تزامنًا مع حصار مطبق وعمليات نسف وتدمير لتهجير السكان، تتعرض مناطق شمالي قطاع غزّة لقصف واعتداءات “إسرائيلية” متواصلة، إذ يشهد شمال قطاع غزّة عدوانًا عنيفًا يستهدف البنية التحتية والطرقات، وما تبقى من منازل المواطنين، فضلًا عن عزل المناطق عن بعضها.
ومنذ ساعات الفجر، هزّت سلسلة انفجارات ضخمة شمالي قطاع غزّة نتيجة عمليات النسف “الإسرائيلية” لمباني في مناطق الصفطاوي والتوام وشمالي غربي جباليا.
وأصدر جيش الاحتلال أوامر نزوح جديدة لسكان جباليا، غير أنّ المواطنين يصرون على البقاء، وعدم النزوح إلى الجنوب، لأنّه لا يوجد أي مكان آمن في القطاع، فكلّ الأمكنة تتعرض لقصف الاحتلال.
وأطلقت آليات الاحتلال شرقي مخيم جباليا نيرانها في اتّجاه منازل الأهالي، فيما تتعرض جباليا ومخيمها لقصف مدفعي متواصل منذ ليلة أمس، ما أسفر عن شــهداء وجرحى.
وقد تمّ انتشال 22 شهيدًا وأكثر من 90 جريحًا بقصف “إسرائيلي” ليلًا على جباليا البلد، فيما لا يزال هناك مفقودين.
كما أفيد بعدد من الإصابات في قصف “إسرائيلي” استهدف منزلًا بمنطقة الفالوجا في جباليا.
حصار مطبق على الشمال
يأتي ذلك فيما يُنقل الشــهداء والجرحى في شمالي غزّة على العربات، بعد توقف مركبات الإسعاف جرّاء انقطاع الوقود بسبب الحصار “الإسرائيلي” المستمر لليوم السابع على التوالي.
وفي هذا السياق، قال مدير الإسعاف والطوارئ في شمال قطاع غزّة، فارس عفانة، إنّ فرق الإسعاف والدفاع المدني “عاجزة عن الوصول إلى مناطق تعرضت للقصف “الإسرائيلي” شمالي القطاع، بسبب منعها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكّد وجود عشرات الجرحى والشهداء تحت الأنقاض، من دون أن يتمكّن أي أحد من الوصول إليهم، على الرغم من المناشدات التي وصلتهم.
من جانبه، ناشد الضابط في جهاز الدفاع المدني معتز أيوب المنظمات الدولية التدخل والتنسيق لتسهيل عمل فرق الإنقاذ شمالي القطاع.
وفي وقت سابق، حذّر الدفاع المدني في غزّة من أنّ إخلاء مستشفيات شمالي القطاع سيؤدي إلى انهيار كامل في النظام الصحي، ومضاعفة معاناة السكان.
وتزداد الأوضاع الإنسانية في مخيم جباليا خطورة مع مرور الوقت، مع منع إدخال إمدادات الغذاء والدواء والمياه للمواطنين؛ وصعوبة دخول طواقم الإسعاف لانتشال جثامين الشهداء ونقل الجرحى.
وكان جيش الاحتلال، قد أعلن في 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بدء عملية عسكرية في جباليا، بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمال القطاع هي الأعنف منذ أيار/مايو الماضي.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
شهداء وسط وجنوبي القطاع
هذا، وارتقى 3 شهداء في قصف “إسرائيلي” على حيّ التفاح شرقي مدينة غزّة، في حين يستمر القصف على حيّ البريج ومخيم النصيرات في الوسط.
ونقل الدفاع المدني في غزّة ارتقاء 3 شهداء وإصابة 12 شخصًا في قصف “إسرائيلي” استهدف منزلًا في منطقة التفاح شرقي مدينة غزّة.
أمّا جنوبي القطاع، فتتعرض مناطق شرقي مدينة خان يونس لقصف مدفعي “إسرائيلي”.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزّة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 42,126 مواطنًا، وإصابة 98,117 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.