قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري السابق وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة القاهرة، إن العدوان الصهيوني على الشعب اللبناني يعد عملًا إرهابيًا، رغم أن الإرهاب مفهوم نسبي وتعريفه المحدّد مستحيل، “لكننا نقول إنه عملية إرهابية بمعنى إنه يرهب الآخرين، والكيان الصهيوني قام بهذا العمل حصرًا لإرهاب المدنيين اللبنانيين، لحثهم أو دفعهم لعدم مساندة مقاومة حزب الله، وهي خطة صهيونية طويلة الأمد لضرب بيئة المقاومة واستعدائها”.
وفي تصريحات خاصة لموقع “العهد” الإخباري، أضاف الأشعل أن الثابت في “عدوان البيجر” هو تهمة ترويع المدنيين الآمنين، غير الأطراف في القتال، وهذا يعتبر بامتياز “إرهاب دولة”، ويعتبر قتلًا
متعمدًا للمدنيين، ويمكن محاسبة الكيان على هذه الجريمة وحدها بشكل مستقل، باعتبارها قد قتلت المدنيين عمدًا، موضحًا أن منطق القانون الدولي يبيح في أثناء الحروب جميع التصرفات، عدا استهداف المدنيين أو خطف الرهائن، وتبيح ذلك للمقاومة فقط، المقاومة يباح لها في القانون الدولي ما لا يباح للدول.
وأكد الأشعل أن الدولة اللبنانية هي التي تستطيع أن تقاضي الكيان الصهيوني، فالدولة اللبنانية من الناحية القانونية والواقعية هي التي تستطيع مطاردة الكيان في أروقة التحكيم الدولي، أما عن حزب الله فهو حركة تحرر وطني، والقضاء الدولي يعترف بالكيانات الدولية. ويضيف إن الضحايا لن يستطيعوا مقاضاة الكيان، إذ إن رفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، باتهام للقادة الصهاينة، يحتاج إلى الدولة.
وتابع الأشعل أن الكيان ارتكب مجازر وجرائم عدة في كلّ العالم العربي، لكن جرائم المشروع الصهيوني هي قرين لازم لوجوده، طبيعته تنفيذ المجازر الإرهابية، لتفريغ الأرض من سكانها، ثمّ توسعة حدوده في المراحل التالية لتضم كلّ الشرق الأوسط الكبير الذي تحدث عنه شمعون بيريس، في كتابه “الشرق الأوسط الجديد”، أي أن “إسرائيل” تريد ابتلاع العالم العربي كفريسة، وفي هذه الحالة فإن ممارسة الجرائم ضدّ الإنسانية والإرهاب والمذابح تصبح أمرًا متسقًا مع الإستراتيجية الصهيونية، بحق كلّ شعوب المنطقة.
وخلص خبير القانون الدولي عبد الله الأشعل إلى أن الكيان الصهيوني هو ثمرة فكر العصابات، مميزًا بين الديانة اليهودية والصهيونية التي نحن بصددها، فالصهيوني يرى النفس البشرية باعتبارها لا شيء، باعتبارها حضيضًا يتوجب إزالته وإبادته وهذا شغل عصابات، والكيان في هذا الموقف عبارة عن قرصان على سفينة، لا يُنتظر منه غير ذلك.