كتب مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” في الشمال، يئير كراوس، أنّنا (إسرائيل) على الجبل، وممنوع على الجيش “الإسرائيلي” ورئيس الوزراء نتنياهو النزول عنه مرة أخرى: احتلال جبل “الحرمون” السوري، ونقاط أخرى مهمة للدفاع عن الجولان “الإسرائيلي”، على طول الحدود في المنطقة العازلة في أراضي النظام السوري السابق، هو أكثر من مجرد ضم موضعي أو “صورة انتصار”، بل يجب أن يكون حدثًا إستراتيجيًا، يستغل واقعًا أمنيًا وسياسيًا، يكاد يكون غير مسبوق منذ 50 عامًا.
مثل هذا الواقع الذي يؤسس لواقع جديد في منطقة فوضى وقلق، في ضوء الدروس المستفادة من مجزرة 7 أكتوبر وأحلام بقية أعدائنا المتشابهة، أن ما كان لن يكون، لن تسمح (دولة) “إسرائيل” بموعد ثان لتحقيق أحلام الجحيم التي يطمح إليها جيراننا على باقي حدودنا.
ومن بين النقاط التي أُعيد احتلالها قمة جبل “حرمون” السوري ومعبر القنيطرة وغيرهما، إن احتلال الأراضي التي يعرض وجود العدو فيها مواطنينا للخطر، والتي يمكن أن تقع في أيدي نظام المتمردين غير المستقر الذي تسيطر عليه تركيا وأردوغان، جاء اليوم بالتوازي مع موجة من الهجمات الجوية على البنى التحتية التي تشكل خطرًا والصاروخية، بحسب تقارير عربية، في مطارات دمشق وجنوب سورية، وكذلك في ريفي درعا والسويداء.
على غرار المنطقة العازلة التي تسيطر عليها “إسرائيل” الآن بحكم الأمر الواقع على الحدود السورية، يجب عليها أن تفعل الشيء نفسه بالضبط على الحدود اللبنانية، لن يوافق سكان مستوطنات خط المواجهة على واقع أمني مختلف، فعندما نتحدث عن تاريخ، هذا حدث تاريخي وممنوع علينا أن نفوّته.