توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صباح اليوم الاثنين، إلى الجنوب للقيام بجولة يتفقد خلالها وحدات الجيش عند الخطوط الأمامية، ويطّلع من قائد الجيش العماد جوزيف عون على الأوضاع في القطاع الشرقي.
وفي كلمة له من ثكنة الجيش في مرجعيون، المحطة الأولى في جولته الجنوبية، قال ميقاتي: ” لا بد يداية من توجيه التحية لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعًا عن الأرض. أتطلع في وجوهكم وأشعر بالفخر؛ لأنني أشعر بمعنوياتكم العالية وإصراركم على الدفاع عن الأرض بالبرغم من الصعوبات كلها”.
أضاف ميقاتي: “سنعقد اجتماعًا مع اللجنة التي تشرف على وقف إطلاق النار، وأمامنا مهام كثيرة أبرزها انسحاب العدوّ من كلّ الأراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة. إن الجيش لم يتقاعس يومًا عن مهماته، ونحن أمام امتحان صعب، وسيثبت الجيش أنه قادر على القيام بكلّ المهام المطلوبة منه، وأنا على ثقة كاملة بهذا الأمر”.
ولفت ميقاتي إلى أنّ: “الجيش أثبت على الدوام أنه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه. حماكم الله وحمى هذا الوطن”.
وبعد مرجعيون، جال ميقاتي وقائد الجيش وقائد الـ”يونيفيل” الجنرال أرولدو لاثارو في بلدة الخيام، وهي المحطة الأخيرة في جولته في القطاع الشرقي من الجنوب، واطلع على حجم الدمار الهائل في البلدة بفعل العدوان “الإسرائيلي”.
وقال ميقاتي في ختام الجولة: “نشعر بألم كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنوياته. علينا أن نكون صريحين وواضحين إنه لكي يقوم الجيش بمهامه كاملًا، على لجنة المراقبة التي تم تشكيلها لتنفيذ القرار 1701 أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدوّ “الإسرائيلي” لوقف كلّ الخروقات الحاصلة ووقف الدمار الذي نراه هنا ومن ثمّ أيضًا حصول الانسحاب “الإسرائيلي” الفوري من الأراضي اللبنانية التي توغل بها الجيش “الإسرائيلي” في الفترة الماضية. هذه أمور أساسية من أجل أن يكون الجيش حاضرًا للقيام بمهامه كاملة”.
أضاف: “التدابير المتعلّقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعي وسينفذها الجيش بشكل كامل بضمانة أميركية فرنسية. طلبت اجتماعًا يوم غد في السرايا مع اللجنة المعنية بتنفيذ وقف إطلاق النار وتحديدًا مع الضابط الفرنسي والضابط الأميركي والضباط اللبنانيين، وممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته”.
وتابع: “التأخير والمماطلة لتنفيذ القرار الدولي لم تأت من جهة الجيش بل المعضلة هي في الجانب “الإسرائيلي” وهناك مماطلة من قبله ويجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يومًا المنصوص عليها في تفاهم وقف إطلاق النار لحصول انسحاب “إسرائيلي” كامل من الأراضي اللبنانية”.
وأكد ميقاتي إصراره على “حل كلّ الخلافات بما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أي مبرر لوجود أي احتلال “إسرائيلي” على أرضنا. الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ ما توصلنا إليه من إجراءات بما يتعلق بالقوانين الدولية، كما أنها ملتزمة كاملًا بقرارات مجلس الأمن الدولي وهذا ما نقوم به. وأقول لمن يشكك تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وأوضح أن “الدمار في بلدة الخيام يؤلم القلب وهناك دمار كبير جدًا وحتمًا ستكون هناك خطة لإعادة الإعمار وندرس هذا الموضوع ضمن السرعة والشفافية الكاملة لتنفيذه. كذلك، نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة والدول الصديقة للقيام بإنشاء صندوق ائتمان يشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كلّ ما تدمر في الجنوب اللبناني”.
قائد الجيش
بدوره، زار قائد الجيش قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج – مرجعيون، والتقى الضباط والعسكريين واطّلع على مهماتهم وأوضاعهم العملانية”. وفي كلمته، حيا قائد الجيش العماد رئيس الحكومة شاكرًا له دعمه الكامل للجيش، وقال: “بالرغم من كلّ الإمكانات الضئيلة؛ بقي الجيش صامدًا في مراكزه وحافظ على المدنيين. وسنكمل مهمتنا؛ لأننا مؤمنون بما نقوم به”.