اعتبر الكاتب ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت احرونوت العبرية أن استئناف إطلاق النيران في غزة يضع المستوى السياسي الصهيوني أمام سلسلة من المعضلات أصعبها تتعلق بالمختطفين، لافتا إلى أنه في خانيونس وضواحيها يوجد أيضا معظم قادة حماس، وربما معظم المختطفين، وحتى لو لم تعلن الحركة ذلك، فإن المختطفين الباقين في غزة هم درع حيّ، وكلما زاد تركيز الغارات والقصف في هذه المنطقة، زاد خطر تعرضهم للأذى.. وبطبيعة الحال، سيزداد الخطر سوءا بمجرد بدء العملية البرية، وقد تؤدي الكثافة السكانية أيضا إلى إصابات في صفوف الجنود.
وبحسب برنياع، باستئناف “إسرائيل” للحرب يوجد إنذار مزدوج، الأول، إنذار إسرائيلي لحماس، أنه طالما سلاح الجو يقصف في خانيونس، بالإمكان وقف هذا القصف والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار، ولكن عندما تدخل الدبابات إلى الميدان سيكون من الصعب جدا العودة إلى الوراء.
أما الإنذار الثاني، فقد وضعه جيش الاحتلال أمام كابينيت الحرب، وهو أنه عندما يمنح الكابينيت الضوء الأخضر لعملية بريّة سيكون من الصعب جدا على الجيش الإسرائيلي أن يوقفها.
وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل خانيونس من دون خطة لليوم التالي، وربما هذا جيد بالنسبة لعملية انتقام، وليس لعملية غايتها خدمة إستراتيجية، فقد دخل إلى منطقة مليئة بالمهجرين من شمال القطاع، وبلا مأوى، ويضاف إليهم سكان من خانيونس، الذين تطالبهم مناشير الجيش الإسرائيلي بالتحرك جنوبا، باتجاه رفح.
وتشير المعطيات التي تنشرها الأمم المتحدة يوميا إلى خطر متزايد لانتشار أوبئة وكارثة إنسانية، بينما طاقم مستشاري وزير الأمن، يوآف غالانت، مقتنع أن هذه التحذيرات مبالغ فيها.
الكاتب رأى أن أحد دروس الأسابيع الثمانية الأولى للحرب هو أن “تطهير مناطق غزة من المخربين ليس بسيطا”، فقد مرّ 57 يوما ولا تزال الشجاعية تحارب، وجيوب المقاومة موجودة في أحياء أخرى أيضا، والساعة تدق بسبب الضغط الأميركي وكذلك بسبب وضع السكان، لافتا إلى أنه ثمة شك إذا كان لدى “إسرائيل” أكثر من أسبوعين؛ وثمة شك إذا كان بالإمكان خلال الأسبوعين تحقيق الأهداف المبالغ فيها التي أعلن عنها المستوى السياسي في بداية الحرب.
برنياع ختم قائلا “لا يوجد نقاش على أنه يجب أن تتلقى حركة حماس ضربة تسلبها قدراتها، والجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يتجاوز معقل الإرهاب في خانيونس”، مضيفا “لكن الانتصار لن يكون هنا، ومن المفضل خفض التوقعات والتوجه بأسرع ما يمكن إلى عملية التعافي والترميم، وإعادة المخطوفين قبل أي شيء آخر”.