للمرة الأولى منذ 10 سنوات.. ملايين العراقيين.. أي انتخابات يخوضونها

توجه ملايين العراقيين من مختلف المحافظات منذ ساعات الصباح الأولى إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات، فيما دعا عدد من كبار الساسة للمشاركة الواسعة بهذه الانتخابات، باعتبار أنها ستؤدي إلى تشكيل حكومات محلية جديدة، وبالتالي من المفترض أن تساهم في حل ومعالجة الكثير من المشاكل والأزمات الحياتية التي يعانيها المواطنون.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع بجانب الكرخ بالعاصمة بغداد، دعا للمشاركة بقوة في انتخابات مجالس المحافظات، معتبرًا أن تعطيلها لم يكن في صالح الشعب والدولة.

وخاطب السوداني العراقيين قائلا: “نأمل أن تشاركوا بقوةٍ في انتخابات مجالس المحافظات، التي تمثل حلقةً من حلقات النظام الإداري الديمقراطي”، وأضاف: “مرت عشر سنوات على آخر انتخاباتٍ لمجالس المحافظات، التي جرت سنة 2013، حيث أن تعطيلها لم يكن في صالح الشعب والدولة، باعتبار أنها تمثل ركنا أساسيا في النظام الديمقراطي القائم على اللامركزية في العراق”.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، بعد أن أدلى بصوته في مركز خاص للاقتراع داخل المنطقة الخضراء، على “ضرورة التوجه مبكرًا والمشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات، لأنها هي الطريق الوحيد للبناء والإعمار”، مثنيًا على “كل الجهود التي تضافرت لإنجاح انتخابات مجالس المحافظات ومعالجة الخلل في توقفها لعقد من الزمن”.

بدوره، قال رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم في تصريح صحفي أدلى بها بعد الإدلاء بصوته إن “الانتخابات تمثل جوهر العملية الديمقراطية وحق للمواطنين والشعوب المتحضرة والواعية، وأدعو أبناء شعبنا للاستفادة من هذا الحق، والمشاركة الواسعة في الانتخابات”.

وثمّن الحكيم “دور الأجهزة الأمنية في تأمين الانتخابات، ومشاركتها الواسعة في التصويت الخاص”، معربًا عن أمله في “أن تكون نسبة مشاركة كبيرة ونوعية لأبناء شعبنا في الاقتراع العام، وأن تكون العملية الانتخابية شفافة ونزيهة، وتمهد لتشكيل مجالس المحافظات، التي أصبح لها دور كبير جدًا في الواقع الخدمي”.

ويحق لأكثر من 16 مليون مواطن عراقي ينتمون إلى 15 محافظة، المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بدورتها الرابعة.

وأعلن مسؤولون في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن فتح أبواب 7166 مركزًا انتخابيًا أمام الناخبين، وأن هذه الانتخابات تتم مراقبتها من قبل حوالى نصف مليون وكيل حزب وكيان سياسي، إلى جانب 320 ألف مراقب يمثلون منظمات المجتمع المدني، و1800 مراقب دولي، إضافة لتغطيتها من قبل مئات القنوات الفضائية ووكالات الأنباء المحلية والعربية والأجنبية.

وجرت منذ يومين عملية التصويت الخاص لمنتسبي الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية والنازحين بنجاح، إذ بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 67% حسبما أعلنت مفوضية الانتخابات، ولم تحدث أي خروقات أمنية أو إشكالات سياسية، ما عدا بعض الخلل الفني في قسم من أجهزة التصويت، التي وعدت الجهات المعنية بتلافيها.

وجرت آخر انتخابات محلية في العراق عام 2013، وكان من المفترض أن تجرى الانتخابات اللاحقة لها في عام 2017، إلا أن أسبابًا وظروفًا أمنية وسياسية حالت دون ذلك.

ويتنافس في الانتخابات الحالية 5915 مرشحا للفوز بـ285 مقعدًا تتوزع على 15 محافظة عراقية من ضمنها العاصمة بغداد، ولا تشمل محافظات إقليم كردستان الثلاثة.

وتتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003 بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط.

ومن بين المرشحين 1600 امرأة، يمثلن نسبة 25% المحددة لهن، كما خصصت 10 مقاعد للأقليات المسيحية والإيزيدية والصابئة في بلد متعدد الإثنيات والطوائف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *