تنامي البريكس يعكس رفض الاستعلاء الغربي

رأى الكاتب عقيل رامش (Akhil Ramesh) أنّ انضمام خمس دول جديدة إلى منظمة البريكس، مطلع هذا العام، وهي السعودية والإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا، يعدّ تطوّرًا كبيرًا في ضوء حضور ما يزيد عن 60 بلدًا في القمة المنظمة في آب/أغسطس الماضي، وخلص إلى أنّ هناك مؤشرًا واضحًا على أنّ البريكس تتحوّل إلى منظمة تمثل دول الجنوب العالمي.

ففي مقالة، نُشرت في موقع “ذا هيل” الأمريكي (The Hill)، رأى الكاتب أنّ انتقال العالم من الثنائية القطبية إلى الآحادية القطبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أوشك على نهايته. وقال إنّ: “ما يحدث ليس عودة إلى تنافس الثنائية القطبية، كما يصرّ العديد من المحلّلين في واشنطن”؛ متطرقًا إلى عدم وجود ثقة عند العديد من دول الجنوب العالمي في دولة محدّدة كي تتسلّم هي الزعامة أو تمثل مصالح تلك الدول، وبرأيه : “ذلك أوجد بيئة تمثل فيها القوى الإقليمية مصالح دول الجنوب العالمي الوطنية وأحيانًا الإقليمية”.

وبحسب الكاتب، قادة روسيا والصين والهند سارعوا الى إرسال اللقاحات والمعدات الطبية إلى دول العالم الجنوبي، بينما قامت العديد من الحكومات الغربية بتقييد صادرات اللقاحات. كما أشار إلى أنّ مسارعة العالم الغربي إلى دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا ردًا على العمليات الروسية تُسلّط الضوء على أولوياته، وأردف :”الانحياز الملموس لصالح الدول الأوروبية مقابل دول إفريقية أو شرق أوسطية أعاد تأجيج مشاعر العهد الاستعماري، وعزز الروابط بين ضحايا الإمبريالية الغربية”.

ولفت، في هذا السياق، إلى خطوة جنوب إفريقيا بتقديم شكوى ضدّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية بسبب مجازر الإبادة التي ينفّذها الصهاينة في غزّة. وتابع الكاتب: “ما يراه الجنوب العالمي عملًا عدوانيًا يستحقّ الإدانة لا ينسجم والموقف الغربي، والعكس صحيح، الحربان في غزّة وأوكرانيا تعكس هذه الخلافات “غير القابلة للتوفيق”.

وشدّد على أنّ تجمع البريكس هو في الأساس حراك من أجل تقرير المصير على المسرح العالمي. كما أردف أنّ رسالة العالم الغربي عن قيمه، والتي تتمثل بالتبشير الإنجيلي الذي عادة ما يترافق مع نبرة الرعاية التي “تفوح منها رائحة التفوق الأخلاقي الكريهة”، لا يلقى صدى عند الكثير من الدول التي تحاول التحرّر من قيود الماضي”.

وخلص الكاتب الى أن إمكان تحوّل البريكس إلى منظمة رسمية :”لا تصل إلى مستوى التحالف” هي أكبر بكثير مقارنة مع ما كان الوضع عليه عندما وضع التصور لتشكيله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *