إحياءً ليوم القدس العالمي، أقامت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الخميس، مسيرًا بحريًا في محافظة اللاذقية السورية بمشاركة فلسطينيين وفلسطينيين سوريين على متن قوارب في عرض البحر، كانت وجهتها الرمزية نحو السواحل الفلسطينية.
انطلق المسير من الميناء اليوغسلافي (ميناء النزهة) في اللاذقية، وجاء بالتزامن مع مسير بحري مماثل في كلّ من العراق ولبنان واليمن وإيران، وذلك ضمن فعاليات يوم القدس العالمي الذي يصادف في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
عائلات فلسطينية وسورية شاركت في المسير البحري، وهي تحمل الأعلام الفلسطينية والسورية في إشارة إلى المقاومة التي تجمع بين الدم والمصير، وتأكيدًا على أنّ الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين.
وفي المناسبة، قال أمين سر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، حسين الزبن: “هذا المسير وجهته رمزية وهي السواحل الفلسطينية، في كلّ من عكا وحيفا وأم الرشراش، ونحن سائرون بعملنا والتزامنا بمشاريعنا السياسية تجاه قضيتنا ووطننا فلسطين”. وأشار الزبن إلى أنّه منذ الاتحاد السوفياتي سابقًا ومن ثمّ روسيا، كانت وما تزال روسيا هي السند الأقوى للمقاومة الفلسطينية وللحقوق الفلسطينية في العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف الزبن: “نشكر روسيا لممارستها حق النقض “فيتو”، ضدّ تمرير أي قرار في مجلس الأمن يمس القضية الفلسطينية، ولا ننسى دور سوريا الداعم للشعب الفلسطيني ووقوفها الدائم إلى جانب قضاياه العادلة وحقه في تقرير مصيره”.
إحياء ليوم القدس العالمي.. مسير بحري من شواطئ سورية إلى شواطئ فلسطين
من جهته، أكد نائب أمين سر اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، محمد الخطيب، على أهمية هذا المسير البحري من ناحيته الرمزية على أساس أنّ المياه السورية متصلة بمياه فلسطين المحتلة، وأضاف: “حشود شعبية شاركت في المسير من أبناء فلسطين المحتلة الذين لم ينسوا جذورهم، ويتطلعون إلى يوم النصر والعودة إلى أرضهم”.
وأشار الخطيب إلى تزامن انطلاق المسير البصري من ميناء اللاذقية، في الوقت ذاته الذي انطلق فيه مسير مشابه في كلّ من ميناء البصرة في العراق وبيروت في لبنان والحديبة في اليمن وحيدر عباس في إيران، مؤكدين في رسالة واحدة أنه رغمًا عن العدوان والمجازر الوحشية، الشعب الفلسطيني في الشتات مرتبط بجذوره ومُصر على العودة لكل شبر في فلسطين المحتلة. وأعرب الخطيب عن شكره للحلفاء في سوريا ولبنان والعراق وإيران، وأضاف: “لا ننسى أن نثمّن موقف روسيا التي تدعم قضايانا العادلة وتشكّل مظلة للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية”.
بدوره، قال الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية في سوريا علي رضا فدوي: “نشارك في المسير البحري الذي يُنفذ تنفيذه في دول عدة في وقت واحد، في رسالة دعم ووحدة مصير مع أشقائنا في قطاع غزّة وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة حتّى تحقيق النصر”.
هذا؛ وقال أحد المشاركين في المسير البحري الفلسطيني أحمد الخطيب من مدينة حيفا: “نشارك اليوم في هذا المسير الرمزي ليس فقط لإحياء يوم القدس العالمي، وإنما أيضًا لنصرة أهلنا في غزّة والضفّة الغربية وفي كلّ شبر من أرض فلسطين الحبيبة”. وقالت منيرة عبد الخالق من فلسطين المحتلة: “النصر قريب، ونحن نتطلع لليوم الذي نعود فيه إلى أرضنا فلسطين”. وأعربت آمنة عبد الخالق عن شعور القهر الذي ينتاب الفلسطينيين حول العالم وهم يشاهدون ما يتعرض له أهالي قطاع غزّة من مجازر وحشية وتجويع وقهر وظلم.
بدورها، قالت ريما الخطيب من حيفا: “مع أننا خارج وطننا، إلا أنّ فلسطين في قلوبنا وأرواحنا ودمائنا التي ترخص جميعها كرمى لها؛ كي تتحرر أرضنا المحتلة” مؤكدة أن القضية الفلسطينية حيّة في القلوب، وأنه لا حياد عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني في العودة وحق تقرير المصير.
من جهتهم، أعرب عدد من المواطنين السوريين المشاركين في المسير البحري عن سعادتهم بإحياء يوم القدس العالمي، خاصة في ظلّ العدوان الوحشي الذي يمارس ضدّ أهل قطاع غزّة الذين باتوا أيقونة للنضال والصمود في وجه تغول الاحتلال.