بين غزة والحديبية من لا يرى النصر في الأفق القريب عليه مراجعة طبيب نفسيّ .. خطبة جمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس للأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان

بين غزة والحديبية من لا يرى النصر في الأفق القريب عليه مراجعة طبيب نفسيّ .. خطبة جمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس للأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان
وقال فضيلته في الخطبة “في الكثير من الأحيان تهوى الأنفس شيئا لا يرضي الله عز وجل وترى الأعين شيئا تستثيغه ولكن لا يرضاه الله عز وجل، والإنسان يبحث عن رضى الله تبارك في علاه ورضى الله يكون باتباع أمره وفي أمره في الكثير من الأحيان يكون هناك امتحان واختبار وابتلاء، فعلى سبيل المثال يقول الله عز وجل في آية القتال “كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
في الكثير من الأحيان يكون النور وسط الظلمة وتكون السعادة وسط التعب ويكون الضنك طريقا وسبيلا إلى العزة والكرامة، لذلك عندما تقف أمام صلح الحديبية ترى الكثير من هذه المعاني.
صلح الحديبية هو صلح نتج عن نية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرة والحج وكان قبيل الفتح، أراد صلى الله عليه وسلم أن يحج مع صحابته فأخذوا هديهم ثم انطلقوا وأحرموا حتى وصلوا عند الحديبية قبيل مكة فمنعتهم قريش ولم تسمح لهم بذلك، أراد الصحابة أن ينازلوا قريشا بالقتال فمنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لم نعطي الدنية في ديننا يا رسول الله؟ فمنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اتفق مع قريش على صلح سمي صلح الحديبية لأنه وقع في منطقة الحديبية، فجلس ممثل قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي كرم الله وجهه يكتب بنود الصلح، فبدأ رسول الله يملي على علي بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا لو آمنا بالرحمن الرحيم لآمنا بك فأمر رسول الله عليا أن يمسحها، فما مسحها، فمسحها رسول الله وكتب باسمك اللهم، ثم قال هذا ما قضى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قال لو كنا نؤمن بك أنك نبي لاتبعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، مجدداً مسحها رسول الله وقال اكتب محمد بن عبد الله، ثم بدأت بعد ذلك شروط يفرضها من يعتقد أنه القوي والمنتصر على الضعيف الذي ألجم عن الحج والعمرة وكل الجزيرة العربية تحج إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيء عجيب، بهذه الشروط توضع الحرب لعشر سنين ثم بعد ذلك أن يحج العام القادم والسيوف في أغمادها، ثم إذا أسلم أحد من المسلمين لا يحق لرسول الله أن يستقبله في المدينة ويجب أن يعيده، وإذا كفر أحد من المسلمين ويريد أن يذهب ويعود إلى مكة المكرمة فعلى رسول الله أن يعيده، اعترض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما اعتراض، وقعت اتفاقية الحديبية ثم بعد ذلك أمر رسول الله من أحرم أن يخلع الإحرام وأن يحلق وأن يذهب الهدي، فلم يفعل ذلك أحد، فدخل إلى أم سلمة وقال “هلك الناس، آمره أن يفعلوا فلم يفعلوا” قالت “قد أصاب قلوبهم ما أصابها فاخرج فاحلق ثم اذبح فيفعلوا ذلك”. خرج الرسول ذبح ثم بعد ذلك حلق، حلق الصحابة وذبحوا ولكن هناك جمر من نار داخل قلوبهم، لم يجب أن نخضع للكفر، الله عز وجل يقول “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” لم أستسلم لهؤلاء عبدة الأحجار عبدة الأصنام يجب أن نستلّ السيوف يجب أن نقتلع رؤوسهم، صورة من الصور العجيبة… قالت له احلق فحلق، حلق جميع الناس ثم انطلقوا، في طريق العودة أنزل الله عز وجل مطلع سورة الفتح “إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا”. الصحابة قالوا أنصر هو يا رسول الله؟ وأين الفتح؟ ونصر؟ قال والله إنه الفتح. استكانت قلوبهم ثم بعد ذلك اعتمروا في العام التالي، ولكن بعد ذلك لم يستمر ذلك فقريش غدرت، فحدث فتح مكة ومنّ الله عز وجل بذلك الفتح وبذلك الانتصار، لذلك ليس لك أن تنظر إلى الشروط، عندما تتحدث وينصرك الله نصرا عزيزا ليس لك أن تتحدث عن الشروط التي قد توضع، إذا لم تستطع رؤية النهايات لا يعني أن هناك إجحاف أو إذا رأيت أن هناك إجحافا فهناك تقدير من الله عز وجل لكل ذلك، أحيانا نحسب نحن عدد الشهداء نحسب الشهداء في هذه المواجهة من لبنان إلى فلسطين، الدمار الهدم والله لا يحصى ولا يعدّ، كيف تقول لي وينصرك الله نصرا عزيزا، قد لا يستطيع الإنسان أن يستوعب كل ذلك ولكن بعد ذلك تكون المآلات هو فتح مكة. كثير من الناس عندما ينظرون إلى الانتصار يريدون نصرا عزيزا مؤزرا مبينا في لحظة من اللحظات دون بناء، الله عز وجل في القرآن الكريم يقول “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله” بأساء وضراء وزلزلة “إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر” تماما في المدينة المنورة عندما حوصرت المشركين من الأمام والمنافقين من الداخل واليهود من الخلف “إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون” في تلك اللحظة كان هناك من يتحدث عن خطأ الخيار السياسي، أنت خضت معركة هي مغامرة غير محسوبة وأنت لم تتخذ كل التدابير، يعني أخطأنا خطأ سياسي قاتل، أوتيت المدينة من الدنيا بكليتها، تكالبت كل الأمم على المدينة ولكن بعد ذلك بعد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب فتحت كسرى فتحت قيصر فتحت مدائن اليمن، رسول الله قدم استطاعته قدم ما يستطيعه والله عز وجل يقول “لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها” ثم بعد ذلك أرسل الله عز وجل عليهم ريحا وجنودا. كان هناك يأس كلي في تلك اللحظة أما بعد عشر سنوات كان هناك فتح لبلاد فارس ولبلاد الروم، لذلك لا تستطيع في هذه اللحظة أن تقيّم تقييما خاطئاً هناك أسباب يجب على الإنسان أن يأخذ بها من أجل أن ينطلق بعد ذلك.
