نشر موقع “ذا إنترسبت” الأميركي تقريرًا شدّد فيه على أنّ أميركا هي من طالما حضنت نشوء “أسوأ نموذج ممكن من “إسرائيل””، إذ إن السياسة الخارجية الأميركية التي اعتمدت على مدار عقود كافأت وسرّعت من انحدار “إسرائيل” نحو سياسات وأفعال الإبادة الجماعية سواء على مستوى “المجتمع” “الإسرائيلي” أم الحكومة “الإسرائيلية”.
وقال الموقع :”إن “إسرائيل” وبدعم كامل من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ترتكب موجة تلو الموجة من العنف المتصاعد في مسعاها للقضاء على أي معارضة لتوسعها المستمر لـ”دولة” يهودية حيث يعيش ملايين الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من الشعوب”.
كما أضاف الموقع أنّ “”إسرائيل” اليوم هي محصّلة أسوأ النتائج المحتملة حيث باتت عبارة عن “دولة” (كيان) عنصرية تمارس الإبادة الجماعية والتي تنظر إلى المسيحيين والمسلمين العرب على أنهم جثث يجب سحقها”. كذلك أردف أن “هذا الواقع البشع هو نتيجة مباشرة للإعانات العسكرية الهائلة والدعم السياسي من الولايات المتحدة، وإلا لكانت “إسرائيل” اضطرّت إلى المساومة مع جيرانها منذ سنوات لولا الدعم الأميركي”.
وتابع الموقع أن “المستوطنين اليهود يحلمون علنًا باستعمار صهيوني للأراضي الفلسطينية واللبنانية، وأن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو اكتسب شعبية أكبر لدى الناخبين مكافأة لسياسات الإبادة الجماعية”، كما أضاف أن “العامل الأساس وراء كلّ هذا العنف هو السياسة الخارجية الأميركية”.
كذلك تحدث الموقع عن سجل طويل من الدموية في السياسة الخارجية الأميركية، حيث كان يجري الكلام عن خسائر “مقبولة” عندما قتل ما بين مليون ومليوني مدني في فيتنام قبل عقود، كما أشار في السياق نفسه إلى وفاة مليون شخص في إندونيسيا والمذابح التي ارتكبها الحكام الدكتاتوريين المدعومين من الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، ومقتل مئات الآلاف إثر الاجتياح الأميركي لكل من العراق وأفغانستان. وقال الموقع “إن التدخلات العسكرية والدبلوماسية الأميركية التي تحصل اليوم في الشرق الأوسط لا تختلف”.
كما أضاف الكاتب أنّ “وقف الأعمال المروّعة التي ترتكبها “إسرائيل” في الشرق الأوسط يتطلّب تغيير السياسات داخل أميركا نفسها”. وبينما شدّد على أن هذه المهمّة ليست بالسهلة نظرًا إلى قوة ونفوذ الشبكات واللوبيات المؤيدة لـ”إسرائيل” في الولايات المتحدة، غير أنه أكد ضرورة أن تكون هذه المهمّة محور ارتكاز كلّ شخص ذو ضمير سواء داخل الولايات المتحدة أم خارجها.
وقال “إنه وكما في مناطق أخرى من العالم، فإن السياسة الخارجية الأميركية هي العقبة الأساسية أمام تحقيق العدالة والديمقراطية و”السلام” في الشرق الأوسط” وفق تعبيره.