لفت قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي إلى أن “العدو “الإسرائيلي” على مدى عام كامل شنّ أكثر من ربع مليون غارة وقصف مدفعي على قطاع غزة”، وأشار إلى أن “هناك ما يقارب 150 ألف شهيد ومفقود وجريح في قطاع غزة”.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، لفت السيد الحوثي إلى أن “العدو “الإسرائيلي” استخدم نحو 100 ألف طن من المتفجرات على شكل قنابل وصواريخ وقذائف قدّمها له الأميركي”.
وأوضح أن “اختفاء الكثير من الجثث سببه استخدام العدو “الإسرائيلي” لأسلحة وقنابل أميركية محرّمة دوليًا وذات تأثير بهدف الإبادة الجماعية والتدمير الشامل”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن “العدو “الإسرائيلي” نفّذ ما يقارب 3700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وتابع “مذابح مستشفى المعمداني ومخيم جباليا ومدرسة الفاخورة من أبرز المذابح المروّعة التي لن ينساها كل ذي ضمير وستبقى صفحة سوداء في ذاكرة التاريخ”.
السيد الحوثي: أميركا شريك وممول لكل إجرام العدو الصهيوني
وأكد السيد الحوثي أن “الأميركي نقل بمئات طائرات الشحن الجوي العملاقة وأكثر من 100 سفينة عشرات آلاف الأطنان من الوسائل الإجرامية للعدو “الإسرائيلي””.
وأضاف السيد الحوثي: “أميركا لأكثر من نصف قرن تضخّ كميات كبيرة من الأسلحة إلى العدو “الإسرائيلي” منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين”.
وتابع “أميركا شريك ومموّل لكل إجرام العدو الصهيوني، تقتل وتصنع وتموّل مآسي الشعب الفلسطيني”.
ولفت إلى أن “العدو “الإسرائيلي” دمّر 814 مسجدًا بما نسبته 79% من مساجد قطاع غزة في إطار حربه المعلنة على الإسلام”، وأوضح أن “العدو “الإسرائيلي” انتهك حرمات المساجد وأحرق المصاحف فيها وقتل المصلين وآخرها ما حصل الليلة الماضية في دير البلح”.
السيد الحوثي أشار إلى أن “العدو “الإسرائيلي” كثف اعتداءاته في الضفة الغربية، ولم يكن ذلك الإجرام وليد طوفان الأقصى بل هو متوالية تاريخية من الإجرام”.
وأردف “عدد الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية زاد عن 11 ألفًا، والشهداء ما يقارب 750 شهيدًا وتجاوز عدد الجرحى 6200 جريح”.
السيد الحوثي: طوفان الأقصى أدخل العدو في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهكه وداعميه
ولفت قائد حركة أنصار الله في اليمن إلى أنه “في مقابل كل الإجرام الصهيوني والطغيان وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشديد، كان صمود المجاهدين وأهالي غزة عظيماً”.
وأضاف “صمود المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة كبير وتاريخي ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو “الإسرائيلي””.
وأشار السيد الحوثي إلى أن “صمود الشعب الفلسطيني أثبت أن الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقمًا حاسمًا في المعارك”.
ولفت إلى أن “طوفان الأقصى امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين”، وقال “عملية طوفان الأقصى فرزت واقع الأمة بجلاء، ليتبيّن من هو الصادق من الكاذب في نصرة القضية الفلسطينية”.
وأضاف “مهما ارتكب العدو “الإسرائيلي” من جرائم إبادة واستهدافات واغتيالات فلن يصل إلى النتيجة التي يريدها”، وتابع “مهما ارتكب العدو “الإسرائيلي” من جرائم إبادة، لن يغيّر المآل الحتمي الذي يتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن “جرائم الإبادة والقتل والتجويع والحصار ليست إنجازًا عسكريًا، وما يقدمه المجاهدون في غزة من ثبات يعتبر إنجازًا فعليًا وحقيقيًا”.
ونوّه إلى أنه “كان يُراد لفلسطين أن تتمزق وأن تُطمَس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أيّ ثمن”.
وأكد أن “فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحاتٍ كبيرة، لا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون”.
وشدد السيد الحوثي على أنه “بعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو “الإسرائيلي” وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل”، وأوضح أن “طوفان الأقصى أنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهكه وداعميه”.
السيد الحوثي: مع حجم العدوان “الإسرائيلي” تبقى حتمية زواله من الثوابت ولا بد أن تتحقق
وأكد السيد الحوثي أن “الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف”.
