تباين واضح في المصالح الأميركية – الإسرائيلية مع استمرار الحرب على غزة

نشر موقع “Responsible Statecraft” مقالة للمسؤول السابق في الـ CIA، بول بيلار، تحدث فيها عن “خرافة” تكمن وراء الهدف الإسرائيلي “بالقضاء على حركة حماس، والتي تتمثل بالاعتقاد أنه يمكن تدمير “قدرة عدائية”؛ حيث سيؤدي ذلك إلى وقف العنف الذي يأتي من قطاع غزة”، وفقًا لتعبير الكاتب.

وأضاف الكاتب: “ذلك يتجاهل كيف أن المعاناة التي تسببت بها “إسرائيل” في غزة ستجنّد المزيد من الأتباع الغاضبين من “إسرائيل” والمستعدين لبناء قدرات بديلة عن تلك التي قد يدمرها الجيش الإسرائيلي”.

كذلك شدّد على أنّ: “المقاربة الإسرائيلية تتجاهل كيف أن حماس ليست سوى مظهر واحد من مظاهر الغضب والكراهية التي ستأخذ أشكالًا أخرى، طالما استمر الاحتلال والحرمان من تقرير المصير والدمار على أيدي القوات الإسرائيلية”.

وتابع الكاتب : “وعلى الرغم من الحديث عن أنّ الحرب يجب أن تكون نقطة تحوّل تؤدي إلى حلّ “النزاع”، إلا أنّ مواصلة الحرب تقلّص من فرص التوصل إلى حلّ”.

هذا؛ وتحدث الكاتب عن الأضرار على مستوى المصالح الاستراتيجية الأميركية نتيجة مواصلة الاعتداء، وقال :”إنّ الأضرار هذه تستند، بشكل أساس، على كونه يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها تتشارك المسؤولية حيال كارثة إنسانية حربية تعدّ الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأردف أن: “جذور النزاع الحالي لها تاريخ، وهذا التاريخ يشمل تقديم الولايات المتحدة غطاء دبلوماسيًا لسياسات الحصار والاحتلال الإسرائيليين”، مشيرًا في هذا السياق إلى “استخدام حق “الفيتو” في مجلس الأمن، كذلك لفت في السياق نفسه إلى تقديم المساعدات غير المشروطة لـ”إسرائيل” بقيمة مئات المليارات”.

وقال الكاتب: “إنّ حديث الإدارة الأميركية المتزايد عن ضرورة ممارسة “إسرائيل” ضبط النفس لا يمكن أن تنظر إليه الجهات الأجنبية بجدية”، مضيفًا أنّ الدعوات الأميركية لضبط النفس لم يكن لها أثر كبير عدا الهدنة في القتال.

الكاتب لفت إلى أنّ استمرار الاعتداء على غزة يجعل المراقبين الأجانب أكثر قناعة، من أي وقت مضى، بأنّ الدور الأميركي المهيمن في الشرق الأوسط على مدى عقود شكّل فشلًا. وأردف: “ذلك يعني أنّ الجهات الأجنبية ستكون أقل استعدادًا للجوء إلى الولايات المتحدة من أجل تأدية دور قيادي، ليس فقط في النزاع الراهن وانما في نزاعات أخرى. كذلك تحدث في السياق نفسه عن فسح المجال بالتالي لقوى خصمة من أجل تأدية دور أكبر لصنّاع سلام، مضيفًا أنّ: “الصين بدأت تقوم بذلك في الشرق الأوسط، وهي “تستفيد” من الحرب في غزة من أجل تعزيز دورها الإقليمي”، وفقًا لتعبير الكاتب.

كما تابع الكاتب أنّ: “هذا التطور يسهم في تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة، وعلى الأرجح في أماكن أخرى أيضًا، مقابل الصين. وأضاف أنّ: “الشعوب الغاضبة يمكن أن تلحق ضررًا بالمصالح الأميركية بغض النظر عن سياسات حكوماتها”، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ: “مقاطعة منتجات الشركات الأميركية وخدماتها في الشرق الأوسط قد بدأت بالفعل”.

كذلك قال الكاتب: “إنّ ما يجري يخلق الظروف المناسبة من أجل تكرار تجربة العراق؛ حيث كان من تداعيات تلك الحرب زيادة الإرهاب على الرغم من أنه جرى الترويج لها على أنّها جزء من الحرب على الإرهاب”. وتابع الكاتب أنّه: “يجري توصيف حماس بالمجموعة الإرهابية؛ بينما هي في الواقع حراك وطني “مهتم بالسلطة السياسية في فلسطين”، وذلك يتجاهل إمكان أن تؤدي السياسة الأميركية الراهنة إلى “إرهاب جديد معادٍ للولايات المتحدة”.

كما رأى الكاتب أنّه يمكن تقليص هذه الأثمان الكبيرة للمصالح الأميركية إذا ما دعت الولايات المتحدة، بشكل قوي وواضح، إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، واستفادت من نفوذها من أجل دفع “إسرائيل” بهذا الاتجاه. وأردف أن: “إدارة بايدن، وجراء عدم قيامها بذلك، هي في معسكر الأقلية ليس دوليًا فحسب وإنما أيضًا على صعيد الرأي العام الأميركي”. كذلك رأى أن الأزمة الراهنة سلطت الضوء على بعض الاختلافات الكبيرة القديمة بين المصالح الأميركية والمصالح الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *