كتب معلق الشؤون العسكرية في موقع والاه، أمير بوخبوط يقول: “حتى قبل أن يستقر الغبار، تمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من وضع الحكومة “الإسرائيلية” في مأزق ومعارضة الرد العسكري الإسرائيلي ضد إيران.
أضاف: “قبل وصول الصواريخ الإيرانية إلى الأراضي “الإسرائيلية” (الفلسطينية) الليلة الماضية، أعلن المسؤولون الإيرانيون أن “الحادثة انتهت”، وليس لديهم أي نية لشن موجات إضافية من الهجمات. وصباح اليوم أعلن الإيرانيون أنه إذا ردت “إسرائيل” على الهجوم سيحصل رد من قبلهم “مضاعف” عن الذي حصل بالأمس”.
وأوضح بوخبوط: “الأمر يتعلق بأول إصابة إيرانية بالجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، وبكلمات أخرى، انهار السد: من الآن وصاعدًا، التصادم مع طهران قد ينتهي بأسراب من الطائرات المسيرة وبهجوم بالصواريخ باليستية كالتي رأيناها بالأمس، وبالتالي، سيكون مطلوبًا من كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة للجيش “الإسرائيلي” تقييم ردود إيران المحتملة، وسيتعين عليهم أيضًا اتخاذ سلسلة من التوصيات، هل نرد بقوة وجبي ثمن من القواعد العسكرية للحرس الثوري الإيراني، والمواقع التي انطلقت منها الطائرات غير المأهولة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية – أو اختيار مهاجمة شخصيات أمنية إيرانية، وأيضًا سيضطرون إلى فحص هل نكتفي بعملية محدودة، ينطلق خلالها طيارو سلاح الجو إلى مهمة بمدى 1500 كيلومتر، من أجل إصابة هدف رمزي إيراني. لا يوجد نقص في مثل هذا: مبنى حكومي ومستودعات أسلحة وآبار نفط وحتى سفن إيرانية تبحر في البحر”.
وتابع بوخبوط: “الخيار الثالث، ويبدو بحسب رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ووزير الامن يوآف غالانت، أن “إسرائيل” لن تتسرع في الردّ وستدرس بعناية درجة الردّ في الوقت الذي تختاره مناسبًا. وفي خلفية هذا الاعتبار هناك الحقيقة الواضحة للجميع، وهي أن إيران أرادت تدمير القواعد الجوية وتفوق الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.
وقال مصدران إسرائيليان لصحيفة “نيويورك تايمز”: “إيران هاجمت “إسرائيل” مباشرة وبشكل لا سابق له. والهجوم المضاد المحتمل لـ”إسرائيل” على إيران، والذي اقترحه عدد من أعضاء الكابينت، ألغي من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد محادثته خلال الليل مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
بدوره ذكر موقع “يديعوت احرونوت” أنه “بحسب التقديرات، من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة “حركية” في إيران نفسها، بل تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن كانت تنسب إلى “إسرائيل” في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع السري ضد البرنامج النووي وتعاظم القوة الايرانية في دول المنطقة”.
أضاف الموقع: “المعضلة في “إسرائيل” تكمن في تصميم الرد وكيفية التعامل مع نتائج الهجوم: حسب نواياه أو حسب نتائجه… في “إسرائيل” قدروا مسبقًا أن الإيرانيين سيتجاهلون الأميركيين، وبالتالي فإن التحدي هو التفكير في رد على الأراضي الإيرانية لا يؤدي بالضرورة إلى تصعيد وجولة من المعارك، بل يخلق الردع ويحرم إيران من القدرات”.