العدو يُقاتل بمرضى نفسيين لم يُشفوا بعد!

حذّرت ما تسمّى “عيادة المركز الوطني للصدمة والمنعة” في جامعة “تل أبيب” من ظاهرة وصفتها بـ”المُقلقة” و”الفريدة” من نوعها بالنسبة لـ”إسرائيل”، إذ استُدعي في الفترة الأخيرة العديد من جنود الاحتياط الذين خدموا في غزة وتم تشخيص إصابتهم بأعراض ما بعد الصدمة للخدمة الاحتياطية الإضافية، على الرغم من أنهم لم يكملوا بعد إجراءات العلاج المطلوبة.

وبحسب ما نشر موقع القناة السابعة “الإسرائيلية”، أكد مسؤولون في العيادة المذكورة أنه في ظلّ تجدد الاستدعاء، يتوقف بعض جنود الاحتياط عن العلاج ويعودون إلى الخدمة، مما يعرضهم لخطر تفاقم حالتهم الصحية، وكذلك زملاؤهم من أعضاء الوحدة كونهم من الناحية النفسية غير مؤهّلين بنسبة 100% للخدمة الفعلية.

ووفق الموقع، فقد تم افتتاح “عيادة المركز الوطني للصدمات والمنعة” في جامعة “تل أبيب” بعد وقت قصير من اندلاع الحرب وهي أكبر عيادة في الكيان لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة. تستقبل مكاتب العيادة أسبوعياً نحو 50 طلبًا جديدًا من مستوطنين وجنود، معظمهم من جرحى الحرب.

وأفاد طاقم العيادة، على ما يورد الموقع، أن تدفق الإحالات غير عاديّ للغاية، حتى في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الكبرى في الماضي، وهذا يشير إلى الضيق النفسي الكبير الذي يصاحب الحرب الحالية التي لا تزال مستمرة دون نهاية في الأفق.

ونقل الموقع عن رئيس “المركز الوطني للصدمات والمنعة” في جامعة “تل أبيب” البروفيسور يائير بار حاييم قوله: “منذ تشرين الأول/أكتوبر، فإن معدل المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذي يتطلب العلاج يتزايد كل شهر. في كثير من الأحيان يعود جنود الاحتياط إلى منازلهم، على ما يبدو إلى “الحياة الطبيعية”، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يلاحظوا أنهم يواجهون صعوبة في الأداء في العمل أو الاندماج في الأعمال المنزلية والحياة الروتينية”.

العدو يُقاتل بمرضى نفسيين لم يُشفوا بعد!

وأشار الى أن “المركز حدّد في الأسابيع الأخيرة ظاهرة مثيرة للقلق قد تعرّض المرضى وأصدقاءهم لخطر حقيقي، إذ يتلقّى العديد منهم استدعاءً جديدًا للاحتياطيات على الرغم من أنهم لم يكملوا بعد إجراءات العلاج في اضطراب ما بعد الصدمة الذي تطور لديهم في الموجة الأولى من خدمة الاحتياط”، ورأى أنه “ينبغي أن يكون مفهومًا أن مثل هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى ذلك المريض، كما أن هناك قلقًا حقيقيًا بشأن كفاءته وقدرته على العمل واتخاذ القرارات كقائد أو عضو في ساحة المعركة”.

ووفق يائير بار حاييم، تستدعي هذه الظاهرة ضرورة ملاءمة بروتوكولات العلاج النفسي، والتي يتم تكييف معظمها مع الحالات التي تكون فيها الصدمة التي أدت إلى الاضطراب النفسي في الماضي ولا تتكرر مرة أخرى. الوضع الفريد الذي تم إنشاؤه هنا غير معترف به في الأدبيات العلاجية المهنية، وهو موجود حاليًا فقط في “إسرائيل” وأوكرانيا، وهناك أيضًا بسبب استمرار الحرب.

وخلص الى “أننا في حالة طوارئ في نظام الصحة العقلية في “إسرائيل”، ودعا صناع القرار إلى التحرك الآن لتحديد حلول طويلة المدى للأزمة تتطلع إلى ما هو أبعد من الأفق نحو العقديْن المقبليْن على الأقلّ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *