التكامل بين المهاجرين والأنصار من المواجهة وحتى الانتصار موضوع خطبة جمعة التي ألقاها الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان في مسجد التوبة طرابلس لبنان 27-9-2024 م.
أهل الإيمان والهجرة والمجاهدون في سبيل الله بالمال والنفس وأهل الإيواء والنصرة يجمع المهاجرين والانصار في معسكر ومشروع واحد
يقول الله عز وجل :” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ …”
ويخبر الله عز وجل أهل الكفر معسكر واحد فلا يجوز تغيير هذه القاعدة فيقول تبارك في علاه:” وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ”.
ثم يقدم شهادة حسن سلوك إيمانية للمعتصمين من المهاجرين والأنصارويؤكد أنهم أهل المغفرة وكل ما أنفقوه يضاعفه الله أضعافا كثير فيقول الله عز وجل :” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)
ويحذر الله عز وجل الغافلين من تعطيل القلب والحواس وسائر أجهزة التلقي ويقول الله تعالى :” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ “.
كما يؤكد القرآن أن الطبيعة لا تقبل الفراغ فإن لم يكن التوجيه قرآنيا فسيكون شيطانيا وإذ ذاك يضل الإنسان ويعتقد أنه من الهداية وهذا من أخطر الأمراض يقول عز وجل :” وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ “.
وفي ذلك يقول الله عز وجل :” ﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِینَ أَعۡمَـٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعۡیُهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ یُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤﴾
وفي موضوع الضيوف الوافدين من الجنوب إلى الشمال من شعب المقاومة نقول لا نازح في بلده بل ضيوف أعزاء كرام شكرا لأهلنا في طرابلس والمنية والضنية والكورة وزغرتا وعكار وصيدا وبيروت لنخوتهم لمحبتهم واندفاعهم لاستقبال الضيوف الوافدين من بيروت والضاحية والجنوب…
أرادها العدو ألما وإبعادا فحولها أهلنا أملا وتكاملا وبدأت تزول الهواجس التي زرعت فيما بيننا وبات الكل شريكا في معركة التضامن مع غزة وفلسطين فالمجاهدون يقدمون دماءهم، وأهلنا في الجنوب يقدمون فلذات أكبادهم، وأنتم هنا تقدمون بيوتكم وأموالكم وحبكم وتضامنكم وكل ما تملكون… لذلك لن تعودوا إلا منتصرين ومرفوعي الرأس
ومن يسير في حاجة الناس يحقق الله تعالى له كل حوائجه فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :” من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته”.
لذلك يا أهلنا القادمين إلى بلدكم أيها الأطهار أنتم المهاجرون ونحن الأنصار ، نحن الضيوف وأنتم أهل الدار ، نحن الزناد وأنتم شرر النار ، ما وقف مع غزة إلاكم أيها الأطهار ، ، بتكاتفنا سنحقق الانتصار وندحر الصهاينة الأشرار وننصر غزة ونحرر الأقصى وعندها يكون الأنتصار
وما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان من إسناد عنوانه لن نترك غزة وحدها لن نترك فلسطين مهما بلغت التضحيات وحتى لو قطعنا حتى لو قتلنا…
لذلك لن نترك غزة ولن نترك الجنوب ولن نترك أهلنا في كل مكان فنحن جسد واحد في السراء والضراء قال فيها رسول الله :” “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
ويقول الشاعر وهو يحض على التكامل :
وإذا تركت أخاك تأكله الذئابُ
فاعلم بأنك يا أخاه ستُستَطابُ
ويجيء دورك بعده في لحظةٍ
إن لم يجئْكَ الذئب تنهشكَ الكلابُ
إن تأكلِ النيرانُ غرفة منزلٍ
فالغرفة الأخرى سيدركها الخرابُ.