“الفوز والخسران بميزان القرآن” موضوع خطبة الجمعة للأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان، والتي ألقاها في مسجد التوبة بتاريخ11-10-2024م.
الفوز والفائزين
_ الفوز العظيم هو بالإيمان بالله والرسول والجهاد بالمال والنفس يقول الله عزّ وجلّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)الصف.
_ الفوز العظيم يكون في صناعة شراكة بين المهاجرين والأنصار ومن تبعهم يقول الله عزّ وجلّ: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة.
_ الفوز العظيم يكون بالقول السّديد يقول الله عزّ وجلّ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)الأحزاب.
الخسارة والخسران والأخسرين
_ الخسران المبين أن تعبد الله على حرف، يقول الله عزّ وجلّ؛ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)الحج.
_ الخسران المبين أن نخسر أنفسنا وأهلينا يوم القيامة، يقول الله عزّ وجلّ: فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)الزمر.
_ وأبشع أنواع الخسران أن يعمل الإنسان عملا طالحاً ويظنّ أنه من الصالحين، يقول الله عزّ وجلّ: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف.
_ كل الناس في خسران إلا أهل الإيان والعمل الصالح يقول الله عزّ وجلّ: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)العصر.
_ تبدّل الأحوال من سنن الحياة، ومن لا يدرك ذلك فهو لم يفهم القرآن. فالإنسان يمرّ بقوة وضعف، بغنًى وفقر، بصحة ومرض، بتعب ونصب، بحياة وموت، بجوع وشبع، بسعادة وحزن. وكل ذلك يدخل في دائرة الابتلاء، وهذه هي الدنيا فمن ظنّها سعادة وبحبوحة وراحة دائمة، فما فهم الحياة ومغزاها.
▪️معقول يا عالم؟! أن تُلقيَ الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض على جاسوس للكيان الغاصب، ثم تفرج عنه بعد أقل من 24 ساعة بناء على اتصال من السفارة الأميركية، (وطبعا طلباتهم أوامر)، فيعود الجاسوس إلى الكيان المحتل وفي جعبته كنز من المعلومات تفيد العدو في حربه الإجرامية على وطننا وشعبنا.
▪️ معقول يا بشر أن يقوم الملحق العسكري في السفارة الأمريكية على رأس وفد عسكري بجولة في مطار بيروت الدولي، والتفتيش للتأكد من خلوّه من أسلحة، هل نحن دولة مستقلة أم دولة خاضعة.
▪️ إنْ ظنّت بعض القوى السياسية أنّها إنْ راهنت كما في السابق على العدو الغاصب، واستغلّت انشغال المقاومة وتعرّضها لضربات قاسية لفرض رئيس جمهورية يأتي على دبّابة المحتل ويوقّع ١٧ أيار جديد فهي واهمة، ولم تتعلّم من دروس 2000 يوم انسحب المحتلّ وترك عملاءه لحتفهم.
▪️ ما يقوم به الكيان الغاصب من مجازر تُجاوز كل الحدود الإنسانية والشرعية والخطوط الحمر، من خلال قتله للأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وهدمه للمساجد والكنائس والجامعات والمدارس ودور الحضانة والمستشفيات والمستوصفات، وفي جنوب لبنان يطلق النار على الجيش اللبناني والقوات الدولية. هذا الوحش الكاسر لا يستمع لا إلى مبادرات فرنسية ولا أمريكية ولا إلى مجلس الأمن. هذا الوحش يجب أن يعاقب ويؤدّب وتوجّه له ضربات قاتلة لردعه، وإلا فإنّه سيزيد رصيده الإجرامي.
▪️ يجب محاسبة كل من راهنوا عليه ولا يجوز أن تبقى الخيانة وجهة نظر في لبنان. كل أولئك الذين يقفون ليتصلّبوا في المواقف ويتناغموا مع عدوّنا في حروبه العسكرية، لا يجوز السكوت عليهم بعد الان. لبنان له هوية واحدة عنوانها مواجهة المحتلين والغاصبين والمستعمرين إلى يوم الدين.