سيناتور أميركي يكشف أزمة تجنيد في جيش بلاده وتراجع الانتماء الوطني

أشار السيناتور الأميركي الجمهوري ماركو روبيو، في مقالة نُشرت على موقع “National Interest”، إلى أزمة يواجها الجيش الأميركي متمثّلة بانخفاض كبير بعدد المتطوعين للالتحاق بالخدمة العسكرية، لافتًا إلى ما قاله أحد مستشاري “البنتاغون” أمام الكونغرس، مؤخرًا في هذا السياق، عن أنّ القوات المسلحة الأميركية تواجه تحديًا يُعدّ الأكبر منذ تأسيسها.

أضاف ماركو روبيو، وهو نائب رئيس لجنة الاستخبارات وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أنّ: “الالتحاق بقوات المشاة تراجع بنسبة 25 % قبل عامين، والأمور لم تتحسّن في العام 2023 الماضي، فقد أخفقت الفروع التابعة للمؤسسة العسكرية الأميركية بتحقيق أهدافها السنوية بفارق 41000 مجند العام الماضي.

ونبّه السيناتور الأميركي إلى أنّ ذلك يحصل بينما تدخل الولايات المتحدة في حقبة جيوسياسية جديدة من التعددية القطبية، وذلك في مواجهة خصم رئيسي يتمثل بما أسماه “الصين الشيوعية”، والتي قال عنها: “إنّها أقوى مما كان عليه الاتحاد السوفياتي”.

كذلك أشار السيناتور إلى أن: “هذه التطورات تتزامن مع الحرب على “إسرائيل”، ومقتل “ما يزيد عن ثلاثين مواطنًا أميركيًا”، وفقًا لتعبيره. وذكر : “في السياق نفسه؛ هناك تحديات تأتي من إيران ومن حركة حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وأنصار الله”، مشددًا على ضرورة زيادة التجنيد العسكري إذا ما أرادت الولايات المتحدة أن تكون أكثر أمنًا وقوة.

هذا، وتحدث عن تراجع دراماتيكي في الانتماء الوطني، إذ إن نسبة المواطنين الذين يشعرون بفخر كبير لكونهم أميركيين هي 39% فقط، ما يشكل تراجعًا بنسبة 12% مقارنة مع العام 2017. كما أضاف أنّ “الأسوأ من ذلك هو أن نسبة 18% فقط من المواطنين، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا – وهي الفئة العمرية الرئيسة على صعيد الالتحاق بالجيش- يشعرون بفخر كبير لكونهم أميركيين، منبهًا إلى أنّ هذه النسبة هي 12 % فقط من أنصار الحزب الديمقراطي.

وتابع السيناتور الأميركي أنّ: “الأمر ليس مفاجئًا كون معسكر “اليسار” ووسائل الإعلام الكبرى والعديد من المدارس الحكومية والغالبية الساحقة من الجامعات أمضت الأعوام الست الماضية، وهي تروّج لسردية أنّ الولايات المتحدة دولة عنصرية مضطهدة. فشدّد على أن ذلك يجب أن يُقلق الجميع، إذ إنّ الأميركيين من الانتماءات السياسية كافة سيرفضون الخدمة العسكرية عندما تدخل ثقافة “الووك” – والتي تؤكد على ضرورة العدالة الاجتماعية والعرقية وغيره مثل حماية حقوق “الشواذ”- النظام التعليمي والمؤسسة العسكرية.

وأوضح الكاتب : “ثقافة “الووك” تقول للمحسوبين على الجناح التقدمي بأنّ بلدهم يمثل الشر، ولا يستحق الدفاع عنه.. وتقول للمحافظين في المقابل إن قادتهم ومؤسساتهم الرسمية لا تشاركهم قيمهم”. فحذّر من أن ذلك يشكّل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة، ومن أن تصحيح الأمور سيكون عملية مطولة وصعبة، ما يستوجب بالتالي التحرك العاجل.

كما أكّد الكاتب ضرورة أن يُبقي السياسيون سياسات “الووك” خارج القوات المسلحة، إذ إن مثل هذه المؤسسات موجودة من أجل الوقوف صفًا واحدًا ضد أعداء مشتركين. وأردف يقول: “ربطها مع قضايا خلاف ثقافية هي فكرة سيئة تحت أي ظروف كانت، لكنها خطيرة في هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر”.

انهى السيناتور مقاله مشدّدًا على ضرورة أن يُباشر الكونغرس الأميركي بوقف تسييس الجيش، بتمرير بنود من أجل وقف محاولات إدارة جو بايدن لتحويل الجيش إلى تجربة اجتماعية لثقافة “الووك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *