تقليص القوة البحرية الأميركية في المنطقة لا يبشّر خيرًا لـ”إسرائيل‎”

القرار الأميركي المفاجئ بسحب حاملة الطائرات الأميركية “جيرلد فورد” من منطقة الشرق الأوسط، وإعادتها إلى المرفأ في فيرجينيا، بات مصدر قلق للكيان الصهيوني وموضوعًا لتحليلات الصحافة الصهيونية التي رأت فيه تقليصًا للتواجد البحري الأميركي في المنطقة وإجراءً “لا يبشر خيرًا لـ”إسرائيل”.

في هذا السياق، رأى محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، في تعليق له على القرار الأميركي اليوم الثلاثاء 02/01/2024، أن: “التطورات المفاجئة الأخيرة للحرب وصلت في الحقيقة من الولايات المتحدة”.

وبحسب تقرير شبكة التلفزة ABC، إنّ حاملة الطائرات الأميركية “جيرلد فورد” ستغادر الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، وستعود إلى المرفأ في فيرجينيا، إضافة إلى أنّ قوة المهمة تتضمن سفنًا حربية إضافية، وبذلك ستبقى في المنطقة حاملة طائرات أميركية وحيدة هي “دويت أيزنهاور”.

وقد وصلت حاملتا الطائرات إلى البحر المتوسط وقبالة الخليج في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في محاولة لطمأنة الكيان الصهيوني ودعمه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال محلل صحيفة “هآرتس”: “إن نشر السفن الواسع في المنطقة، ومعها أكثر من 150 طائرة حربية، هدفه “ردع الإيرانيين من الانضمام بشكل مباشر إلى الحرب. ويُعتقد أن هدفه أيضًا ردع حزب الله من فتح معركة شاملة ضد “إسرائيل””.

لكنّ عاموس هرئيل استدرك ليقول: “لكن إيران لم تجلس بهدوء، وحزب الله، منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، يدير معركة بالنار ضد “إسرائيل” ويطلق من لبنان طائرات مسيّرة وقذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدروع على مستوطنات ومواقع في الجليل، والحوثيون (أنصار الله) في اليمن أطلقوا أكثر من 50 صاروخًا وطائرات مُسيّرة باتجاه منطقة إيلات، بتشجيع إيراني، وأصابت بشكل منهجي النقل البحري في مضيق باب المندب. و”ميليشيات شيعية” (المقاومة) في العراق وسوريا أطلقت طائرات مُسيّرة وقذائف صاروخية عند الحدود الشرقية (لفلسطين)، من الجولان وحتى العربا”.

وتابع محلل الصحيفة يقول: “ويُحتمل أن تخفيف القوة البحرية الأميركية في المنطقة الآن ترافق مع إشارة سرية لطهران، لئلا تحاول تصعيد الوضع المتوتر أصلًا، مع مغادرة إحدى حاملتي الطائرات. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تكون هناك أيضًا مغامرة أميركية خاطئة، ستُفسّر لدى حزب الله كفرصة لزيادة مجال المجازفة”.

وأشار إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أطلق عمليات المقاومة من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، ردًا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن: “حزب الله “حتى الآن يحاذر من الانجرار إلى حرب شاملة” ضد الكيان الصهيوني”؛ وفقًا لقوله. وتابع عاموس هرئيل يقول: “المصيبة هي أن كلا الجانبين (حزب الله والكيان الصهيوني) يسيران على الحافة، فيما هذه المواجهة تشمل تدريجيًا أهدافًا إيرانية، بهجمات منسوبة لـ”إسرائيل””؛ بحسب قوله.

وأكد أن تقليص التواجد البحري الأميركي في المنطقة لا يبشر خيرًا بالنسبة إلى “إسرائيل”، مشيرًا إلى أن القرار الأميركي بتقليص الوجود العسكري البحري جاء على خلفية التوتر القائم بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. وإذ شدّد على الدعم العسكري الأميركي الواسع للكيان الصهيوني، لفت إلى أن حكومة نتنياهو لا تتمتع برصيد غير محدود. وقال: “مؤخرًا؛ كانت هناك محادثات هاتفية متوترة بين بايدن ونتنياهو على خلفية تعامل الأخير مع السلطة الفلسطينية”.

وختم عاموس هرئيل بالقول: “تكرار تصريحات وزراء اليمين المتطرف في الحكومة (الصهيونية)، والتي تتعهد بتهجير فلسطيني من القطاع وإقامة المستوطنات مجددًا هناك، لا تسهم بكل تأكيد في زيادة ثقة واشنطن بنوايا “إسرائيل””.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *