قواعد الانتصار والانكسار والسعادة والشقاء بين قواعد الدين وهراء العرّافين وبين قراءة الكفّ للمنجّمين وقراءة القرآن الكريم.. موضوع خطبة الجمعة للشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في مسجد التوبة طرابلس- لبنان بتاريخ 27-12-2024م.
كثير من الناس ينتظر مطلع العام ورأس السنة ليستمع الى العرّافين وقارئي الكفّ ليعرف طالعه للعام القادم، هل هو عام سعادة وخير أم عام ضنك وشرّ؟.
والله عزّ وجلّ قد وضع في القرآن الكريم القواعد لكل ذلك، قواعد العزة والصغار قواعد الخير الشر، قواعد الضعف والقوة، قواعد الانتصار والانكسار.
فقواعد الانتصار تقوم على إعداد عدّة الإيمان التي من أركانها الاعتصام والإعداد والصبر. قال تعالى: “وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين “.
وقواعد الضعف أساسها الخصام والنزاع. قال تعالى: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.
قواعد هلاك. قال تعالى: “وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا”.
قواعد التعاسة سببها الإعراض عن هدي الله وكتابه. قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” طه.
الأمن الغذائي والأمن الداخلي يكون بالعبودية لله. قال الله عزّ وجلّ: “فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)”قريش.
سبب الجوع والخوف: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)” النّحل.
صفة الدّرب صوب العزّة والانتصار في قوله تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)البقرة.
لذلك نحن لسنا مضطرّين للجوء إلى الدّجالين والكاذبين الذين لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا ولا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورا.
فالقرآن الكريم فصّل كل شيء. قال تعالى: “وكلّ شيء فصّلناه تفصيلا” لذلك لسنا بحاجة إلى عرّافين وكذابين ودجّالين. فالّذي لا يعرف ما له لا يمكن أن يعرف ما للآخرين.
قال تعالى: “قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}