الدكتور شعبان خلال حفل الذكرى السنوية لرحيل شاتيلا في طرابلس “الراعي عدو الغنم ومجد لبنان أعطي لمقاوميه

بدعوة من المؤتمر الشعبي في طرابلس، شارك الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان في حفل إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأخ المؤسس كمال شاتيلا رحمه الله، وذلك في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية.

الدكتور شعبان ألقى كلمة في الذكرى وصف فيها شاتيلا بأنه صاحب البصمة البيروتية واللكنة الطيبة، وهو ذلك الذي ينطلق من ثوابت ومن لاءات لا يبدلها ولا يغيرها في حال من الأحوال، هو الرجل الذي لا يجيد البصم، ليدفع ثمن ذلك تهجيراً قسرياً إلى فرنسا ثم بعد ذلك إلى مصر لسنوات وسنوات، عرف طريقه فاستقامت سريرته، فانطلق صوب الأقصى وفلسطين، اتّجه صوب وحدة الأمة جمع بين العروبة والإسلام، وعمل بعد ذلك على بناء مؤسسات وثوابت لم يبدّلها ولم يغيّرها “لا صلح لا تفاوض لا اعتراف”، قضى قبيل أشهر قليلات من طوفان الأقصى، ليته كحّل عينيه بذلك الطوفان الذي لطالما منّى نفسه أن يكون شريكاً به، وهو شريك فيه بكل إخوانه وبكل تلاميذه، إنه الأخ كمال شاتيلا ذلك السبعيني الذي لم يتعبه النضال في لحظة من اللحظات لطالما قاتل في مختلف محاور المواجهة مع الكيان الصهيوني على المستوى السياسي وعلى المستوى التربوي والتعليمي والصحي، ليصل بعد ذلك إلى خلاصة أنه لا يمكن أن يواجه العدو إلا بالقوة وكان شعاره “ما أخذ بالقوة لا يتسردّ إلا بالقوة”.

وأضاف الدكتور شعبان “نحن ها هنا نقف في ذكراه الأولى نقول إنّما تحدّث عنه وإن ما طرحه هو ذلك الطرح المستمر اليوم، والذي بدأ يسلك سلوكا عملياً في مشروعنا. إنّ طوفان الأقصى هو خلاصة جهادنا ونضالنا على مدى مئة سنة من المشروع الصهيوني ولطالما كان هناك في داخل أمتنا من هم خونة خدم لهذا المشروع، وعندما تضعف لحظة أو يقوى العدو لحظة ويتخيلون ويُهيّأ لهم أنه من الممكن أن ينتصر، تراهم يكشّرون عن أنيابهم ليتحدّثوا بعد ذلك بلغة عجيبة غريبة ليس لها علاقة لا بالوطنية ولا بالقومية ولا بالعروبة، فجأة يخرج أحدهم فيقول “لا تشبهوننا”، نقول لهم نعم نحن لا نشبهكم، الفكر الذي طرحناه لا يولّد أنطوان لحد ولا سعد حدّاد ولا كل تلك البقايا التي تقاتل اليوم حتى على أرض غزة. طبعاً لا نشبهكم بحال من الأحوال تدعون وجود لبناننا ولبنانكم، نقول لكم لا يوجد لبنانان، هو لبنان بعروبته بقوميته ببيئته يجمع مسلميه ومسيحيّيه، والذي يمتلك جزءاً من كرامة لا يمكن إلا أن يكون مع المستضعفين ومع المذبوحين ومع المقتولين الذين يخرجون من تحت الردم، أمّا أن تخرج صباحاً ومساء لترى على كل تلك الشاشات ذلك التقيّؤ السياسي الذي لا يمتّ إلى الإنسانية بصلة، فيتحدث أولئك بتهديد من هنا ووعيد من هناك، نقول لهم يا جماعة ولّى ذلك الزمن الذي تستقوون فيه بالإسرائيلي على أهل بلدكم. عندما تتحدث كل تلك الشراذم زاعمين أنهم مقاومة وأنهم قاوموا، لا يتحدثون إلا عن المقاومات والشهادة والشهداء في الحروب الداخلية، فهل هي بطولة عندما يتقاتل الناس مع بعضهم بعضاً في حرب أهلية، ثم بعد ذلك يُعطى المجد من هنا لفلان ومن هنالك لفلان، الشاعر يقول:

لا يُلام الذِّئبُ في عُدوانِهِ     إنْ يَكُ الرَّاعي عَدُوَّ الغَنَمِ

عندما يكون الراعي عدوّ الغنم فإذ ذاك لا يُلام الذئب، وإذ ذاك يقف إيدي كوهين ليُهيّأ له أنه سيأكل عند كبابجي ويتناول الحلوى عند الحلّاب، نقول له لا تتعب نفسك بالمجيء إلا لبنان، أرسل لنا الموقع الجغرافي الخاص بك وسنرسل ما تشتهيه بمسيرة أو بصاروخ فجر 10. زمن السخافة والعنجهية الجوفاء والبطولات التافهة ولّى، مجد لبنان أعطي لأبطاله لمقاوميه من كل شرائح هذا المجتمع”.

وتابع “أجمل ما شاهدناه في تشييع الشهداء في البقاع مع القائد في قوات الفجر أيمن غطمة، أنّ رأس المشيعين هو صاحب السماحة الممثل الرسمي للمؤسسة الدينية الشيخ علي الغزاوي، يقف ليمتشق البندقية وليخاطب للصهاينة “لن نستقبلكم بالورود، سنستقبلكم بالرصاص” هكذا عهدنا المؤسسات الدينية، أجمل شيء البندقية والعمامة، أجمل شيء القلنسوة والعمامة، أجمل شيء عندما يقف المطران عطا الله حنا وعندما يقف كل رجال الدين من أجل أن يبذلوا جهدهم وعرقهم على طريق تحرير أرضهم ومن أجل أن يؤكدوا على الثوابت، نعيش اليوم في أيام مصيرية، نحن في عصر الولادة والولادة قيصرية، ولكن بمقدار التعب والألم والدم سيكون هناك مولود رائع سيذهب بمئوية أمريكا ليأتي بمئوية المستضعفين”.

وختم “جمال لبنان بتكامله بتعدديته بالديانات بالمذاهب، بالسنة بالشيعة بالعلويين بالدروز بالروم بالكاتوليك بالأرثودكس، بالمسلمين بالمسيحيين، هكذا كنا وهكذا سنبقى، ولكن كل أولئك الذين تعاطوا مع الكيان الغاصب ليس لهم مكان في ما بيننا، وهم ليسوا من ملّة بعينها وهم بكل أسف خارجين على كل المذاهب وكل الطوائف، لافتاً إلى أننا نستذكر اليوم ثوابت الراحل شاتيلا رحمه الله فهي لاءاته هي خياره وقراره بعد التمحيص والتجربة، ما أخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة، والله عزّ وجلّ يقول “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم” ولم يقل وفاوضوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، الرحمة كل الرحمة للأخ العزيز الذي نجتمع اليوم في ذكراه الأخ كمال شاتيلا وكل الحب لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *