شنّت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا عدواناً عسكرياً على العاصمة اليمنية صنعاء، بالإضافة إلى محافظات الحُدَيْدَة وصعدة وذمار وتعز وحجة، وفق ما أوردته وكالة “سبأ” الرسمية اليمنية.
ووفقاً لها، تركّز القصف الأمريكي – البريطاني على قاعدة الدَّيْلَمي الجوية المحاذية لمطار صنعاء الدولي شمالي صنعاء، بحيث تعرّضت لـ4 غارات.
واستهدف العدوان أيضاً محيط مطار الحديدة، ومناطق في مديرية زَبيْد في محافظة الحُدَيْدَة الساحلية على البحر الأحمر، غربي اليمن، ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة شمالاً، إلى جانب مطار عَبْس المحلي بمحافظة حَجَّة، في الشمال الغربي.
كذلك، طال العدوان مطار تعز الدولي، ومعسكر اللواء 22 في منطقتي الحَوْبان والجَنَد، شمالي مدينة تعز، جنوبي غربي البلاد.
الوكالة الرسمية اليمنية أشارت أيضاً إلى أنّ المواقع التي تعرّضت فجر الجمعة للعدوان الأمريكي – البريطاني “تعرّضت سابقاً لقصف التحالف السعودي عشرات المرات، وقد خرجت عن الجاهزية منذ بداية الحرب على اليمن، عام 2015”.
وعقب هذه الاستهدافات، تجدّدت الغارات الأميركية – البريطانية، مستهدفةً منطقة طخية في صعدة شمالي اليمن، ومديرية باجل في الحديدة غرباً، كما حلّقت المقاتلات الأميركية والبريطانية في أجواء محافظتي الحديدة وصعدة.
ولم يلحق بقاعدة الدليمي العسكرية أي أضرار مادّية بحيث تمّ سريعاً إخماد حريق محدود في محيطها في إثر الغارات.
العدوان مُشترك
وفي الولايات المتحدة، أعلن مسؤول عسكري أميركي أنّ الهجمات “استهدفت 12 موقعاً في اليمن، وشُنَّت عبر الطائرات وصواريخ توماهوك والغواصات”.
في السياق نفسه، نقلت شبكة “أن بي سي” عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الجيشين الأميركي والبريطاني “وجّها ضربات ضدّ أهداف في مواقع متعددة في اليمن، بواسطة طائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك كروز، أطلقت من سفن البحرية”.
من جهتها، أفادت شبكة “بي بي سي” البريطانية بأنّ “4 طائرات تايفون تابعةً لسلاح الجو الملكي انطلقت من قبرص” شاركت في العدوان على اليمن.
واستهدف العدوان على اليمن أكثر من 60 هدفاً في 16 موقعاً، واستُخدمت فيه أكثر من 100 قنبلة وصاروخ من مختلف الأنواع، وفقاً لبيان صادر عن قائد المكون الجوي للقوات الجوية المركزية والقوات المشتركة، الجنرال أليكس غرينكويتش.
كما أعلن البيت الأبيض في بيان أنّ 10 دول شاركت في العدوان، وهي، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، “أستراليا، البحرين، كندا، الدنمارك، ألمانيا، هولندا، نيوزيلندا وكوريا الجنوبية”.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤول أميركي دفاعي أنّ “الولايات المتحدة وبريطانيا نفّذتا ضربات ضد أهداف في اليمن، بدعم من أستراليا وهولندا والبحرين وكندا”.
وبشأن هذا الدعم، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” إنّ كلاً من هذه البلدان يشارك في “تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وغيره من أشكال الدعم”، مضيفين أنّ “طائراتٍ هجوميةً انطلقت من قواعد في المنطقة، وحاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور قصفت أهدافاً في اليمن”.
بدورها، نقلت شبكة “فوكس نيوز”، عن مسؤول أميركي أنّ واشنطن ولندن “قادتا هذه الضربات، لكنها لم تكن ممكنةً لولا دعم أستراليا والبحرين وكندا وهولندا”.
الموقف اليمني
في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، أنّ على الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا “الاستعداد من أجل دفع الثمن باهظاً، وتحمّل العواقب الوخيمة كافةً لعدوانهما السافر”، وذلك بعد تعرّض اليمن لهجوم عدواني واسع من جانب سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية.
بدوره، أوضح نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة أنصار الله، نصر الدين عامر، أنّ “القوات المسلحة اليمنية ستعلن رسمياً عن أي ردّ يمني على العدوان”.
بالتزامن، أرسل المجاهدون اليمنيون في الساحل الغربي رسالةً إلى قائد “أنصار الله”، السيد عبد الملك الحوثي، أبدوا فيها استعدادهم لخوض “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، متعهدين “الوفاء لشعبنا المؤمن المجاهد الصابر الصامد، وأمتنا المستضعفة المظلومة”.
يُذكر أنّ صنعاء أكدت أنّها “على استعداد كبير لأي عدوان أميركي – بريطاني”، وذلك في أعقاب التقارير التي تحدّثت عن العدوان المتوقّع عليها من جانب واشنطن ولندن.
وسبق أن حذّر السيد الحوثي من أنّ “أي اعتداء أميركي على اليمن لن يبقى من دون رد”، مؤكداً أنّ صنعاء “جاهزة لأي مواجهة مباشرة مع واشنطن”.
كما أمِلَ قائد “أنصار الله”، في الكلمة التي ألقاها الخميس، من الدول العربية والإسلامية “ألا تتورط في العدوان ضدّ اليمن أبداً، وأن تترك الأميركيين والبريطانيين يتورطون وحدهم”.