اليوم ما جرى وما يجري في لبنان أو في غزة يأتي في هذا المضمار ويأتي في هذا السياق، وتستطيع أن تحصي إحصاء دقيقا عندما تقابل ما أراده الكيان وقادته وما أراده أهلنا في فلسطين، احسب بالورقة والقلم… تخرج حركة المقاومة ولن نسمح ببقائها.. أمس كان يقول ننتظر أن توافق حركة المقاومة على شروط الهدنة.. اليوم التالي لن يكون هناك أحد.. اليوم هناك قرابة الـخمسين ألف شهيد… اليوم يقال هناك 40 ألفاً من الشباب الذين تجنّدوا من جديد.. لن ننسحب من فيلادلفيا ولن ننسحب من نتساريم.. سننسحب من هنا ومن هناك.. سنستعيد جميع الأسرى دون مفاوضات.. غصباً عنه يفاوض وسيخرج آلاف الأسرى من داخل السجون.. عندما تحسب كل هذه الأمور تحسب أن هناك نوعا من أنواع المواجهة فرضها الله عز وجل، لم نكن نريدها لا من قريب ولا من بعيد.. كل ما أراده أهلنا في فلسطين في السابع من تشرين أن يزيدوا غلة الأسرى من أجل أن يتبادلوا مع أكثر من 5 آلاف مظلوم، الألاف منهم من هو محكوم بم؟ انظر العهر انظر الكبرياء والغطرسة “خسمة وعشرين مؤبداً” كيف وأي منطق؟ فجاء شعار الأسرى ثم المسرى وضعته المقاومة، تحرير الأسرى ثم بعد ذلك نحرر المسرى.. البعض كان يقول هذه غلطة هل هذا الثمن يستحق؟، هل نستطيع أن نقاتل جمعنا الدنيا بكليتها علينا؟.. هذا يذكرنا بغزوة بدر “وتودونا أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين” دخلوا في غزوة بدر يريدون أن يسترجعوا أموالهم صارت غزوة بدر الكبرى، دخلنا هنا من أجل أن نستعيد الأسرى صارت معركة دخل فيها الأمريكي الفرنسي البريطاني الألماني، وأسفرت كل وجوه الشر العربي بوقوفهم إلى جانب الكيان. هل لنا قدرتهم؟ نحن كنا نتوقع أن أمريكا تتلهى في كوريا وفي أوروبا في أوكرانيا وفي كل تلك البلاد حتى تستطيع أن تخوض معركة مع الكيان بعيدا عن كل هذه القوى الكبرى وكنا نتأمل أن تنطلق الصواريخ العابرة للقارات لتضرب حاملات الطائرات فيضعف بعد ذلك الاستكبار الأمريكي وتضعف بعد ذلك كل تلك الدول، ثم ندخل في معركة الفتح في حطين لتحرير فلسطين، الله عز وجل أراد غير ذلك، اشتركنا نحن في لبنان واليمن صار يضرب الكيان الغاصب بالصواريخ البالستية وبالمسيرات، وصواريخ فرط صوتية على حاملات الطائرات، هذا جنون؟ من اليمن حتى يضرب الأمريكان. تنسحب كل حاملات الطائرات إلى شمال البحر الأحمر، ما اسم ما جرى؟ اسم ذلك انتصار، هو انتصار ليس عزيزا مبينا في هذه اللحظة ولكنه يؤسس لـ”إنا فتحنا لك فتحا مبينا”… اليوم تسأل أين الانتصار كل قادة المقاومة استشهدوا، استشهد أبو إبراهيم وأبو العبد وأبو صالح وأبو هادي، وكل هؤلاء رحلوا ثم بعد ذلك تحدثني بانتصار؟ نعم، استشهد حمزة رضي الله عنه ولم ير فتح مكة، وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم روحه لبارئها ولم ير غير الفتح، رسول الله لم ير ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، وسيدخل هذا الدين لن يترك بيت حجر ولا مدر إلا ويدخله الإسلام بعز عزيز وذل ذليل، عز يعز به الله الإسلام وأهله، وذل يذل به الله الشرك وأهله، هذا سيدنا النبي لم يره ولكن نحن رأينا أم لم نره، لذلك هناك خطوات يجب أن تدفع بها الثمن ثم بعد ذلك تصل إلى ما تريد، هذه هي الصورة التي تصل إليها.. كان هناك ميناء عائم تهجير إلى سيناء طرد من الضفة إلى الأردن، لم يكن هناك مفاوضات لن لن لن… رغم أنفهم كل ذلك يوافق اليوم على كل ذلك، وتنطلق فلسطين عزيزة كريمة، شيء عجيب نقسم بالله عندما تجد الأطفال هناك الحفاة تحت المطر تحت البرد تحت الخيام يحتفلون يكبرون يرفعون رايات النصر، وقد خذلتهم الشعوب إلا من رحم ربي، والدول بكليتها، تدرك بعد ذلك أن الله عز وجل أعز نصره إلا بين يدي أعظم جنده، الله عز وجل يقول “فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد” عبادا لنا وهذه تزيكة، أعطاهم شهادة إيمان في الدنيا قبل الآخرة، وأعطاهم شهادة قوة أولي بأس شديد، نسأل الله عز وجل أن نكون من هؤلاء، لذلك إياك أن تنصت للأرضيات للفضائيات التي تسلط الضوء على الدم المراق على الوجع على الألم وعلى الخيام، كذلك المتشائم الذي ينظر إلى الوردة ويرى الشوك في الورد ويعمى أن يرى فوقها الندى إكليلا
يأتيك مولود تتألم الوالدة أيما ألم تقول ألم لم أشعر به في حياتي، وهناك دماء والكثير من الألم وساعات من الانتظار، قد تستطيع أن تصور هذه الصورة، ولكن انظر بعد ذلك ما جرى؟ ولد طفل لطيف عزيز جميل، هو حياة بشكل فعلي لكل الأنفس البشرية، هي سعادة يسعد بها الناس بكليتهم، يخرج الولد يبكي وأهله يضحكون فرحين، من قلب الوجع ومن قلب البكاء تولد الأمة، عندما يكون الانتصار انتصارا عزيزا مؤزا مبينا، لذلك لا تضعوا كل هذه الأمور في الحسبان، ليس لأنها شيء وليس لأنك تغطي على الألم وعلى الوجع لأن هذا مذكور في القرآن كثمن للانتصار وللجنة “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة” ماذا تقصد أنفسهم وأموالهم؟ أكمل الآية “يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهد من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به”.
اليوم هناك صورتان في فلسطين في لبنان وكل عالمنا العربي والإسلامي يقول لك تعبنا، نحن هنا تعبنا كثيرا هنا، حتى تعبوا بالجزائر وفي مصر والأردن… علام تعبت؟ تعبت بسكوتك على الظلم وعلى الظالمين، من تعب وقدم واستشهد هناك، هناك لم يبق لهم شيء ورغم ذلك حتى آخر لحظة من اللحظات يقدم ويقاوم، نحن هنا سكتنا على الظالمين، يقول ابن خلدون لو خيرت بين استئصال العبيد واستئصال الطغاة لاستأصلت العبيد لأنهم بصمتهم بخضوعهم صنعوا الطغاة لذلك يجب أن تنتفض يجب أن تتحرك يجب أن تقف. اليوم كل المنطقة تتحدث بعد هذه الغلطة التي يعتبرونها كذلك، فيعتبرونها جريمة شرف كمقاومة وإسناد لبنان والمقاومة في فلسطين جريمة يحاسب عليها القانون.
واليوم بعد أن انتهى كل شيء تفضلوا لنرى ماذا سنفعل. كلا نحن انتصرنا ونصرنا قد لا يكون نصرا عزيزا مؤزرا مبينا، النصر الأول الله عز وجل يقول “ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” وفي مكان آخر يقول يقول “فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز” هذا الصمود فوز جزئي يؤسس إلى الفوز الكلي الذي هو دخول الجليل الذي هو تحرير القدس الذي هو إخراج أمريكا الذي هو إخراج كل الطغاة الذي هو إقامة دولة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، حتى نؤسس دولة نخرج بها كل المحتلين وكل الغاصبين.
