أفادت صحيفة “الجريدة” الكويتية، نقلاً عن مصدر أمني كبير، أن الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل تخشى مسيرات شاهد الانتحارية الإيرانية، معتبراً أن هذه المسيرات أصبحت، من وجهة نظر الجانب الإسرائيلي، الخطر الأكبر الذي تواجهه المنطقة، إذ إن هذه النوعية من الطائرات من دون طيار التي تنتمي إلى فئة الذخيرة المتسكعة، والتي استخدمت في أوكرانيا، لا يمكن التعامل معها تقنياً، كما يتطلب إسقاطها استخدام المقاتلات أو الصواريخ، وهو أمر مكلف جداً.
وأشار المصدر إلى أن “حزب الله” يملك المئات من هذه المسيرات الانتحارية غير المكلفة، وقد أطلق بالفعل بعضها على إسرائيل خلال المواجهات المستمرة منذ 7 تشرين الأول على الحدود الجنوبية للبنان، والتي استؤنفت بعد انهيار الهدنة في قطاع غزة.
ولفت المصدر ذاته إلى أن “هذا النوع من المسيرات، أطلق من سوريا باتجاه إسرائيل أكثر من مرة خلال حرب غزة وقبلها، على يد الميليشيات الإيرانية أو عناصر “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري المتمركزين في سوريا”، موضحاً أن مسيرات “شاهد” استخدمت في الهجوم ضد منشآت أرامكو بالسعودية في أيلول 2019، وكذلك ضد دولة الإمارات.
وبحسب المصدر، باتت إسرائيل تمتلك معلومات وافية حول هذه المسيرات، التي تستخدم مرة واحدة وتعمل مثل الصاروخ، مبيناً أن تلك المسيرات تنطلق، بعد تحديد منطقة الهدف، مثل الصاروخ ولا يمكن تعطيلها تقنياً مثل أنواع أخرى من المسيرات، ولذلك فإمكانية مواجهتها ليست سهلة، ويستلزم إسقاطها استخدام منظومات عالية الثمن أو مقاتلة حربية.
وأشار إلى أنه بسبب طبيعتها المنخفضة السرعة والارتفاع، وصعوبة تمييزها عن الفوضى مع بصمة حرارية ضئيلة، يصعب على منظومات الدفاع الجوي تحييد “شاهد 136” في معظم الحالات، لافتاً إلى أن إسرائيل مازالت تبحث عن حلول لمواجهة تلك المسيرات.
ولفت المصدر إلى أن “تزويد إيران للتنظيمات والميليشيات الموالية لها بمسيرات شاهد يشكل، من وجهة نظر إسرائيل، خطراً على المنطقة بأسرها، لا على المصالح الأميركية والإسرائيلية فقط، كما يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج”، لافتاً إلى أن تلك المسيرات استخدمت ضد دول عربية وخليجية، كم استخدم الجيش الروسي بكثافة مسيرات من طراز “شاهد 136” في الحرب على أوكرانيا.