في أول تصدع في حكومة الطوارئ الصهيونية لإدارة الحرب على قطاع غزة، أعلن رئيس حزب “اليمين الوطني”، الوزير جدعون ساعر، مساء الإثنين 25 آذار/مارس 2024 عن استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو بعد عدم ضمه الى مجلس وزراء الحرب.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده ساعر، شدَّد خلاله على أنَّ “إسرائيل” تراوح مكانها في غزة، وذلك في أعقاب رفض طلبه بضمه إلى “كابينيت” الحرب، ورفضه اقتراح الليكود بأن تجري دعوته إلى اجتماعات “الكابينيت” بين حين وآخر.
وكشف ساعر أنَّه وقَّع برفقة وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيتون على كتاب استقالة من الحكومة.
وأضاف ساعر، وهو سياسي من يمين الوسط: “بعد أقل من يوم من مطالبتي بالانضمام إلى مجلس وزراء الحرب، ردّ عضو المجلس بيني غانتس كل شيء يسير بشكل جيد، فلماذا نغير أي شيء؟ لكن الكثيرين من الشعب (المستوطنين) لا يعتقدون أن هذا هو الحال”.
وتابع: “أنا ومواطنو “إسرائيل” نشاهد بألم كيف أن مسار الحملة (ضد حماس) لا يقربنا بالقدر المطلوب من تحقيق أهدافها، ولقد رأيت وحذرت مسبقًا من أن تباطؤ التقدم العسكري، وهو ما يعني إطالة أمد الحملة، سيكون ضد المصلحة الوطنية”.
وقال ساعر “إن هدف الحرب في غزة هو تدمير القوة العسكرية لحماس، وكان من الضروري العمل وفق جدول زمني أسرع”.
وأضاف: “من خلال خفض الضغط العسكري، فقدنا نفوذًا كبيرًا للتوصل إلى صفقة رهائن جديدة”.
وكان ساعر قد أعلن عن انشقاق حزبه عن كتلة “المعسكر الوطني” برئاسة بيني غانتس، قبل أسبوعين، وعقد الأسبوع الماضي اجتماعًا مستقلًا لكتلة حزبه في “الكنيست”، المؤلفة من 4 أعضاء.
وقال ساعر إن “مركز الثقل في إدارة الحرب انتقل من “الكابينيت” (الموسع)، الذي تحول لنوع من برلمان، إلى “كابينيت” الحرب”، وأضاف أن القرارات المهمة تتخذ في “كابينيت” الحرب، بينما يكتفي “الكابينيت” الموسَّع بمناقشة القضايا العامة.
وأشار ساعر إلى أنَّه “انضممنا إلى حكومة عارضناها في أعقاب الحرب فقط من أجل التأثير على شؤون الحرب، وإذا لم نتمكن من القيام بذلك، لا نستطيع أن نكون في الحكومة”.
وتابع: “لقد أصبح مجلس الوزراء (“الكابينيت” الموسع) برلمانًا معزولًا عن المعلومات المهمة، في حين يفتقر “كابينيت” الحرب إلى الأصوات الناقدة”.
وعن سبب استقالته، قال ساعر: “أنا لا أستطيع تحمل المسؤولية عندما لا تكون لدي إمكانية التأثير على السياسة”، مضيفًا: “لم نأت للحكومة لتدفئة الكراسي. وفي هذه الظروف من الأفضل أن نُمسِع صوتًا واضحًا من خارج الحكومة. ولذلك أعلنت نِيَّتي الاستقالة من الحكومة وأخطرت نتنياهو بذلك”.
تجدر الإشارة إلى أنَّ “الانفجار” في العلاقات بين غانتس وساعر وما أعقبها من مواقف مستقلة لساعر على غرار مطالبته بالانضمام إلى “كابينيت” الحرب في البداية، وإعلانه الاستقالة من الحكومة لاحقًا، قد يكون له أثر على حكومة الطوارئ الصهيونية، ويسرّع من انسحاب غانتس من الحكومة، الأمر الذي قد يؤدي إلى التوجه إلى انتخابات مبكرة في كيان الاحتلال.