أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن الانفجار قادم ردًا على أية قيود على دخول المسلمين للمسجد الأقصى في شهر رمضان، لافتًا إلى أن أهداف بنيامين نتنياهو تصطدم مع جميع المبادرات المطروحة، وإصرار حكومته على المضي بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة لن توقفه أفكار أو مبادرات، داعيًا كل الدول التي تنطلق منها أو تمر عبر أراضيها شحنات المواد الغذائية إلى الكيان الصهيوني إلى وقف شحناتها فورًا.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت، الجمعة 23/2/2024، مواكبةً لتطورات معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، قال حمدان إن “كل المشاركين والداعمين لهذه الحرب العدوانية التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلًا، في وحشيتها وساديتها وتدميرها للحياة الإنسانية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصيًا يتحملون كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبونها يوميًّا ضد أبناء شعبنا”.
وأكد حمدان أن هذه الحرب الهمجية ستبقى “وصمة عار تُلَطِّخ وجه كل المشاركين والمتقاعسين والمتخاذلين، ولن يكونوا بمعزل عن المحاسبة والمعاقبة، مهما طال الزمن”، متوجّهًا “بكل معاني الفخر والاعتزاز إلى شعبنا العظيم في قطاع غزَّة، بكل أطيافه ومكوّناته وشرائحه الذين يسطّرون بصمودهم وثباتهم وصبرهم المتعالي عن الجراح والآلام، وتضحياتهم الجسام، أروع ملحمة أسطورية في تاريخ شعبنا النضالي”.
كما بعث حمدان بـ “تحيَّة الاعتزاز والفخر إلى أولئك الرّجال الرّجال الأبطال الأشداء أولي البأس الشديد من كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة وكل أبطال المقاومة الفلسطينية، وهم يذودون بكل إيمان وتصميم وإرادة وعزيمة لن تلين، عن أرض فلسطين وقدسها وأسراها ومسراها، ويواصلون مسيرة طوفان الأقصى بحكمة وقوّة واقتدار، ويثخنون في جنود وضباط جيش العدو”.
وقال حمدان إن أبناء محافظة شمال قطاع غزة “لا يجدون ما يسدّون به رمَق أطفالهم، ووصل بهم الحال إلى استخدام أعلاف الحيوانات “إن وُجِدَت” لطحنها وخَبزِها”، مشددًا على أنها “حرب تجويعٍ مُعلَنة”.
ودعا حمدان العالم لأن يتذكر دائمًا أن حرب التجويع هذه “بدأت بقرار واضحٍ صادر عن رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الصهيوني غالانت، عندما قرر يوم التاسع من أكتوبر الماضي بالصوت والصورة، مَنعَ دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حربٍ صارخة، لم يُحرِّك العالم ساكنًا لإنهائها”.
وحذّر حمدان من خطر الموت الذي يتهدّد الشعب الفلسطيني “من خلال جريمة الاحتلال بتجويعه بقصد القتل التي أوصلت الأمور إلى الحد الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا”، وأضاف: “في الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا أن يهرع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى اتخاذ خطوات فورية لإمداده بالمساعدات والإغاثة اللازمة، ورفع الحصار عنه، ووقف المجزرة المرتَكبة ضدّه؛ نُفاجَأ بقرار برنامج الغذاء العالمي، تعليق تسليم المساعدات الغذائية لمحافَظَتَي غزة والشمال”.
ودعا حمدان برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية بما فيها الأونروا “إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمّد فرضها، والإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة فورًا، والقيام بخطوات فعالة وجادة، لإغاثة شعبنا ومواجهة خطر المجاعة الآخذِ بالتوسّع، التزامًا بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية”.
وحول قرار الاحتلال فرض قيود على دخول المسلمين للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، حذّر حمدان:” ليعلم عدونا أن النفوس تغلي.. والغضب آتٍ.. والانفجار قادم”، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة “إلى رفض هذا القرار الإجرامي، وتصعيد مواجهة الاحتلال في كل مكان، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، حمايةً له من دنس المستوطنين الغاصبين، ولإفشال كافة المخططات الفاشية التي تستهدف الحرم القدسي والمدينة المقدّسة”.
وتابع حمدان: “ليعلم هذا العدو الصهيوني المجرم، أنَّ المساس بالمسجد الأقصى، أو حرية العبادة فيه أو الوصول إليه، لن يمرّ دون محاسبة، مهما كانت الأثمان والتضحيات”، مجددًا النداء “لأمتنا أن الدفاع عن الأقصى المبارك هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها، ودفاع عن البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف وعن كل المقدسات وعن البلاد العربية والإسلامية”.
وقال القيادي في حركة حماس إن “حكومة نتنياهو الإرهابية التي ترى في إطالة زمن الحرب، هدفًا أساسيًا، للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان ما زالت تتبنى موقفًا متعنّتًا من المطالب العادلة التي تقدّمت بها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها وقف العدوان وعودة النازحين وإيوائهم، ورفع الحصار لإعمار ما دمّره العدوان الصهيوني”.
وأكد حمدان أن حركة حماس تعاملت “بروح إيجابية مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، وانطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء معاناتهم الإنسانية التي سببتها آلة القتل والدمار الصهيونية، وحرية حركة شعبنا وعودتهم إلى بيوتهم ومناطقهم في شمال القطاع، وفي كل مناطقه، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار”.
