نفذت الهيئات والمؤسسات الصحية والاستشفائية، والطواقم الطبية والتمريضية، وقفة أمام مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس، استنكارًا لاستهداف غارة معادية دارة المدير العام للمستشفى علي ركان علام، ما أدى إلى استشهاده مع عدد من معاونيه والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وشارك في الوقفة رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، مدير مديرية الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، مسؤول الدفاع المدني للهيئة في البقاع محمد باقر أبو دية، وفد من المكتب الصحي لحركة أمل، وفاعليات نقابية.
وتحدث مسؤول قسم الإعلام في البقاع مالك محمد ياغي، فقال: “نحن اليوم في هذه الوقفة التضامنية مع الكادر الطبي المستهدف من العدو الصهيوني الهمجي الغادر الذي يستهدف الكوادر الطبية والصحية دون حسيب أو رقيب، كاسرًا كل القواعد الأخلاقية والمواثيق الدولية بكل وحشية وإجرام”.
ثم تلا البيان الصادر عن قيادة حزب الله في منطقة البقاع، والذي نعت فيه “خادم المستضعفين الأستاذ الفاضل علي ركان علام صاحب ومدير مستشفى دار الأمل الجامعي، والأخ المجاهد الشهيد بلال حسن قطايا مدير الرعاية الصحية في البقاع ورفاقهم الشهداء، حيث إن العدو الصهيوني الحاقد قد أخفقت فرقه العسكرية وآلاته الحربية الهمجية في تحقيق أي إنجاز مقابل مجاهدينا البواسل بميادين القتال، فطاولت يده الحاقدة الغاشمة ثلة من خَدَمة المستضعفين والفقراء والجرحى، وذلك ليس بغريب على هذا العدو الغاشم والمجرم”.
وتوجه إلى الشهيدين علي وبلال، وقال: “رحلتما دون موعد، وأنتما لطالما حددتما المواعيد لخدمة أهلنا المستضعفين وبلسمتما آلام المرضى وضمدتما جراح المجاهدين. نشهد أنكما قد كنتما من خيرة العاملين في سبيل الله لخدمة أهلنا، أشرف الناس، وأكرم الناس، على نهج سيد شهداء الأمة القائد السيد حسن نصر الله وخطى صفيّها القائد الهاشمي الشهيد القائد السيد هاشم صفي الدين، ونعرف أن الأرواح فاضت بالعشق فارتحلت لجوار ربها شوقًا وللقاء الأحبة والشهداء”.
وتحدث باسم المؤسسات الاستشفائية والأطباء مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، فقال: “سلامًا للإنسانية المهدور دمها على أبواب مستشفى دار الأمل الجامعي الذي يقدم اليوم القرابين على مذبح الكرامة للإنسان الذي يبحث عن بلسمة الجراح في زمن الإجرام الصهيوني الذي يهرب من المواجهة على جبهة الجنوب، ليتسلل إلى بعلبك ومستشفى دار الأمل بالتحديد، وينفذ عملية اغتيال جبانة لثلة من الشهداء الذين نفتخر بهم وفي مقدمتهم الأخ العزيز الشهيد علي ركان علام، الخلوق والمعطاء، صاحب الأيادي البيضاء، ونصير المستضعفين، حين قلّ الناصر والمعين”.
وتابع: “هو علي ركان علام صاحب هذا الصرح الصحي الكبير الذي يقدّم خدماته الصحية والطبية في السلم كهفًا للمحتاجين، وفي الحرب ملجأ لجرحى الحرب الهمجية الصهيونية على لبنان وإخوتنا في منطقة بعلبك الهرمل”.
وأضاف شكر: “هي وقفة لن تسعفنا على أن نتكلم ونعطي الشهيد حقه في الوصف والتعبير، لكن حقه علينا أن نطلقها صرخة مدوية في وجه دعاة الحضارة والإنسانية الكاذبة التي تتعمد القتل والإجرام وتستهدف الكوادر الطبية في لبنان وغزة، بدءًا من جريمة مستشفى المعمداني في غزة، إلى جريمة اغتيال مدير دار الأمل الجامعي ورفيقه بلال قطايا المسؤول عن رعاية الجرحى في البقاع، والذي أفنى حياته في خدمة المستضعفين حتى عرج شهيدًا مع هذه الثلة المباركة من الشهداء العاملين في الرعاية الطبية”.
وأردف: “نرفع الصوت عاليًا في وجه كل المجرمين وأمام العالم أجمع، لنؤكد أن “إسرائيل” وأعوانها لن ينالوا من عزيمتنا في التضحية والعمل من أجل أن نكون السند لكل المرضى وجرحى الحرب الهمجية، وستبقى دار الأمل الجامعي محط رحالنا لرفع الضيم وبلسمة الجراح، وستبقى قلعة صامدة شامخة، مع باقي مستشفيات البقاع وبعلبك الهرمل وفي مقدمتها مستشفى بعلبك الحكومي الذي كان وسيبقى السند والتوأم لدار الأمل، نعمل سويًا حتى النفس الأخير ولن نخشى إن “سقطنا” (ارتقينا) شهداء”.
ووجّه الدعوة لكل المؤسسات الرسمية اللبنانية المعنية ووزارة الصحة اللبنانية “لرفع الصوت عاليًا وإدانة هذه الجريمة أمام المحافل الدولية المختصة، والعمل لحماية الكوادر الطبية، كما نطالب المحكمة الجنائية الدولية بإضافة هذه الجريمة إلى سجل المجرم نتنياهو وقادة جيشه المجرمين وتقديمهم للعدالة الدولية”.