أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على خمسة مبادئ من أجل تحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب وهي: “وقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط، وتأمين القضايا الإنسانية بما فيها من إغاثة وإيواء وإعمار وإنهاء الحصار، ثم الوصول إلى صفقة مشرفة بموجبها يتم تبادل الأسرى”.
ولفت هنية إلى أنّ “المعركة تدخل شهرها السادس والعدو لم يحقق أيًّا من أهدافه العسكرية”، وأضاف “لم يقضِ (العدو) على حماس وعلى المقاومة رغم كلّ ما تعرّض له شعبنا الفلسطيني، ولم يسترد أيًّا من أسراه ولن يسترد إلا من خلال اتفاق”.
وفي كلمة له حول آخر التطورات، قال هنية: “فشل العدوّ في تهجير شعبنا وتفريق قطاع غزّة رغم كلّ المذابح والمجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي مارسه على شعبنا الفلسطيني؛ لكن أهلنا منغرسون في أرضهم وفي وطنهم وفي خيامهم وتحت الأنقاض رغم آلاف الجرحى والمفقودين”.
وتابع هنية “لن ينجح العدوّ إطلاقًا في أيّ من مشاريعه لا بخلق فوضى ولا بدق أسافين ولا بتغيير معادلات شعبنا، فالفلسطيني هو الذي يبني المعادلة”.
هنية، لفت إلى أنه “ثبّتنا أهم مبدأ للتوصل لاتفاق؛ وهو وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب على غزّة والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كلّ أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط إلى أماكن سكناهم وكلّ القضايا الإنسانية أيضًا من قبيل الإغاثة والمساعدات والإيواء والإعمار وإنهاء الحصار”.
وأضاف هنية “نسعى أيضًا للوصول إلى صفقة مشرفة بموجبها يتم تبادل الأسرى، وقد تحلّت الحركة بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في كلّ جلسات الحوار والمفاوضات مع الإخوة في مصر وفي قطر”.
وفيما أوضح أن “العدو حتّى الآن يتهرب من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة خاصة في موضوع وقف إطلاق النار أي وقف الحرب العدوانية على القطاع”، أشار هنية إلى أنه “قبل ساعات من هذه الكلمة كنت على اتّصال مع إخواني الوسطاء ولم نتلقَ إطلاقًا أي التزام من العدوّ بوقف إطلاق النار، بمعنى أنه يريد استرداد الأسرى ويستأنف الحرب على شعبنا وعلى قطاعنا”.
وتابع هنية “يتحدث العدوّ للوسطاء عن إعادة انتشار وإعادة تموضع لقوات الجيش المحتل داخل قطاع غزّة، وأيضًا لم يعطِ أي التزام حتّى الآن بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم”، وأضاف “يتحدث العدوّ أيضًا عن عودة للنازحين بالتدريج دون أن يحدد أي معالم ومحدّدات واضحة، ويؤكد على بقائه في محور الشهداء ويقطع القطاع ويقسمه إلى نصفين”.
هنية شدد على أنه “لا نريد إطلاقًا أن نعطي اتفاقًا لا ينهي الحرب على قطاع غزّة أو لا يعيد أهلنا النازحين إلى بيوتهم أو لا يضمن خروج العدوّ الصهيوني من قطاع غزّة وخاصة من وسط القطاع إلى خارج قطاع غزّة”، وأضاف “لا نريد إطلاقًا أن نعطي اتفاقًا لا يؤمّن القضايا الإنسانية لأهلنا في كلّ قطاع غزّة وخاصة في شمال القطاع الذي يعاني من سياسة التجويع حيث يموت الأطفال وكبار السن والنساء بسبب هذا الجوع الذي يفرضه العدوّ بحصاره الإنساني والعسكري على مدينة غزّة وشمال القطاع”.
وأردف هنية قائلًا “تحلّينا بأعلى درجات الإيجابية والمسؤولية، وقلنا من أجل تحقيق هذه المبادئ والتوصل إلى الاتفاق لا بدّ أن يكون الاتفاق شامل على ثلاث مراحل متلازمة، وأن يكون أيضًا بضمانات دولية لإلزام الاحتلال بما يتم الاتفاق عليه”.
وأكد هنية “أنّ الذي يتحمل مسؤولية عدم التوصل لاتفاق هو الاحتلال لأنه لا يريد أن يلتزم بالمبادئ الأساسية للاتفاق، ومع ذلك أنا أقول بأننا منفتحون على استمرار المفاوضات، منفتحون على أية صيغ تحقق هذه المبادئ وتنهي هذا العدوان”.
وأوضح أنّه “إذا تسلمنا من الإخوة الوسطاء موقفًا واضحًا من الاحتلال بالتزامه بالانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين فنحن جاهزون إلى أن نصل إلى استكمال حلقات هذا الاتفاق وأن نبدي أيضًا كما قلنا مرونة في ما يتعلق بموضوع التبادل والأسرى”.
وشدد هنية على أنه “لا بديل إطلاقًا عن أن يُعاد فتح جميع المعابر البرية على قطاع غزّة، وأن تدخل إلى قطاع غزّة كلّ الاحتياجات الإنسانية عبر هذه المعابر فضلًا عن كلّ الطرق والوسائل الأخرى”.
وأكد أنّه “لن ينجح هذا المحتل في أي من محطات المواجهة مع شعبنا على مدار عقود الصراع، فكيف به ينجح أمام هذه البطولة، وهذا الجبروت، وهذا الصمود العظيم البطولي الأسطوري لشعبنا في معركة طوفان الأقصى؟”.
وأكد هنية أن حركة حماس تتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وأنها معنية أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشعب الفلسطيني ولإعادة بناء مكوناته السياسية والقيادية على أسس صحيحة وسليمة، وقال “يترتب هذا على ثلاثة مستويات، الأول المستوى القيادي وإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عبر الانتخابات لمجلس وطني فلسطيني، والمستوى الثاني هو الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهمات محددة ولفترة زمنية مؤقتة لحين إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية ومجلس وطني فلسطيني، والمستوى الثالث أن نتوافق على برنامج سياسي لشعبنا في هذه المرحلة”، وأضاف “نحن قدمنا مقاربة سياسية على هذا الصعيد تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال الصهيوني عن أرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس مع حق العودة وتقرير المصير”.
ودعا هنية “كل أبناء شعبنا في كل مكان وخاصة أهلنا في القدس وفي الضفة والمنافي والشتات لإسناد معركة طوفان الأقصى لحماية القدس والمسجد الأقصى لمواجهة أية مؤامرات تستهدف أقصانا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية”، ومطالبًا إياهم “باستثمار شهر رمضان المبارك”.
ووجه هنية التحية لكل جبهات المقاومة التي “تساند معركة شعبنا وتساند المقاومة سواء جبهة لبنان البطولة والفداء وجبهة اليمن الحكمة والشجاعة والجرأة والبطولة والأصالة وجبهة العراق”، كما حيّا أيضًا “أبناء أمتنا وكل طوفان الجماهير التي تخرج في كل عواصم دولنا العربية والإسلامية في كل العواصم والمدن”، معتبرًا الحراك الشعبي الذي يجري يشكل تحولًا مهما جدًا على صعيد الرأي العام العالمي بالنسبة لقضيتنا وحقوقنا وشعبنا وحتى مقاومتنا الباسلة ونحيي جنوب أفريقيا التي جلبت هذا العدو لأول مرة منذ نشوئه إلى محكمة العدل الدولية”.