تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مجمع ناصر الطبي، لليوم الـ25 تواليًا، إذ يستهدف قناصتها من يوجد داخله أو في ساحاته، الأمر الذي أدى إلى عدم تمكّن الطواقم الطبية من الحركة بين مبانيه.
كما أجبرت قوات الاحتلال عددًا من النازحين والأطباء والممرضين على إخلاء المجمع، والتوجه إلى رفح، واعتلقت العشرات منهم عند محاولتهم الوصول إليها.
وناشد نازحون، في مجمع ناصر الطبي، التحرك العاجل لإنقاذهم، وذكروا أن قوات الاحتلال أجبرت عددًا كبيرًا منهم على الخروج تجاه مدينة رفح، عبر حاجز، اعتقل جنوده العشرات من الشبان، بينهم صحفيون وكوادر طبية. وقالوا: “خلال خروجنا هاجمتنا جرافة عسكرية، واضطررنا للعودة للمشفى والاحتماء بها، وما نزال محاصرين”.
وأعلنت وزارة الصحة، في قطاع غزة، تلف أنبوب الأوكسجين وتسريبه نتيجة الاستهداف الإسرائيلي، ما أدى إلى انخفاض ضغط الأوكسجين في المجمع، وخاصة في قسم العناية المركزة وتعرّض المرضى للخطر.
القدرة
وكان المتحدث بإسم وزارة الصحة، في غزة، الدكتور أشرف القدرة قد قال أمس إنّ الوضع كارثي ومقلق للغاية في مجمع ناصر الطبي، وهناك حال من الذعر بين الموجودين فيه، في ظل استمرار مطالبة الاحتلال الإسرائيلي لإدارته بإخلاء ما تبقّي من النازحين. وأكد القدرة أنّ أكثر من 1500 نازح ما يزالون داخل مجمع ناصر الطبي، إلى جانب 190 من كوادره و299 من أفراد عائلاتهم. وكشف أنّ 273 مريضًا لا يستطيعون الحركة و327 مرافقًا ما يزالون موجودين في أقسام المجمع.
كما لفت إلى أنّ من بين المرضى، في مجمع ناصر الطبي، 18 مريضًا في العناية المركزة و3 أطفال في الحضانة و35 مريض غسيل كلى. وأشار القدرة إلى أنّ مياه الصرف الصحي تغمر قسم الطوارئ، لأن المجمع بحاجة إلى صيانة شبكة الصرف الصحي.
كما حذّر من تكدّس النفايات الطبية وغير الطبية في الأقسام وساحات المستشفى، ما ينذر بكارثة صحية. ولفت إلى بدء العد التنازلي لتوقف المولدات الكهربائية خلال 72 ساعة القادمة في الحدّ الأقصى.
وأكد القدرة نفاد الطعام للطواقم والمرضى والنازحين، مشيرًا إلى وجود نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية للعناية المركزة والعمليات والطوارئ والحضانة. ولفت إلى وجود نقص حاد في مياه الشرب ومياه النظافة الشخصية وغسيل الكلى، نتيجة استهداف خزانات المياه وتعطلها وعدم القدرة على صيانتها.
وطالب المؤسسات الدولية كافة بالعمل الفوري على حماية مجمع ناصر الطبي والموجودين فيه وتوفير الطعام وحليب الأطفال والدواء والوقود.