سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على استطلاعات جديدة أجرتها كل من الصحيفة نفسها و”Sienna College” وصحيفة “Philadelphia Inquirer”، والتي بينت أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يتقدم على الرئيس الحالي جو بايدن في خمس ولايات حاسمة.
وقالت الصحيفة إن الرغبة في التغيير، والاستياء حول الوضع الاقتصادي، والحرب في غزة، عند فئة الشباب والناخبين من أصول أفريقية ولاتينية تهدد بتفكيك الائتلاف الديمقراطي لدى بايدن.
وأشارت إلى أن الاستطلاعات كشفت أن ترامب يتقدم على بايدن عند الناخبين المسجلين في كل من ميشيغان، وأريزونا، ونيفادا، وجورجيا وبنسلفانيا، وهي خمس ولايات من أصل الولايات الست الحاسمة، بينما يتقدم بايدن في ولاية حاسمة واحدة فقط وهي ويسكونسن.
كما لفتت الصحيفة إلى أن النتائج كانت مماثلة عندما انضم إلى السباق مرشحون من خارج الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مثل المرشح المستقل روبرت كينيدي، الذي فاز بمعدل نسبة 10% في الولايات الست المذكورة، وأخذ نفس نسبة الأصوات تقريبًا من كل من بايدن وترامب.
وأوضحت أن النتائج بقيت كما هي تقريبًا منذ الاستطلاعات التي أجرتها في الولايات الحاسمة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مشيرة إلى الأحداث التي حصلت منذ ذلك الحين، مثل ارتفاع سوق البورصة بنسبة 25%، ومحاكمة ترامب الجنائية في مدينة مانهاتن، وإنفاق حملة بايدن عشرات الملايين على الإعلانات في الولايات الحاسمة.
وتابعت أن الاستطلاعات الجديدة لا توحي كثيرًا أن أي من هذه التطورات ساعدت بايدن أو قللت من حظوظ ترامب أو خففت من حدة استياء الناخبين، مضيفة أن الاستطلاعات كشفت أن تكلفة المعيشة والهجرة والحرب الإسرائيلية على غزة والرغبة في التغيير لا تزال تقوض بايدن.
كما شددت الصحيفة على أن النتائج تكشف عن استياء واسع إزاء حالة البلاد، وشكوك حقيقية حيال قدرة بايدن على التحسين الحقيقي في حياة المواطنين الأميركيين، مردفةً أن حوالي 70% من الناخبين قالوا إن النظامين السياسي والاقتصادي بحاجة إلى التغيير، أو حتى التبديل بالكامل.
وأضافت أن 13% فقط من أنصار بايدن يرون أن الرئيس الحالي سيأتي بتغييرات حقيقية في ولاية ثانية له، بينما حتى الذين لا يؤيدون ترامب يعترفون بأنه سيغير في الوضع الحالي القائم.
كما قالت الصحيفة إن الشعور بأن بايدن لن يحقق الكثير على صعيد تحسين الوضع في البلاد ساهم في تأكل مكانته عند الناخبين الشباب ومن ذوي الأصول الافريقية واللاتينية، والذين عادة ما يمثلون القاعدة الانتخابية الأساس لإيصال الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن الاستطلاعات الجديدة وجدت أن الكتل الانتخابية الثلاث تريد تغيرات جوهرية في المجتمع الأميركي، وليس فقط أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وإلى أن فئة قليلة فقط ترى أن بايدن سيجري تغييرات طفيفة حتى لصالح البلاد.
ورأت أن الناخبين الذين يرفضون النظام القائم في الولايات المتحدة ربما كانوا سابقًا يميلون نحو الحزب الديمقراطي، الا أن النهج الشعبوي المحافظ الذي يتبعه ترامب غير من الديناميكيات السياسية المعهودة.
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن ترامب فاز بأكثر من 20% من أصوات الأفارقة الأميركيين، وهي نسبة التأييد الأعلى من هذه الفئة لأي مرشح جمهوري منذ سن قانون الحقوق المدنية عام 1964.
وتابعت الصحيفة أن بايدن يواجه تحديًا من معسكر اليسار يتمثل في الحرب على غزة، إذ إن حوالي 13% من الناخبين الذين قالوا إنهم صوتوا لبايدن عام 2020 لن يصوتوا له هذه المرة، مؤكدين أن سياسته الخارجية والحرب في غزة هي الملفات الأهم بالنسبة لهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن محاكمة ترامب في مانهاتن كانت قد بدأت عندما أجريت الاستطلاعات في أواخر نيسان/أبريل الماضي، الا أن هذه الاستطلاعات لا تؤشر إلى أن المحاكمة قوضت حظوظ ترامب، أقله حتى الآن.