الدكتور شعبان قدّم العزاء في عكار لعشيرة آل شيخدم وآل ياسين “العشائر العربية عابرة للحدود وللمذاهب نموذج في التكامل

قام الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان على رأس وفد بزيارة لبرج العرب (عكار) حيث قدّم العزاء لشيخ عشيرة شخيدم في لبنان الشيخ فياض شخيدم (أبو عبود) وعموم آل شيخدم وآل ياسين، بوفاة ابنة أخيه، وإلى ذلك شارك في العزاء وفد جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي برئاسة الشيخ حسام العلي، والأستاذة بشرى الخليل، ووفد من عرب خلدة والناعمة، ووفود من عشائر عربية في لبنان وسوريا وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية.

وألقى الدكتور شعبان كلمة تأبين للراحلة، مستذكراً في محضر العشائر العربية التكامل الذي لا يزال في هذا المبادئ العظيمة والذي يجب أن يستثمر في مواجهة الأخ التوأم غير شرعي لسايس-بيكو وهو وعد بلفور، ذلك أن دولة الكيان الصهيوني أقيمت وأنشئت حولها دول متناحرة مختلفة خاضعة لهذه الشرذمة المصطنعة، وأجمل ما في القبائل العربية أنها لم تلتزم بالتجزئة والتقسيم، فعشائر عربية كالغنام وكالزريقات وغيرها تخطّت الحدود… إنك إذ تسأل عن العشائر يحدثونك عن أقرباء لهم في كل عشيرة من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى الأردن، فهم عابرون للمذاهب، لا مكان بين العشائر لمسميات شيعي أو سني، وهذا يجب أن يستمرّ، هذا يجب أن يبقى وعادات العرب جداً مهمة، تراهم يتكاملون مع بعضهم، أفراحهم واحدة وعزاؤهم واحد، الجميع يداً واحدة، إنهم البقية الطيبة الطاهرة من الأخلاق العربية التي امتدح الله فيها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين قال “وإنّك لعلى خلق عظيم” وهذه الأخلاق والعادات ليست موجودة اليوم إلا عند العرب، لذلك يجب أن تعود الأمة أمة واحدة لا تعترف لا بحدود ولا بسدود.

وأضاف الدكتور شعبان “كذبوا علينا بشعارات مثل لبنان أولا فإذا به لا غنى له عن سوريا، بشعار فلسطين للفلسطينيين، فإذا تحرير فلسطين والأقصى أولوية لبنانية قبل أن تكون فلسطينية، وفلسطين لا علاقة لمصر بها، لتكون المصلحة مصرية قبل أن تكون فلسطينية، ففي إسرائيل يرفعون شعار من الفرات إلى النيل وبالتالي مصر مستهدفة أكثر من الفلسطينيين”.

وتابع “نغبط من يعيش اليوم في هذا العصر حيث يكتب التاريخ في السابع من تشرين وقبله في 2006 وفي 2000، له حظ كبير من يعيش عصر القائد هنية أو السنوار أو القائد الضيف أو السيد حسن نصر الله، ولا فرق بينهم، هناك من ضحك علينا بوسمنا بالسنة وبالشيعة، هي كذبة كبيرة لا شيء اسمه صحابة أو آل بيت، كلنا أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ونضرب بسيف الإمام علي، أناشيد أهل السنة كلها تمدح آل بيت النبي”.

من جهة أخرى اعتبر الدكتور شعبان أن مئة مؤتمر للوحدة الإسلامية مرّ على بلادنا، أما اليوم فهناك مؤتمر وحدة إسلامية عمليّ، فالدم الفلسطيني والدم اللبناني والدم السوري، الدم اليمني والدم العراقي كله يمتزج ويوحّد الأمة، في لبنان يمتزج الدم الفلسطيني والدم اللبناني ليصنع أكبر انتصار.

ورأى شعبان وجوب أن يكون الجميع شركاء في الانتصار، مؤكداً لمن يتساءل عن طرابلس وعن عكار وعن العرب بالنسبة لما يجري من مقاومة للاحتلال على أرضنا، أن الفرصة عندما تتاح ستجد الجميع مشاركين، وسترى الشهداء من جميع المناطق والأطياف، مستشهداً بجنازة الشهيد في سرايا القدس أبو علي الرنتيسي من مخيم نهر البارد، حيث شارك عشرات الآلاف في تشييعه، وبجنازة شهيدي عكار من آل خلف التي واكبها أكثر من 20 ألفاً من شبابنا وأهلنا، فعكار هي الدولة وهي الجيش عكار هم المقاومة وهم أيضا الأساتذة والموظفون وهم قطاع الزراعة، والدولة هي الجيش والجيش من عكار ومن الجنوب ومن البقاع، وجيشنا لو كان قوياً لم يكن من داعٍ للمقاومة، المشكلة في وجود الاحتلال الذي هو سبب وجود المقاومة، والكلّ يعلم أنّه استبدلت في الستينات والسبعينات الطائرات الحربية التي كانت بحوزة جيشنا بطائرات مروحية، ثم بعد ذلك يزعمون تقديم السلاح للمؤسسة العسكرية لنجد الملالات التي لا تصلح للقتال فهل أرادوا قتل أبنائنا من العسكريين بهكذا سلاح حتى لا يتمكنوا من الدفاع عن البلاد؟

وختم الدكتور شعبان “المعركة ستكون معركة الوحدة العربية ومعركة الوحدة الاسلامية، أروع ملحمة انتصار وزوال للكيان الصهيوني عن أرضنا ستكون قريبة جداً سواء انتهت في عهد بايدن أو في عهد ترامب، والعظمة تكمن اليوم بأنه ولأول مرة ترى أجيالنا انتصارات غير مسبوقة في عصرنا للعرب والمسلمين الذي فشلوا في كل ميدان وصناعة، لذلك يجب أن نفتخر بما يحدث ويجب أن نسعى لنكون شركاء ببذل الدماء لا بالدعاء فقط، فهذه أروع ملحمة، وأيامنا أيام مصيرية نزكي فيها بدمائنا وبأنفسنا وأموالنا، سائلين الله تعالى أن يكتب لنا صلاة في القدس في المسجد الأقصى المبارك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *