أكّد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اللواء يحيى صفوي، أنَّ “إيران قد أعلنت رسميًا موقفها بشأن الهجوم على قنصليتها في دمشق، حيث قد وعد سماحة الإمام الخامنئي بصفعة قوية من شأنها أن تُندم العدو”، مضيفًا: “إنّ جبهة المقاومة جاهزة، وكيفية الرد ستتضح لاحقًا”.
كلام اللواء صفوي جاء خلال مراسم تأبين شهداء العدوان الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، الأحد 7 نيسان/أبريل 2024، حيث قال إنّ “الشهيد العميد زاهدي كان إنسانًا فريدًا في أفكاره وأخلاقه وسلوكياته وأدائه، وكان نهجه مبنيّا على الصراط المستقيم وخطى القادة الثوريين”.
وأضاف أنَّ “دماء هؤلاء الشهداء المظلومين، إضافة إلى دماء الشهداء المدافعين عن الحرم الزينبي، وشهداء المقاومة وفلسطين، ستُحدث تغييرات كبيرة في أحداث واتّجاهات واستراتيجيات بلادنا والمنطقة”، مشيرًا إلى أنَّ “محور المقاومة هو الذي سيُحدد مصير المنطقة في المستقبل”.
ولفت صفوي إلى أنّ “هذه الشهادات تُضاعف من دوافعنا لمواجهة أميركا والكيان الصهيوني. لقد عاهدنا الله على مواصلة النضال ما دام هناك ظلم، وسنذهب لمساعدة أي مسلم أو غير مسلم ينادي بالنجدة في أي مكان بناءً على تعليمات القائد العام للقوات المسلحة”.
وأكَّد مستشار الإمام الخامنئي أنّ “دماء هؤلاء الشهداء ستُحدث تغييرات جوهرية في استراتيجيات المنطقة”، مضيفًا: “ستُغيّر هذه الحرب الأخيرة المشهد الأمني والثقافي والإعلامي في العالم. وبالطبع، كلّ هذه الجرائم التي تحدث في المنطقة تتم بدعم من الولايات المتحدة وتستمر في ظلّ صمت خائن من قبل بعض الدول العربية”.
وذكر أيضًا أنَّه “تمت إقامة مظاهرات مندِّدة بالجرائم الصهيونية في أكثر من 90 دولة حول العالم. ومن ناحية أخرى، تُظهر تصرفات العدوّ أنّ خططه قد فشلت. ففي حرب غزّة، لم يحققوا أيًّا من أهدافهم المعلنة المتمثلة في تدمير حماس وتحرير الأسرى”.
وأكَّد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة أنَّ “حركة حماس تمثل فكرا ونهجا لا يمكن القضاء عليه”، وأضاف: “لم تتمكّن أي قوة احتلال على الإطلاق من البقاء في أرض ما إلى الأبد. فالشعوب تقاتل من أجل تحرير أراضيها، وبالتالي، فإنّ المحتلين محكوم عليهم بالفشل”.
وأردف أنَّه “في حرب غزّة الجارية، حافظت المقاومة الفلسطينية وحماس على الجزء الأكبر من قدراتهما وهما تنفذان الآن عمليات هجومية. ومهما حدث بعد هذه الحرب التي دامت لسته أشهر، فسيكون ذلك دليلًا على هزيمة أميركا والصهاينة، وسيتم تشكيل شرق أوسط جديد على أساس المقاومة”.
وقال إنّ “أيًا من سفارات الكيان الصهيوني ليست آمنة بعد الآن، حيث تمّ إغلاق 27 سفارة للكيان حتّى الأمس بدافع الخوف، بما في ذلك سفاراته في مصر والأردن والبحرين وتركيا. ويدلّ هذا على أنّ مقاومة هذا الكيان القاتل حق قانوني وشرعي”.
وتابع اللواء صفوي: “من المدهش أن الولايات المتحدة والدول الأخرى الداعمة للكيان الإجرامي لم تقم حتّى الآن بإدانة هجوم الصهاينة على القنصلية الإيرانية في دمشق. وبالطبع، أدانت الأمم المتحدة والعديد من الدول والمنظمات هذا العمل الإرهابي”.
وأوضح أنّ “الإعلان الرسميّ لموقف إيران (بشأن الرد على العدوان الصهيوني على قنصلية إيران) وجبهة المقاومة قد أثار الذعر والخوف الشديدين لدى الصهاينة، حيث فرّ عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة، خاصة من شمال فلسطين، من مستوطناتهم وتدفقوا على المتاجر والمحلات التجارية، وقام بعضهم بشراء مولدات كهربائية، بينما فرّ البعض الآخر”.
وشدَّد مستشار الإمام الخامنئي، على أنَّ “الخوف والرعب قد ألقيا بظلالهما على الأراضي المحتلة، ويُشاهد الصهاينة كلّ ليلة أحلامًا بالموت. إنّهم أجبن خلق الله، على الرغم من أنّنا لا نعتبرهم بشرًا”.
العميد فدوي: لا مفرّ للكيان الصهيوني من الهلاك
من جانبه، أكَّد نائب قائد حرس الثورة الإسلامية العميد علي فدوي، أنَّ “الكيان الصهيوني فاقد للأصالة والشرعية، ولم يكن ولن يكون دولة كاملةً أبدًا”.
وقال، في كلمة له على هامش مراسم تأبين شهداء حرس الثورة إثر العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، “لا نتوقع من كيان صهيوني خبيث سوى ذلك. فهم منذ ستة أشهر يرتكبون أبشع جرائمهم في غزّة، بينما تعاني غزّة من الحصار الكامل منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث مارس الصهانية خلالها كلّ أنواع الظلم والقهر بحق الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وأضاف “لقد استشهد أكثر من 34 ألف مدنيّ على يد قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال”، وتابع: “نحن لا نتوقع من هذا الكيان سوى الشر والخباثة”.
وشدد فدوي على أنَّ “الكيان الصهيوني فاقد للأصالة والشرعية، وأنّه لم يكن ولن يكون دولةً كاملةً أبدًا”، مضيفًا: “لا مفرّ لهذا الكيان من الهلاك، فهذا وعدٌ إلهيّ للظالمين”.