يُكرّر مستوطنو شمال فلسطين المحتلة، مع كل مناسبة وبلا مناسبة، أنهم لن يعودوا إلى منازلهم حتى بعد توقف الحرب، فهم بدأوا حياة جديدة في المناطق التي نزحوا إليها، وبرأيهم أن أمنهم منوط باللحظة التي سيقرّر فيها حزب الله تنفيذ خطة السيطرة على الجليل.
في هذا السياق، رأى مراسل صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، في شمال فلسطين المحتلة “عيدان أفني”، أن ما حدث في السابع من تشرين الأول، مع خشية من تسلّل قوّة الرّضوان في حزب الله، تحوّل خلال أيام الى إطلاق صواريخ مضادّة للدّروع بتصويب مباشر.
وفي محاولة لإلقاء اللوم على الجيش الصهيوني؛ يقول أفني في تقرير نشرته “إسرائيل هيوم”: “عمليًا، في المستوطنات المحاذية للسياج الحدودي (مع لبنان) كان الجيش الإسرائيلي هو الذي أيّد نيّة رؤساء السلطات إجلاء المستوطنين، والطلب ممَن يستطيع أن يغادر المستوطنة”. وأضاف: “مرّت عشرة أيام إلى أن حدّدت الحكومة بأنّها ستقيم حزامًا أمنيًا في أراضي “الدولة” الإسرائيلية”؛ وفقًا لتعبيره.
وتابع: “لقد مرّ ما يقارب الأربعة الأشهر منذ إبعادنا عن منازلنا.. نشعر أنّ لا شيء تغيّر. فاللحظة المصيرية كانت عندما أدركنا بأنّ أمننا أُهمل خلال أشهر طويلة، وهو منوط باللحظة التي سيقرّر فيها حزب الله تنفيذ خطة احتلال الجليل”. ولفت أفني إلى أنه: “في غضون ذلك، إطلاق الصواريخ المضادّة للدّروع مستمر والأمن متلاشٍ وفكرة أنّهم يوعزون لنا بالعودة إلى المنزل من دون أمن حقيقي تنفد إلى الجميع، إلى جانب الإقرار بأنّ “الدولة” الإسرائيلية تفضّل غزّة أولًا، وربما حزب الله بعد ذلك”.
وقال: “في الأسابيع الأخيرة تصل إليّ الكثير من المعلومات بأنّهم، في الجيش الإسرائيلي، علموا أنّه ستمرّ أيام حتى أسبوع لكي ينجحوا بإعادة السيطرة على المستوطنات في حال تسلّل “مخربين”، وأنّهم في قيادة المنطقة الشمالية يستعدّون لتسلّل ضخم من قوّة الرّضوان”؛ بحسب تعبيره. وأضاف ساخرًا: “بيد أنّ الوضع الذي كان قائمًا في السادس من تشرين الأول ما يزال باقيًا، بأنّ السكان بوسعهم استخدام سترة واقية من الرّصاص لحماية الحدود، إلى أن يصل الجيش الإسرائيلي لحراستنا”..
وأكّد هذا المراسل الصهيوني أن: “الرغبة بالعودة إلى المنزل تتبدّل باعتراف المسؤولين بأنّ “إسرائيل” لا تنوي تأمين أمن حقيقي لنا.. لقد صدق قائد لواء القطاع الشرقي الذي يعلم بأنّه بقدر ما يمرّ الوقت – لن يعود السكان الذين غادروا.. هم يبدأون حياة جديدة في منازل جديدة، ومن هنا يصعب عليهم العودة إلى مكان يتطلّب التّضحية.. أزمة الثقة بيننا وبين الجيش الإسرائيلي تجعل المهمة شبه مستحيلة”.
وختم أفني يقول: “إبعاد حزب الله بالاتّفاق أو بالقوة ليست هي المسألة… الجيش الإسرائيلي لم يفرض القرار 1701 – إذًا مَن سيضمن لنا بعد عدّة أشهر من الهدوء، ألاّ تعود قوّة الرّضوان للسّيطرة بمدى الصواريخ المضادة للدّروع على منازلنا عند الحدود؟”.