أظهرت دراسة أعدّها مركز “المعرفة في الكلية الأكاديمية” (تل-حي) في إصبع الجليل في مستوطنة “كريات شمونة” أن حوالي 40% من النازحين من المستوطنات الشمالية يدرسون عدم العودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب.
وبحسب ما نشر موقع “مكور ريشون” الصهيوني، أشارت رئيسة المركز آيالا كوهين إلى أن “سكان الشمال يضطرون إلى مواجهة صعوبات كثيرة بسبب بقائهم المتواصل في الفنادق، وينتابهم انعدام يقين كبير جدًا على الصعيد الأمني، السياسي، الاقتصادي والاجتماعي”.
وأشار “مكور ريشون” الى أن “واقع الحياة الصعب هو السبب الأساسي لمعطيات الدراسة”.
وحول سؤال “بعد انتهاء الحرب وعودة الوضع إلى الروتين أنوي مواصلة السكن في المستوطنة مقرّ سكني” الذي طُرح على عيّنة تمثل ألفيْن من مستوطني الجليل، نازحين وغير نازحين، 40% من السكان الذين أجلتهم سلطات الاحتلال يفكّرون بعدم العودة للسكن في مستوطناتهم. 60% فقط أجابوا بأنهم سيعودون بالتأكيد للسكن في المستوطنة التي تم إجلاؤهم منها.
وأشار الموقع الى أنه حتى وسط أولئك الذين نزحوا بقرارة أنفسهم الوضع مشابه: 38% منهم يفكرون بعدم العودة، و62% فقط يعتقدون أنهم سيعودون. 90% من المستوطنين الذين لم ينزحوا ينوون مواصلة السكن في مستوطنتهم حتى بعد انتهاء الحرب، لكن 10% منهم يفكّرون بعدم مواصلة السكن في المستوطنة بعد عودة الوضع إلى حالة الروتين.
وبحسب الموقع، هناك معطيات مقلقة إضافية ناجمة عن الوضع الاقتصادي لمستوطني الشمال الذي يشكل عاملاً حاسماً في قرار البقاء في الشمال بعد انتهاء الحرب.
وتشير الدراسة إلى أن 73% من أصحاب الأعمال المستقلّة و 39% من العمّال يشيرون إلى مرورهم بوضع اقتصادي سيء جداً مقارنة مع وضعهم قبل 7 تشرين الأول. 47% من أصحاب العمل يتحدثون عن ضرر كبير جدًا- انخفاض في الإيرادات لأكثر من نصف مجموع الدورة السنوية.
كما تكشف الدراسة أيضًا عن أن نحو الثلث من أصحاب الأعمال المستقلّة ونحو الخمس من الأجراء يفكرون بنقل نشاطهم من الشمال بشكل ثابت.
وتصف الدكتورة كوهين “نتائج الاستطلاع بـ”الصعبة والمُقلقة”، وتقول “”سكان” الشمال النازحون تضرروا كثيرًا بسبب انفصالهم عن البيت، منذ ثمانية أشهر وهم بعيدون عن بيئتهم الطبيعية. حتى “سكان” الشمال الذين لم يتم إجلاؤهم يتحدثون عن وضع صعب وانعدام يقين. مع مرور الوقت، يتأزّم الوضع الأمني في الجليل و يتأزّم معه وضع هؤلاء “السكان”. على “إسرائيل” إنشاء ــ وعلى عجل ــ إدارة تهتم بشؤونهم، وتستجيب لطلباتهم وتبلور أفقًا واضحًا لمستقبلهم”.