وأضاف السيد الحوثي “تحت عنوان “مواجهة إيران” يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو “الإسرائيلي” القوة العسكرية المهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود”.
وتابع “الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو “الإسرائيلي” والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية”.
وأشار إلى أنه “كان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتريتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وأن تثير حفيظته وأن تُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية”، وأوضح أن “القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع”.
وأردف السيد الحوثي “يسعى الأعداء لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات “إسرائيل” مع القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذًا إستراتيجيًا عالميًا”.
وشدد على أنه “مع حجم العدوان “الإسرائيلي” تبقى حتمية زوال العدو “الإسرائيلي” من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق”.
السيد الحوثي: ثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال
هذا، وأكد السيد الحوثي أن “”إسرائيل” باتت مع كل جرائمها الفظيعة والرهيبة والوحشية منبوذة في هذه المرحلة دوليًا وعالميًا وأكثر من أي وقت مضى”.
ولفت إلى أن “حزب الله ومجاهديه الأعزاء ما زالوا ثابتين، وثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال”.
وذكر أنه “من أول محاولة تقدّم قام بها العدو “الإسرائيلي” عند حدود فلسطين المحتلة مع لبنان واجه مواجهة شرسة جدًا، ودخل في ورطة حقيقية”.
وتابع السيد الحوثي: “مجاهدو حزب الله الأبطال كان شعارهم “إنّا على العهد يا نصر الله” في كل معاركهم”.
وأردف “ها هم رجال حزب الله كالأبطال أيها السيد الشهيد يوفون بما توعدت به كاملًا غير منقوص”، وأوضح “بعد استشهاد سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله كان شعار مجاهدي حزب الله “فهذا العهد صار أوكد وأرسخ وأقوى ويجري دافع الوفاء له مجرى الدم في الشرايين””.
ولفت السيد الحوثي إلى أن “العدو “الإسرائيلي” صُدم عندما رأى مجاهدي حزب الله على نحوٍ أكثر مما عرفهم سابقًا من الثبات والاستبسال والصمود”، وقال: “مجاهدو حزب الله برزوا إلى مواجهة العدو من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة”، وأضاف: “إذا كان العدو يتصور أن قتل سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه سيوهن العزائم فهو واهم ومخطئ”.
وأكد السيد الحوثي أن “أغلب الأطياف اللبنانية تدرك أن العدوان “الإسرائيلي” هو خطر على لبنان بكله، وأن العدو “الإسرائيلي” هو عدو لكل اللبنانيين”.
السيد الحوثي: جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو “الإسرائيلي” وتسعى لتطوير قدراتها
إلى ذلك، بيّن قائد حركة أنصار الله في اليمن أنّ “العدو توقع من استهداف الشهيد المجاهد الكبير إسماعيل هنية رضوان الله عليه أن تنهار معنويات كتائب القسّام ويُحبط الشعب الفلسطيني، لكن النتيجة معاكسة”، وقال “إخوتنا في جبهة فلسطين الجبهة الأولى والخندق الأول في مواجهة العدو ثابتون، وينطلقون بوعي وبصيرة عالية للجهاد في سبيل الله”.
ولفت إلى أن “جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن هي من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو “الإسرائيلي” على مدى عام كامل”، وأردف قائلاً: “لم يسبق لحالة جبهات الإسناد هذه مثيل في الـ75 عامًا التي مضت”.
وأضاف السيد الحوثي “جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو “الإسرائيلي” وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه”.
وفي سياق موازٍ، قال السيد الحوثي “من نتائج عمليات اليمن المهمة هو منع العدو “الإسرائيلي” من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب”، وأضاف: “جبهة الإسناد في اليمن اتجهت بفاعلية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى بعمليات جادة وقوية”.
وتابع السيد الحوثي: “جبهة الإسناد في العراق تتجه إلى تصعيد مستمر، واعترف العدو “الإسرائيلي” هذه الأيام بالقتلى والجرحى من جنوده نتيجة لتلك الضربات”.
ولفت السيد الحوثي إلى أنه “من تطورات معركة طوفان الأقصى ما يحصل اليوم من مواجهة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والعدو “الإسرائيلي”، وقال: “إيران تقوم بواجبها تجاه قضايا الأمة في دعم الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وسورية”، وأضاف: “إيران تدعم جبهات الإسناد وتقف معها وصولاً إلى الاشتباك المباشر مع العدو “الإسرائيلي””.
وختم السيد الحوثي قائلاً: “نحن ملتزمون بواجبنا الأخلاقي والديني في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب حزب الله وإلى جانب إيران”.