إعلام العدو: حماس وحزب الله يمتلكان الآن قدرات تقترن بجيوش دول

هاجس الشمال والقتال على جبهتيْن في آنٍ محور التحليلات الواردة في إعلام العدو. في مقالة مطوّلة نشرت اليوم، يقول مراسل الشؤون السياسية في موقع “تايمز أوف يسرائيل” لازار بيرمان: “على مدى ثمانية أشهر، قرّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الوقت غير مناسب للقتال في الشمال، على الأقل ليس حرباً كاملة. وللتعامل مع إطلاق حزب الله المستمرّ للصواريخ وهجمات المُسيّرات من لبنان، قرّر نتنياهو إجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من منازلهم في وقت مبكر من القتال، ثم الشروع في حملة متصاعدة ببطء ضد مقاتلي الحزب وبنيته التحتية، ولكن يبدو أن هذا النهج يقترب بسرعة من نهايته”.

وينقل عن الباحثة الإسرائيلية البارزة في معهد دراسات الأمن القومي أورنا مزراحي ما مؤداه: “كلّما مرّ الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرص اندلاع حرب”.

بحسب بيرمان، منذ بداية حرب “إسرائيل” على حماس، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بثقله الدبلوماسي الكبير وهدّد باستخدام القوة العسكرية لمنع توسع القتال في غزة باتجاه لبنان وخارجه. كما أرسل حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، لكن هذه التدابير لم تُحقّق التأثير المطلوب. في حرصه على إظهار دعمه لحركة حماس، شرع حزب الله في حرب استنزاف ضد “إسرائيل”. وفي نهاية المطاف، غيرّ بايدن مساره.

ويتابع بيرمان “أرسل بايدن مبعوثه الخاص عاموس هوكشتين إلى تل أبيب” وبيروت في محاولة لإيجاد مخرج دبلوماسي من القتال. ويبدو أن العديد من الرحلات إلى المنطقة، وعرض خطة هدنة، قد باءت بالفشل. كان جهد بايدن الأخير هو بذل كل ما في وسعه لإنهاء القتال في غزة. وإذا تمكّن من وضع حد للحرب هناك، فإن البيت الأبيض يرى أن حزب الله وإسرائيل سيكونان حريصيْن على إنهاء “الصراع” بينهما، وأن الطريق مفتوح أمام اتفاق “سلام” سعودي “إسرائيلي” محتمل … كل هذا قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر ضد دونالد ترامب الذي لم يتمكن بايدن حتى الآن من محو التقدّم الضئيل للرئيس السابق عليه”.

ويردف “لقد تمحورت هذه الجهود حول إيجاد طريقة لحمل كلّ من “إسرائيل” وحماس على الموافقة على صفقة إطلاق سراح أسرى مقابل وقف إطلاق نار، حتى لو كان ذلك يعني خروج حماس من الحرب على قيد الحياة. حتى أن بايدن اتخذ خطوة دراماتيكية إلى حدّ ما بتقديم أحدث مقترحات “إسرائيل” علنًا في أواخر أيار/مايو، على أمل أن يُجبر نتنياهو على الالتزام ببنود الاقتراح وحثّ مصر وقطر على الضغط على حماس لقبوله”.

وفق بيرمان، خلاصة هذا الجهد هي تقديم “إسرائيل” تنازلات بعيدة المدى في كل شيء باستثناء التعهد النهائي بإنهاء الحرب، في حين لا ترى حماس أيّ سبب يدفعها للقيام بأي شيء آخر سوى الجلوس ومشاهدة أصدقاء “إسرائيل” في العالم وهم يواصلون تقويض موقفها.ولكن يبدو أن التهديد بوقف الأسلحة والتكرار بأن الولايات المتحدة لن تدعم اجتياحًا كاملًا لمعقل حماس الأخير في غزة قد جعلا الفرص الضئيلة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكثر بعدًا.

ويعود بيرمان لينقل عن مزراحي قولها: “من أجل هزيمة حزب الله، نحتاج إلى حرب طويلة ومُعقّدة للغاية”.

ويرى أنها لن تكون فقط حربًا طويلة ومُعقّدة؛ بل إنها حرب لن تكون “إسرائيل” مستعدّة للانتصار فيها.

إعلام العدو: حماس وحزب الله يمتلكان الآن قدرات تقترن بجيوش دول

ويذكّر بأن “رئيس أركان الجيش عام 2019 أفيف كوخافي جَمَع كبار القادة العسكريين في “ورشة عمل النصر” لوضع الأساس لخطة الجيش المتعددة السنوات القادمة”، ويُضيف “خرجت قيادة الجيش “الإسرائيلي” من ورشة عمل الفحص الذاتي ببعض الاستنتاجات المقلقة. على مدار ثلاثة عقود تآكل التفوق العسكري الكامل الذي تمتع به الجيش الإسرائيلي. حماس وحزب الله، اللذان كانا يُنظر إليهما ذات يوم على أنهما جماعتان ضعيفتا الموارد يمكنهما تنفيذ تفجيرات عرضية و هجمات خاطفة صغيرة، تمتلكان الآن قدرات تقترن بجيوش دول”.

ويوضح أن كوخافي حدّد حينها التحدي الذي ستواجهه قوات الجيش في مواجهة جيشي هاتيْن المنظمتيْن: “إنهم موجودون في قلب المناطق الحضرية بطريقة لا مركزية، مما يجعل من الصعب للغاية تحديد موقعهم وتدميرهم، ويسمح للعدو بمهاجمة الجبهة الداخلية لإسرائيل بشكل فعال بمرور الوقت”.

ويعتبر أن حزب الله وحماس تمكنّا من بناء قدراتهما بشكل مطرد، ويلفت الى أن “التحديات التي قد يواجهها الجيش “الإسرائيلي” في لبنان فستكون أعظم بكثير.. حزب الله يمتلك أسلحة مضادّة للدبابات ومُسيّرات هجومية أكثر تقدمًا. ومن خلال القتال في دفاعات معدة مسبقًا في منطقة مفتوحة، سيكون بوسعه استهداف قوات الجيش “الإسرائيلي” من على بعد كيلومترات. علاوة على ذلك، سيواجه جنود الاحتياط جولتيْن ثالثة ورابعة من الخدمة هذا العام. سوف يلتحق معظمهم بالخدمة العسكرية، ولكن الضغوط على الأسر والشركات ستكون حتى أكبر”.

ويُبيّن أن جيش الاحتلال يحرق مخزوناته من القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، في الوقت الذي يخوض فيه مئات الآلاف من الجنود “الإسرائيليين” معارك ضد حماس منذ أكثر من ثمانية أشهر في غزة.

ويخلص إلى أن خوض معركة متزامنة ضد حماس وحزب الله في الوقت الحالي ليس وضعًا ينبغي لـ”إسرائيل” أن تضع نفسها فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *