتق رقبة ومن لم يجد فصيام 3 أيام… يقول لك سأصوم 3 أيام.. ما الذي تخسره إذا دفعت بعض المال؟ فالأولوية إطعام أو كسوة أو عتق رقبة، عتق رقبة غير متوفق ربما إذا أتيت برئيس عربي وتفك رقبته وتعتقه من العبودية جيد… ولكن ألست قادراً أن تلبس عشرة مساكين أو تطعم عشرة مساكين.. الأوفر صيام 3 أيام وربما صيام شهر.. لم؟ لأن هناك عبادة نظرية شعائرية ولا يوجد عبادة نظرية..
*المطلوب في رمضان
المطلوب اليوم في رمضان أن ننطلق صوب الطاعة صوب العبادة صوب شهر الجهاد: جهاد النفس جهاد العدو جهاد الأمة.. صوب جهاد يوحد الأمة بصلاة القيام وبصلاة التراويح وبصلاة الفرد وبصلاة الجماعة، شهر تصفد فيه كل الشياطين من أجل أن نحقق فيه حطين جديدة أو بدر جديدة أو فتحاً جديداً كفتح مكة.
*عصر التسلط الأمريكي
الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..
أيها الإخوة الكرام ما نعيشه اليوم هو عصر أمريكي بامتياز وعصر للكيان الغاصب بامتياز، تنتقل أمتنا من موقع إلى موقع آخر تحت شعارات كاذبة تحت شعارات كاذبة تحت شعارات خداعة، براقة في مظهرها في شكلها في مسمياتها.. عندما تتحدث عن الاستقلال وعندما يتحدث السّاسة في بلادنا عن الاستقلال لا يصمتون حتى يجفّ لعابهم، عندما يتحدث كل أولئك عن الحياد: الحياد السلبي الحياد الإيجابي الصراع في الشرق، تقول ما هذا الفهم وهذا الوعي؟.. يقفون إلى جانب كيان غاصب لا يستثني لحظة إلا ويستهدفك بها والكل يتحدث عن الحريات التي يجب أن يتخطاها الإنسان ليصل إلى الانخراط في العولمة.. ثم يقول لك نحن في القرن الحادي والعشرين..
اليوم أمام ما يجري في غزة في فلسطين في لبنان أمام ما يجري على امتداد العالم.. ترى دونالد ترامب يتحدث بلا انقطاع… يريد بانما يريد غرينلاد يريد أن يهجّر الفلسطينيين إلى السعودية إلى الأردن إلى … شغله بهم الكرة الأرضية فيها 7 أو 8 مليار إنسان همه اثنان مليون… أنت ترامب تحبّ المغضوب عليهم والضالين تحبّ أحفاد القردة والخنازير اذهب بهم إلى ميامي ببضعة طائرات وتنتهي المشكلة بشكل كلي.. كلا يقول سينتقلون إلى مصر إلى الأردن إلى السعودية .. أرضهم ضيقة يجب أن توسّع..
*العلاقة مع اليهود
رسول الله صلى الله عليه وسلم فهمهم حقيقة الفهم حين قال لا يجتمع في جزيرة العرب دينان.. سمّموا شاة من أجل قتله صلى الله عليه وسلم.. ذهب إلى حصن من حصونهم وجلس تحت الأسوار وتحت الأبراج فجاءه جبريل وقال له عد إلى المدينة يريدون أن يلقوا عليك حجر رحى فانطلق بعد ذلك.. خانوه وغدروا به بعد توقيع مئة معاهدة.. بموضوع غزوة الأحزاب جاءوا من الخلف ليدخلوا المدينة المنورة.. اتخذ النبي قراراً: أخرجوا اليهود من جزيرة العرب.. لا يجتمع في جزيرة العرب دينان..” يجب أن تكون هذه الجزيرة جزيرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
*التطبيق العملي للشعائر: رمضان فرصة
اليوم أمام هول ما يجري يجب أن تستكين وأن تخضع .. لا مقام لكم فارجعوا .. فرعون العصر.. فرعون موسى .. نمرود .. قارون… كل هؤلاء تفرعنوا ووصلوا إلى القمة ولكن حين وصل إلى قمة سفالته أخذه الله.. “قال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إنّ في ذلك لعبرة لمن يخشى” قارون “وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة قال إنما أوتيته على علم عندي فخسفنا به وبداره الأرض” عندما يصل إلى قمّة الطغيان والظلم والعلوّ يكون على بوّابة الانهيار إمّا على الطريقة النمرودية فتدخل بعوضة من أنفه تعلق في خيشومه وتبقى حيّة فلا يستكين وجع الرأس والطنين إلا بضربه بالأيدي وبالعصي ثم بالنعال حتى مات تحت نعال قومه الذين ظلمهم… أو كفرعون غرقاً أو ككل الطغاة “الذين أخذهم الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى”… ما المطلوب؟ في شهر رمضان في شهر التقوى في شهر العبادات التطبيقية “قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين” يجب أن تستخدم يديك.
الشاعر يقول: أيها الشعب لماذا خلق الله يديك؟ ألكي تعمل؟ لا شغل لديك. ألكي تأكل؟ لا قوت لديك. ألكي تكتب؟ ممنوع وصول الحرف حتى لو مشى منك إليك!
أنت لا تعمل إلا عاطلاً عنك.. ولا تأكل إلا شفتيك! أنت لا تكتب بل يكتبك المخبر العربي من رأسك حتى أُخمصيك!
فلماذا خلق الله يديك؟ هل تظن الله جلّ الله قد سوّاهما.. لتسوّي شاربيك؟ أم لتفلّي عارضيك؟
كلا لقد سوّاهما الله لكي تحمل الحكام والظلام من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك! ولكي تكتب في أجسادهم ملحمة أكثر مما كتبوا في أصغريك! انهض ودع كلك يغدو قبضتيك انهض وإلا نزلت لعنة الله عليك.!
*لن ترضى عنك.. الحلّ: المواجهة
هناك حركة يجب أن يقوم بها الإنسان.. اليوم على المستوى اللبناني صار هناك انتخاب رئيس جمهورية ثم حكومة.. تقرأ ما بين طيّات كلّ ما يجري أنّنا انتقلنا إلى العصر الأمريكي هنا وفي سوريا.. قانون قيصر كان بسبب النظام الطاغية الموجود في سوريا الآن زال نظام الطاغية يجب أن يزول قانون قيصر والحصار الظالم عن الشعب السوري.. كلا لا يزول نريد شيئاً مقابلاً له.. يريد مساومتك.. اليوم لماذا استيراد النفط في سوريا لدينا آبار نفط تكفي لبنان وسوريا والأردن وفلسطين.. كلا هناك مساومة.. الاحتلال الأمريكي يجب أن يخرج.. كلا هناك مساومة.. دخل المحتل الإسرائيلي من جديد.. في لبنان كان هناك حديث عن ربط لبنان بالشبكة الدولية ليكون لدينا كهرباء 24/24، وأن يستورد الغاز من مصر، لم يأت الغاز ولم تأت الكهرباء.. منعوا عن لبنان الكهرباء لأن لبنان كان لديه خيار.. كلا بل زاد الضغط.. أنت عندما تخضع لعدوك يزيد ضغطه عليك.. ما المطلوب؟ المطلوب بكل بساطة أن ترفض.. عبّر عن اعتراضك عمّا يجري.
تأملوا ما الذي حصل في غزة مع الكيان الصهيوني.. حصل اتفاق على إدخال خيام وبيوت جاهزة ولم يدخلوها.. الصهاينة أولاد فتاة سيئة السمعة هم.. يدخلون الطحين دون خميرة.. يسمح بالماء ولا يدخل الطحين يدخل الحديد ومواد البناء دون الإسمنت.. لا تستطيع أن تستفيد من شيء .. لم؟ حتى تبقى مكبلاً… كان الرد لن نبدّل الأسرى السبت.. الدنيا كلها تدخّلت ترامب.. تحدث الوسيط المصري والوسيط القطري في ظل هذا الصراع الصراع مع أحفاد القرة والخنازير أخي العربي كان بيننا وسيطاً مع عدو ذبح وقتل وجرح مئات الآلاف؟!
فجاءوا صاغرين وأدخلوا المواد وأدخلوا البيوت.. حالة من حالات العزة التي يمتلكها الناس بعيداً عن القوة بعيداً عن السلاح.. الشعب الفلسطيني أو الشعب اليمني ليس لديهم ما يخشونه، لا مطار لا مرفأ ما الذي سيُضرب؟ ضربوا كل شيء وصار الطغاة مكبلين.. المطلوب اليوم أن تكون في داخل نفوسنا مثل هذه العزة مثل هذه الكرامة ليكون رمضاننا رمضان فعلياً حقيقياً.. لا يجوز أن أشرب ماء وأن أفطر على الماء وأهلي يسبحون بدمائهم لا يجوز على المستوى الأخلاقي أن آكل.. كيف آكل وكيف أشرب وشعبنا لا يجد ما يأكلون وما يشربون؟ ثم بعد ذلك يتفلسف الصهاينة في لبنان ليتحدثوا عن الحياد.. أي حياد؟! أنت لو كنت وطنيا كان يجب أن تعترض على ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب، أنت لو كنت إنسانا كان يجب أن تعترض على مجزرة.. ما يجري يحتاج إلى أن تفتح عينك من أجل أن ترى من أين يدخل العدو يريد أن يصنع لك حرباً داخلية يريد أن يكون الجميع ضعافاً حتى لا يستطيع أحد أن يقاوم مشروعهم.. نحن نمتلك عنصر قوة قادماً هو شهر رمضان.. حولوه إلى شهر الطاعة للعبادة للتطبيق العملي للاعتصام للتكامل، لكي ننهض كأمة متكاملة تعدادها 2مليار.. ليس ترامب الذي يأمر وينهى.. أصغر واحد فينا هو الذي يأمره وينهاه.. اسمعوا وأطيعوا ولو تأمّر عليكم عبد حبشي رأسه كالزبيبة ما أقام كتاب الله فيكم.. تسمع وتطيع لأمر الله لو كان من يحكمك عبد وليس سيدا عبد وليس حرا.. حبشيا نظرا للونه واسمرار بشرته، رأسه كالزبيبة إمعانا في عدم جمالية وجهه، لا يعول على الأشخاص بل يعول على المنهاج، ما أقام كتاب الله فيكم.
إنه مشروع رمضان فاستعدوا له، إنه مشروع الصيام، أن تصوموا عن العلاقات مع الكفر العالمي، مشروع الصيام والقيام والتضرع إلى الله عز وجل أن يكتب لنا شراكة فعلية حقيقية من مالنا من أنفسنا في مشروع التحرير القادم القريب إن شاء الله.
طغيانهم وعلوهم هو دليل على قرب نهايتهم تماما كما انتهى قارون وكما انتهى فرعون نسأل الله تعالى أن يكتب لنا جهاداً على أرض فلسطين، نسأله فوحا وريحانا من رب غير غضبان، أن يكتب لنا أجر المجاهدين الصابرين الصائمين.