الله أرنا نصرك العزيز المؤزر المبين يا رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد…
أيها الإخوة الكرام .. إنها طريق ذات الشوكة وإنكم أبناء المساجد وأهل الإيمان وأهل الله وخيرته من خلقه، أنتم رواد المساجد رجل قلبه معلق بالمساجد هو ذلك الرجل الذي يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، نحن وكل من يماثلنا على امتداد الكرة الأرضية وهناك مئات الملايين يصلون في هذه اللحظة، يتجهون صوب قبلة واحدة يقرأون فاتحة الكتاب يكبرون ويسلمون ويحمدون الله عز وجل ربهم واحد دينهم واحد قبلتهم واحدة غايتهم واحدة عدوهم واحد. نحن اليوم على أبواب فتح عزيز مؤزر مبين ولكن هناك من يريد أن يدفعك إلى الخلف، اليوم محاصر لبنان ثم يقولون غدا سيتحسن وضع الكهرباء، فكنتم بلبنان وسوريا والمنطقة بدون كهرباء وماء بسبب خياركم الخاطئ.. في مكة المكرمة حين حوصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب بني طالب في شعب بني هاشم أكلوا أوراق الشجر، على من الخطأ؟ الخطأ من رسول الله لأنه أخذ قرار تمرد فيه على العادات والتقاليد الشعبية، طلب انتزعوا اللات والعزة، قال قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، قالوا هذا جنون أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب، لا… من حاصر هو الكفر ويريد أن يقمع “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون” هذا ما يجب أنت تنظر إليه هذا ما يجب أن تراه. كثير من الناس يتحدث عن الموت على أنه الطامة الكبرى على أنه المصيبة، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حذر منه “قالوا له أومن قلة يا رسول الله؟ قال إنكم حينئد كثير، قالوا وما سبب ما يصيبنا قال ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. ما الوهن؟ قيل وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت، اليوم أنا أقف في مجلس عزاء أعطي درسا عن العزاء وعن الموت ظلمة وقهر وصبر وتسأل ثم بعد ذلك تضرب وتجلد بسوط بستين ذراعا في الأرض ثم ثم بعد ذلك تصور الموت على أنه الطامة الكبرى، ثم بعد ذلك عندما يقول لك “يا أسف الزمان على شبابه لم ير من الدنيا شيئاً” رغم أنه يعيش في لبنان وقد سرقوا ماله ويدفع ثمن مضاعفا لخدمات الماء والكهرباء، ويرى كل وجوه الظالمين واللصوص ثم يقال يا حرام لم ير شيئا من الدينا في لبنان… اللهم اجعل حياتنا في لبنان كفارة لنا يوم القيامة يا رب العالمين. لذلك الفلسطيني يقول لك ما الموت؟ الموت والوفاة هو انتقال من التعب إلى الراحة والانطلاق من العباد إلى رب العباد. ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. تبتدئ بعد ذلك بعد الرحيل بعد الشهادة تبتدئ مراسم الاستقبال “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة” ساعة الوفاة تستقبله يستقبلك ملكان جميلان، ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، قل لمن يخيفك يأتيك ملكان يقولان لا تخف مما هو آت ولا تحزن على ما فات وأبشر بالجنة، هذه لمن ؟ هذه لمن قالوا ربنا الله ثم استقاموا، قولوا لا إله إلا الله، هل أنتم من أهل الاستقامة تنطبق علينا وعليكم إذا هذه الآية إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون” هل من إضافات؟ نعم “نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، الله وليك ويقول “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة” لم تخيف الناس من الموت أيها الشيخ؟ يقول لك انتظر قبل الجهاد الأكبر يجب أن تجاهد النفس ويجب أن تنطلق في دائرة التربية. ثم تظلّ تربي نفسك 40 سنة ثم تموت بعد ذلك بالتخمة وبالقلب والضغط والسكري. كلا… من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه حقق الصفقة مع الله عز وجل وهو القائل “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة”.. أنت بعتها في مكان آخر أنت تقدم الروح والدم للزعيم للكاذبين، لذلك قيل وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت، في فلسطين لم يروا أحداً كبيراً إلا الله عز وجل لذلك اخترعوا كل شيء. اليمن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة كما دعا للشام وأهل الشام عندما قال “اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا” هذه البركة هي التي تقارع بها الدول بكليتها، لذلك يجب أن نخرج من الوهن من الجزع من الخوف من أجل أن ننطلق لنقيم ما وعد به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وما استأمننا عليه رسول الله. يجب أن تقيم العدل هناك سرقة هناك ظلم هناك قتل لا يوجد نفط عندنا عندنا كل الثروات سرقت سلبت، لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة عزة ولا حياة كرامة. ما المطلوب؟ المطلوب أن تقف شامخا بدينك بدمك بروحك بصدقك من أجل أن تحقق وعد الله عز وجل وهو القائل “ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون””.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *