دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين (19 شباط/فبراير) 2024، يومه الـ136، في ظل استمرار المجازر والجرائم بحق المدنيين والنازحين الفلسطينيين، والتي خلّفت بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، 29092 شهيدًا، و69028 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي: “ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 107 شهداء و145 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”. وبينت أنه ما يزال: “عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات؛ حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم”.
وفي السياق، أكَّدت وزارة الصحة في غزة أنَّ 25 من الطواقم الطبية و136 من المرضى في مجمع ناصر الطبي بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا أوكسيجين وبلا قدرات علاجية للحالات الصعبة، مشيرةً إلى أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ما تزال تحوّل مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية ما يعرّض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
ولفتت إلى أنَّ جهود منظمة الصحة العالمية مستمرة لإخلاء من تبقى من المرضى إلى مستشفيات أخرى لتلقي العلاج، كاشفةً أنَّ الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يتعنت في إدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى مجمع ناصر الطبي.
وفي الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات عنيفة قرب المستشفى الذي اقتحمه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أنّ التيار الكهربائي انقطع وتوقفت المولدات بعد مداهمة المستشفى، فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) “إن سرعة تدهور الوضع في غزة غير مسبوقة”. وأوضحت أن: “ما يقارب 3 من كل 4 أشخاص في غزة يشربون من مصادر المياه الملوثة، وأن الأمراض المعدية آخذة في الارتفاع”.
هذا؛ وشنّت طائرات الاحتلال غارات عديدة على مناطق شرق دير البلح، سبقها قصف مدفعي على المنطقة، كما استهدفت غارة إسرائيلية شارع الجلاء في مدينة غزة.
من جهته، ناشد الدفاع المدني في غزة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بإغاثة آلاف المواطنين النازحين، في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، بعد تعرّض كثير منهم لأمراض معدية في ظل ظروف إيواء سيئة جدًا. وأضاف الدفاع المدني: “المواطنون النازحون يعانون الأمرين في منطقة رفح، حيث يعيشون بين برودة الطقس وشح الغذاء والخوف من القصف الإسرائيلي”، محذرًا من ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مزيدًا من الجرائم الإنسانية في منطقة رفح التي تؤوي مئات آلاف النازحين.
ولفت إلى أنَّ طواقمه ستكون عاجزة عن تلبية نداءات واستغاثات المواطنين؛ الأمر الذي ينذر بسقوط آلاف الضحايا من المواطنين في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمعظم قدرات الدفاع المدني وانعدام وجود المستشفيات والمؤسسات التي تقدم الخدمات والرعاية الصحية.
من ناحيتها، كشفت بلدية غزة أنَّ الاحتلال الإسرائيلي دمر جميع محطات الصرف الصحي البالغ عددها 9 محطات بشكل كلي وجزئي، ما أحدث كارثة صحية وبيئة كبيرة وخطيرة في المدينة نتيجة تسرّب مياه الصرف الصحي للشوارع وشاطئ البحر وبرك تجميع مياه الأمطار.
وأضافت أنَّ: “الأضرار والتدمير شمل أيضًا تدمير نحو 30 ألف متر من شبكات الصرف الصحي، و5 آلاف متر من شبكات تصريف مياه الأمطار، والآلاف من المناهل وقنوات تصريف مياه الأمطار، وكذلك ألحقت أضرارًا كبيرة وبالغة في بركة الشيخ رضوان، حيث دمّر الاحتلال سور البركة والمولدات ومحولات الكهرباء وخطوط تصريف مياه البركة”.
وأوضحت بلدية غزة أنَّ: “تدمير الاحتلال لمرافق الصرف الصحي ومنع وصول الوقود وقطع الكهرباء تسبّب في تسرّب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي العادمة إلى شاطئ البحر وللشوارع وبرك تجميع مياه الأمطار ما أحدث كارثة بيئية وصحية كبيرة وخطيرة في المدينة”.