أحيا التونسيون اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمسيرات شعبية داعمة للحق الفلسطيني ومندّدة بجرائم الاحتلال. ونظّمت اللجنة الوطنية لدعم المقاومة الفلسطينية مسيرة وطنية كبرى جالت شوارع تونس العاصمة، رُفعت فيها شعارات مثل :”غزة غزة رمز العزة” و”بالروح بالدم نفديك يا فلسطين” و”جرائم صهيونية .. جرائم ضد الإنسانية”، حيث شارك فيها قيادات من الاتحاد العام التونسي للشغل ونقابة الصحفيين التونسيين وقيادات حزبية.
كما نظمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في تونس، وذلك استجابة لنداء ائتلافات وشبكات نسوية عربية دعت إلى توقيف وقفات مماثلة في العالم العربي تحت شعار “أوقفوا العدوان”، كما دعا المشاركون في المسيرة إلى إيقاف العدوان الصهيوني والحصار الجائر.
كما تخلّل فعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تنظيم العديد من الندوات والورشات الفكرية، بمشاركة نشطاء في المجتمع المجني ونخب إعلامية وفكرية وجامعية.
وأكد سفير دولة فلسطين في تونس هائل الفاهوم، لدى افتتاحه ندوة بتنظيم سفارة فلسطين وعديد هيئات المجتمع المدني بتونس، أنّ: “الوقت قد حان لتكريس حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”، مطالبًا دول العالم بـ”اتخاذ كل ما تملكه من نفوذ من أجل إيقاف حرب الإبادة العنصرية التي يتعرض لها أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس”.
في السياق نفسه، طالب المنسق المقيم للأمم المتحدة أرنو بيرال كل دول العالم بضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني وضرورة تكريس حقوق الشعب الفلسطيني وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وقال رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين زياد دبار: “إنّنا أصحاب حق والقضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالأساس”، وحذّر من المساواة بين الضحية والجلاد كما يفعل الإعلام الغربي الذي يبحث عن إدانة ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وأكد أن “الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، ولا يُستعاد إلا بالمقاومة وبمزيد من المقاومة”.
وأضاف أن: “صمود الشعب الفلسطيني، في غزة وكل الأراضي الفلسطينية، قد فتح طريقًا للشعب الفلسطيني قوامه أنه لا سقوط للحق الفلسطيني بالتقادم، وأن الحق الفلسطيني يسترد بالمقاومة وبمزيد من المقاومة، وهو ما نحترمه ونتبناه ونبذل كل مجهوداتنا في سبيل دعمه”.
وشدد النقيب على أنّ: “ما حدث طوال الأسابيع الماضية لا يعكس هذا التفاؤل؛ حيث قدّمت كبرى الدول التي كانت إلى الأمس تتشدق بحقوق الإنسان دروسًا في دعم قتل المدنيين وتهديم المباني على رؤوس المدنيين وقطع الماء والدواء، والكهرباء، على أكثر من مليوني مواطن في غزة”.
وأكّد نقيب الصحفيين أنّ: “هذا السياق الصعب لا يمكن إلا أن يزيدنا إيمانا بقواعد ومعايير حقوق الإنسان أكثر من أي وقت مضى، والتي تدعو إلى عدم التمييز والمساواة والعدالة وحظر جرائم الحرب والتطهير العرقي وكذلك تقرير المصير لجميع الشعوب المحتلة”، وبرأيه: أنّ تنكّر القوى والعواصم الغربية الأمريكية لهذا النموذج الأخلاقي يدل على أنها استخدمت الديمقراطية وحقوق الإنسان كأدوات لهذا النفاق”.
وختم بالقول: “بالرغم من هذا الاختلال في موازين القوى وازدواجية المعايير، في كل المستويات، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة وكل الأراضي الفلسطينية قد فتح طريقا للشعب الفلسطيني، قوامه أنه لا سقوط للحق الفلسطيني بالتقادم، وأن الحق الفلسطيني يسترد بالمقاومة وبمزيد من المقاومة، وهو ما نحترمه ونتبناه ونبذل كل مجهوداتنا في سبيل دعمه”.
من جهتها، جددت تونس دعوتها إلى ضرورة وقف اطلاق النار وضمان الوصول السريع للمساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وطالبت وفقًا لبيان أصدرته وزارة الخارجية التونسية بتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وفقًا للقرارات الأممية ووضع حد للحصار الجائر على قطاع غزة. المنار : تونس – عبير قاسم