بالتنسيق بين مختلف القوى السياسية والجمعيات والأحزاب الوطنية والإسلامية في مدينة طرابلس، وبين الفصائل الفلسطينية في مخيمات الشمال وبالتعاون مع هيئة نصرة الأقصى انطلقت مسيرة ضخمة، نصرة لأهلنا في غزة ودعما للمقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني الآثم المستمر منذ أكثر من سبعين يوماً.
التظاهرة الحاشدة التي رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات ومجمسمات تحاكي جرائم ضد الإنسانية بحق أطفال غزة بآلة الحقد الصهيوني وسط حضور كشفيّ لافت، استهلّت من أمام بلدية طرابلس وجابت وسط المدينة وشوارعها الرئيسة وصولاً إلى ساحة النور حيث اختتمت بحفل خطابي موسّع ألقيت فيه كلمات للفصائل الفلسطينية والهيئات والجمعيات والأحزاب الوطنية والإسلامية ندّدت بالمجازر البشعية التي يرتكبها جيش العدو الصهيوني، واستنكرت الفيتو الأميركي المستمر الذي يشكل غطاء للجريمة، وموجهة التحية للمقاومة مؤكدة شرعيتها وأحقيتها في الدفاع عن أرضها.
الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان دعا للمشاركة في المسيرة واعتبر في كلمته أننا نعيش عصر فلسطين، فلقت باتت العنوان الأكثر شهرة وتميزاً عبر العالم، والشخصيات المميزة كانت قديماً الفنيّة أو الكرويّة، أمّا اليوم فالرمز والقوة والفخر بالملثم بأبي عبيدة، هكذا كان ولا يزال الفلسطيني النموذج المثل في دفاعه عن أرضه عن المقدسات عن كل الأمة.
وأضاف شعبان “يقولون بعد طوفان الأقصى سيجري وسيحدث، نقول بعد طوفان الأقصى والقدس وغزة وجنوب لبنان ستّتحد الساحات، والبديل والمآل يحققه المنتصر، ونحن انتصرنا في 7 تشرين، فلقد حطّم المجاهدون جيشكم، دمّروا مدرعاتكم أذلوا كبرياءكم، أصبحتهم أيها الصهاينة أضحوكة وأكذوبة عبر القارات… قبل السابع من تشرين كان الصهاينة من الدول الكبرى وبعد هذا اليوم العظيم أضحت المقاومة هي العظمى، الفلسطيني صار كل شيء، الفلسطيني كل العالم كل الجيوش وكل حر في هذا العالم، الفلسطيني هو أغنية العالم “أنا دمي فلسطيني””.
وتابع شعبان “لا يجوز أن يترك الشعب الذي يمد الأمة بدم الكرامة وبماء الوجه لتعيش شعوبنا عزيزة، لا يجوز أن يبقى وحيداً في الميدان… مليونا فلسطيني يموتون لتحيا شعوبنا، لا بد من دوس كل الحدود الدولية لننطلق من لبنان وكل المنطقة مسملين ومسيحيين سنة وشيعة سلفيين وخلفيين، وطنيين ويساريين يدنا بأيدي الشرفاء نمضي صوب عكا حيفا ويافا الناصرة، بيت لحم لنسلم على عيسى عليه السلام ثم لنصلي في مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأقصى نتخى كل الحدود المطصنعة لنكون إمام منتصرين وإما مستشهدين، فأميركا وفرنسا وبريطانيا لا يعرفون حدوداً ولا يحترمون سيادة يأتون من أعالي البحار ليمدوا هذا الكيان الصهيوني بكل السلاح وبكل الدعم”.
وختم شعبان كلمته “غزة كاشفة، كانت جزءا من دولة صغيرة استحالت اليوم إلى دولة عظمى وهذا ينطبق على لبنان وعلى اليمن اللذين تحولا من دول صغيرة إلى دول كبرى، فيما دولنا التي كانت تعرف بدول كبيرة صارت دولاً حقيرة وصغيرة لأنها طبّعت مع الصهاينة وتآمرت على القضية”.