ولفت حمدان إلى أن “مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق، ونتنياهو يماطل ويراوغ ويهدف إلى تعطيل التوصل لاتفاق، ولا يهمه الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، بل هي ورقة يستخدمها لتحقيق أهدافه”، مضيفًا: “نتنياهو يُحَمِّل وفده أي مفاوضات قادمة بأربع لاءات: لا وقف للعدوان، ولا انسحاب من القطاع، ولا عودة للنازحين إلى الشمال، ولا صفقة تبادل حقيقية”.
وتابع حمدان “إن أهداف بنيامين نتنياهو الخاصة والشخصية ومن يقف خلفه من المستوطنين المتطرفين الذين يشكّلون عماد حكومته الفاشية تصادم جميع المبادرات والمواقف المطروحة، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي والدول المعنية، تشخيصًا سليمًا للموقف الحالي”.
وقال القيادي في حماس إن “إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، دون مبالاة حتى بمقتل المزيد من الأسرى لدى المقاومة، تحت القصف الهمجي الصهيوني، لن توقفها مجرد أفكار ومبادرات، بل يستدعي مواقف حازمة وإجراءات عملية لإنهاء العدوان، والاستجابة لحقوق شعبنا وصولًا لإنهاء الاحتلال”.
وأضاف حمدان: “لقد بات واضحًا أن النصر الذي يُمَنِّي نتنياهو نفسه وجمهوره به.. هو وهم وسراب.. وأضغاث أحلام، وإن نتنياهو يكذب على الجميع ويخدع أهالي الأسرى بزعمه إمكانية تحريرهم بالقوة، وهو يعلم أن هذا أمل إبليس في الجنة”.
وجدد حمدان التأكيد على أن “ما فشل هذا الجيش الفاشي في تحقيقه من أهداف، سواء القضاء على المقاومة، أو استعادة أسراه في غزة بالقوة، لن ينجح في تحقيقه في أي مرحلة من مراحل هذه الحرب الهمجية، وأن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، مستمرة في التصدي للعدوان، حتى كسره ودحره عن أرضنا وشعبنا”.
ولفت حمدان إلى التقرير الصادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وأكد تعرض النساء والفتيات الفلسطينيات للاعتداء من قبل جيش الاحتلال بشكل منهجي منذ بدء العدوان الصهيوني، وقال:” أشار التقرير إلى سلسلة طويلة من هذه الاعتداءات والانتهاكات مثل: الإعدام تعسفًا مع أفراد أسرهن وأطفالهن، القتل رغم رفع رايات بيضاء، والاعتقال التعسفي وتعريض النساء لمعاملة لا إنسانية، والاعتداء الجنسي كالتجريد من الملابس والتفتيش من ضباط جيش الاحتلال الذكور”.
وأشار حمدان إلى أن التقرير أكد “حدوث حالات اغتصاب وتهديد بالاغتصاب، وتصوير المعتقلات في ظروف مهينة من قبل الجيش الصهيوني ونشرها على الإنترنت، وخطف الأطفال والنساء من قبل جيش الاحتلال، وخطف طفلة رضيعة ونقلها قسرًا إلى داخل الكيان، وفصل الأطفال عن ذويهم، ولا يزال مكان وجودهم مجهولًا”.
ودعا حمدان إلى تحقيق دولي “مستقل ونزيه وسريع وشامل في هذه الجرائم الخطيرة وفق القانون الجنائي الدولي، ومقاضاة الكيان الصهيوني، وقيادته وفق القانون الجنائي الدولي، بموجب نظام روما الأساسي”، متوجهًا إلى العالم الذي تفاعل مع أكاذيب نتنياهو حول اغتصاب نساء إسرائيليات يوم السابع من أكتوبر بالتساؤل: “أين هذه الأصوات؟، وأين هذه المؤسسات؟، أم أن الاعتداء على الفلسطينيات لا يعني لهم شيئًا؟، أم أنهم لا يلتفتون لتقرير صادر عن مؤسسة دولية تابعة للأمم المتحدة، ويكتفون بالهرولة وراء دعاية سوداء كاذبة صادرة عن نتنياهو، والكيان الصهيوني؟”.
وأكد حمدان أن “استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لتعطيل قرار مجلس الأمن يؤكد حالة الشراكة الكاملة للولايات المتحدة وإدارة الرئيس بايدن، في حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الإرهابي، ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، والدعم المطلق، لكافة الجرائم والمجازر والانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية، عبر عرقلتها لأي محاولة لوقف العدوان، ما يشكِّل ضوءًا أخضر أمريكيًا واضحًا، للعدو الصهيوني للاستمرار في جرائمه”.
ودعا حمدان “الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى مواصلة حراكهم الجماهيري لإدانة الاحتلال، والضغط لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، وتأييد ودعم حق شعبنا في التحرير وتقرير المصير”، كما دعا “أمتنا قادة وشعوبًا وكل الأحرار في العالم، إلى حشد كل الطاقات والتحرّك الجاد لنصرة القدس والأقصى، ووقف العدوان على قطاع غزَّة، وإغاثة أهلنا في قطاع غزَّة”.