نقلت صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية” عن مستوطنين نازحين من شمال فلسطين المحتلة قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الصهاينة ضدّ حزب الله هي “تهديدات فارغة”، وتشديدهم على أنّها “لا تخيف (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، ولا تحظى بثقة الجمهور”.
وأضافت مراسلة الصحيفة في الشمال شاكيد سادِه نقلًا عن هيئة ما تسمّى “نقاتل من أجل الشمال”، أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش “الإسرائيلي” ضدّ لبنان “ليست عملًا سيُترجم إلى نصر وحسم”، إذ إنّ الحزب يُطلق وابلًا متكرّرًا من عشرات الصواريخ، بينما يضطر عشرات الآلاف إلى النزول إلى الملاجئ.
كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضًا بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضرارًا في المنازل.
وإزاء ذلك، فإنّهم أعربوا عن غضبهم من الضعف “الإسرائيلي” بوجه حزب الله، مطالبين وزير الحرب يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس “الأمن القومي” تساحي هنغبي، بالتوقف عن إطلاق التهديدات.
وتابعوا مؤكدين: “(السيد) نصر الله يجلس ويضحك”.
حكومة نتنياهو الأسوأ منذ إنشاء الكيان
وعن الوضع في المستوطنات الشمالية، أوردت صحيفة “جيروزاليم بوست” “الإسرائيلية” أنّ الحكومة أجلت المستوطنين الموجودين على بعد 5 كلم من الحدود مع لبنان، بينما ثمّة كثيرون آخرون على مسافة 10 كلم، وأُجْلوا بمحض إرادتهم.
وفي مقال لـ”شلومو فيشر” في الصحيفة، وهو عالم اجتماع صهيوني وباحث بارز في “معهد سياسات الشعب اليهودي قال إنّ مستوطنات كاملة في الشمال، مثل “المطلة” و”كريات شمونة”، مهجورة، حيث تم إجلاء نحو 80 ألف “إسرائيلي” (علمًا بأنّ تقارير أخرى تتحدث عن أرقام أكبر بكثير).
وأضاف أنّ رؤساء المجالس المحلية أكدوا أنّهم “لم يتلقوا أيّة مساعدة أو اهتمام من أي جهة حكومية” خلال الأشهر الماضية، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي”.
إلى جانب ذلك، تمّ إجلاء جميع المستوطنين تقريبًا من “غلاف غزّة”، منذ ذلك التاريخ أيضًا. أمّا في النقب الغربي، فمعظم الأراضي الزراعية فارغة ومهجورة، وقد أُحرق بعضها، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
وأمام كلّ ذلك، أكدت “جيروزاليم بوست” أنّ الحكومة الحالية، التي يترأسّها بنيامين نتنياهو، هي “أسوأ حكومة عرفتها “إسرائيل” على الإطلاق”، موضحةً أنّ أي حكومة من قبل لم تعمد إلى “التخلي عن مثل هذه المساحات الكبيرة”.
وشدّدت الصحيفة على أنّ قوى المقاومة هي المسؤولة عما تشهده “إسرائيل”، مؤكدةً أنّ “الأكثر إثارةً للقلق هو الوضع الأمني”، ولافتةً في الوقت نفسه إلى أنّ “الحكومة تبدو كأنّها قبلت هذا الوضع بسهولة مدهشة”.
هذا، وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزير المالية “الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريش، “يتجاهل المشكلات الساحقة في الشمال والجنوب، بينما يواصل الانخراط في مطاردة الفلسطينيين في الضفّة الغربية”.
وخلصت “جيروزاليم بوست” الى أنّه “من الواضح أنّ “إسرئيل” لا تملك السيطرة السيادية والعسكرية والسياسية، لا في الجنوب ولا في الشمال”.