لم تكن مجرد خطأ.. لقد دخلت طائرة “بنيامينا” من دون طيار بالفعل في كتب تاريخ العدو

من الصعب وصف حجم “الحقنة المنشطة” التي أعطيت لحزب الله بعد النجاح المؤسف للطائرات اللبنانية من دون طيار في اختراق قاعدة الجيش “الإسرائيلي” والتسبب في حادث أدى إلى سقوط العديد من المصابين.
وجد سكان بيروت الوقت لتوزيع البقلاوة على اللاجئين المنتشرين في الشوارع. وقد خرجت وسائل الإعلام العربية واللبنانية خرجت عن طورها بعد النجاح الكبير، كما يقولون، الذي حققه “المناضلون اللبنانيون من أجل الحرية”. الفشل “الإسرائيلي” الفادح الذي سمح للطائرة التي شُغلت عن بعد بالانفجار له ثلاثة آباء: حزب الله، وسلاح الجو والاستخبارات، أو بشكل أدق قسم الأمن الميداني.

حزب الله
حزب الله هو نمر جريح يمكن أن يلحق بـ”إسرائيل” ضررا كبيرًا. هو لم يهزم بعد وقدرته على البقاء أكبر من قدرة حماس. ولا نتفاجأ إذا سمعنا أنه تمكّن من الانتعاش واستعادة صفوفه.

كان هناك شعور في الأيام الأخيرة كما لو أن “الجيش الإسرائيلي” وسلاح الجو قد “رفعا أقدامهما قليلًا عن دواسة الوقود” في مهاجمة المنظمة. وفي لبنان فسروا ذلك على أنه ضعف وسارعوا إلى الرد. على الجيش “الإسرائيلي” أن يجدد هجماته على المنظمة لئلا ترفع رأسها، لأن كلّ توقف أو انتكاسة في التعامل مع حزب الله هي قوة مضاعفة للمنظمة التي لم تتلقَّ ضربات وتعيد التنظيم.

الاستخبارات
مرة هي جهة يسمونها الأمن الميداني، ومرة هي جهة يسمونها الرقابة العسكرية. الشعور أن هاتين الجهتين خرجتا إلى التقاعد منذ مدة وحتّى الآن لم يعثروا على بديل لهما.

صحيح أنه في عصر الانترنت من الصعب إجبار موقع أوروبي أو صيني على عدم ذكر أسماء الوحدات الخاصة في “الجيش الإسرائيلي”، لكن لماذا تتبرع المواقع “الإسرائيلية” وحتّى العسكرية بمعلومات مجانية للعدو؟

يمكن للمرء أن يفهم رغبة جهات التجنيد في توفير المعلومات لجنود “الجيش الإسرائيلي”، وتسويق قاعدة تجنيد أو معسكر تدريب كمنتج جميل وحديث، ولكن لماذا يجب أن يأتي مع فيديو يظهر فيه كلّ ركن من أركان القاعدة ليراها الجميع؟ يتعلم كلّ إرهابي مبتدئ معرفة مكان قاعة الطعام في تلك القاعدة العسكرية المحدّدة، ويمكنه تخمين متى يتناول الجنود العشاء.

سلاح الجو
تعرض سلاح الجو “الإسرائيلي” لضربة أقوى قليلًا من ضربة خفيفة للجناح. هذا السلاح، الذي عرف كيف يستغل نجاحاته للحصول على التتويج “الإسرائيلي”، وهو محق في ذلك، يجب أن يعرف أيضًا كيف يحتوي الانتقادات القاسية التي ستصدر.

يجب على صف المحاربين القدامى من سلاح الجو الذين يظهرون بشكل متكرّر في الاستوديوهات الامتناع عن الدفاع عن الإخفاق، ويجب عليهم الحديث من أجل إجراء فحص شامل وصارم. يحتاج سلاح الجو إلى إجراء مراجعة ذاتية، ويمكنك أن تعلم أنّهم في سلاح الجو “الإسرائيلي” لا “يستنفدون” بالتحقيقات. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن تفويت الطائرة من دون طيار لم يكن مجرد خطأ. لقد دخلت في كتب تاريخ الدول العربية والمنظمات الإرهابية، وسيُقال المزيد عن “اليوم الذي دخلت فيه الطائرة من دون طيار إلى منطقة “بنيامين””.

صحيفة معاريف – الدكتور موشيه ألعاد (مقدم احتياط في الجيش ومستشرق وباحث في المجتمع العربي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *