ألقى مقال في موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية الضوء على الوضع المتدهور للجبهة الشمالية للعدو مع لبنان. المقال أشار إلى أنه بعد “نصف عام من الحرب في الشمال، النهاية لا تلوح في الأفق، مستوطنات الشمال تلقت أكثر من 3000 صاروخ ومئات الصواريخ المضادة للدروع وعشرات الطائرات بدون طيّار المتفجرة، مثل تلك التي أصابت عرب العرامشة”.
ولفت المقال إلى أنه إضافة “لحجز عدد كبير من قوات الجيش الإسرائيلي في الساحة الشمالية، يسجل أيضًا لصالح حزب الله انجاز إخلاء المستوطنات، مما يؤدي إلى مشاهد لم يسبق لها مثيل في “إسرائيل” عن منطقة مهجورة بالكامل تقريبًا من قبل سكانها (مستوطنيها). حاليًا، تمت الموافقة على ترتيب إجلاء السكان (المستوطنين) حتى 7 حزيران/ يونيو، لكن ليس هناك ما يضمن أنه في هذا التاريخ سيتمكن الشماليون بالفعل من العودة إلى المنطقة، ولا توجد حاليًا اتصالات بشأن تسوية. وبحسب المعطيات المقدمة في مداولات الكنيست، فإن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الشمال يبلغ 61 ألف شخص، بعضهم من كريات شمونة والبعض الآخر من المستوطنات التي تبعد عن الحدود مع لبنان حتى 3.5 كيلومترًا. إضافة إليهم، هناك أيضًا من تم إجلاؤهم بشكل مستقل بعد أن وجدوا صعوبة في الحفاظ على روتين الحياة الطبيعي في منطقة قريبة جدًا من القتال”.
قرار إخلاء المستوطنات الذي تم اتخاذه في بداية القتال منع بحسب المقال “بلا شك تعريض حياة الإنسان للخطر وسمح للجيش الإسرائيلي بحريّة أكبر من العمل، لكنه في الوقت نفسه جعل مساحة كاملة من الأرض خالية من السكان وتعرضت المستوطنات لأضرار جسيمة في البنية التحتية، وقطاعات الأعمال فيها كالزراعة والسياحة والتجارة. وقد تلقى أبناء المستوطنين الذين تم إجلاؤهم التعليم في أماكن مؤقتة في الفنادق أو في المستوطنات التي تم إجلاؤهم إليها، كما أنهم غير متيقنين من بداية العام الدراسي المقبل في المدارس في الشمال”.
وفق مقال “يديعوت أحرنوت” يفتخر حزب الله بالإنجاز التكتيكي المتمثل في إخلاء المستوطنات، وكثيرًا ما ينشر صورًا للمنازل المتضررة في المطلة أو المنارة أو كريات شمونة، وبصرف النظر عن عملية عرب العرامشة، فقدت “إسرائيل” 14 جنديًا و8 مدنيين (مستوطنين) قتلوا، كما أطلق حزب الله نيرانًا كثيفة على مواقع مختلفة للجيش الإسرائيلي، وافتخر بشكل خاص بمحاولات ضرب “عيون الدولة” – جبل ميرون”، حسب تعبيره.
وخَلُص المقال إلى ما مفاده أن “اسرائيل” عاجزة حتى اليوم عن تحقيق مرادها على هذه الجبهة: “بالرغم من الإنجازات العسكرية للجيش الإسرائيلي والضغط الدولي على لبنان، الهدف الاستراتيجي القاضي بإبعاد قوة الرضوان عن الحدود لكي يستطيع سكان الشمال العودة إلى منازلهم – لم يتحقق، والتقديرات أنه سيكون من الصعب أيضًا تحقيقه حتى تنتهي المعركة في الجنوب”.