أشار المحلّل السياسي ناحوم برنياع، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إلى أنَّ شعار “معًا ننتصر”، والذي يحتل خلال معركة “طوفان الأقصى” كل شاشة وكل لوحة إلكترونية في الكيان الصهيوني، ليس وصفًا حقيقيًا للواقع وإنما هو أمنية؛ مضيفًا أنَّه: “في الواقع، نحن أمام قرارات صعبة وسيناريوهات إنهاء مؤلمة. والانتصار ليس متوقعًا هنا، كما أنَّ كلمة “معًا”، والتي تصف بصدق ما يحدث في الجيش وفي الميدان، لا تعكس ما يحدث في الحكومة”.
ولفت برنياع إلى أنَّ: “المفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية تتقدم ببطء”، ووفقًا لجميع المؤشرات: “ما يزال رئيس حركة “حماس”، في قطاع غزة، يحيى السنوار يتصرف كمن يسيطر على موارده. وهو يسعى إلى الإفراج عنهم على مراحل وبمجموعات صغيرة، والحصول في المقابل، إضافة إلى الأسرى، على مراحل لوقف إطلاق نار أطول. وهو يسيطر أيضًا على السردية والدعاية”.
وقال: “كلما طالت وتكاثرت مراحل وقف إطلاق النار، يكون أصعب على الجيش “الإسرائيلي” الحفاظ على تقدم في التوغل البري. والضغط الأميركي سيشتد. والحرب ستستمر، لكن هذه ستكون حربًا مختلفة، مقلصة أكثر، وتستند بالأساس إلى وحدات القوات النظامية”.
وذكر برنياع أنَّ وزير الحرب يوآف غالانت يعتقد أنَّه بالإمكان صد الضغوط واستئناف التوغل البري، في حال كان هناك وقف لإطلاق نار أيضًا، مشيرًا إلى أنَّ “الجيش “الإسرائيلي” يعمل في القطاع وفقًا لخطة منظَّمة صادق عليها “الكابينت” الموسّع. والعملية العسكرية تستند إلى خطة أعدّها غالانت والعميد تشيكو تَمير خلال عملية “الرصاص المسكوب””.
وتابع: “المرحلة الحالية من الحرب من شأنها أن تستمر ثلاثة أشهر، والمرحلة المقبلة ستستمر لتسعة أشهر أخرى. وخلال هذه المرحلة؛ ستجري جهود من أجل تشكيل قوة متعددة الجنسيات لتتولى الحكم مؤقتًا في القطاع. وتم تجنيد رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير من أجل تشكيل هذه القوة، وضمّ إليه الجنرال كارتر الأميركي. ويفترض أن يدير فلسطينيون محليون الجانب المدني. وستقام مدينة خيام للفلسطينيين المهجرين عن بيوتهم في المنطقة التي تواجدت فيها في الماضي “غوش قطيف”. ويقول أعضاء في “الكابينيت” إن هذا لن يكون لمدة قصيرة، ولن يكون سهلًا”.
لكنّ برنياع شدَّد على أنَّه: “ليس مؤكدًا أن هذا ما سيحدث، “إسرائيل” و”حماس” ليستا اللاعبتين الوحيدتين في هذه الدراما. وخطة الحكومة “الإسرائيلية” بإنشاء حزام أمني حول قطاع غزة كلّه، تتواجد فيه قوات “إسرائيلية”، تتناقض مع تصريحات واضحة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تتحدث عن سيادة فلسطينية في قطاع غزة كله وعن إعادة السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على غزة”.
وأوضح برنياع أنَّ: “استعداد نتنياهو للتوجه نحو السلطة كانت ستسمح لبايدن بصدّ الانتقادات، من جانب الجناح “اليساري” في حزبه ومن جانب حكام عرب، ونتنياهو لا يمكنه أن يساعد بايدن. وحتى أنَّه لا يستطيع الكذب في هذا الموضوع. فأي حديث عن عملية سياسية من شأنه أن يجعل بن غفير وسموتريتش ينهضان من مضجعهما، وسيخسر نتنياهو الحكم”.
أما عن المواجهة مع حزب الله، لفت برنياع إلى أنَّها معقدة، مضيفًا: “التوتر حول هذا الموضوع بدأ قبل شهر، في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما اقترح غالانت، بحسب مصادر أجنبية، شنّ عملية عسكرية كبيرة في لبنان، بتأييد الجيش “الإسرائيلي”. ورُفض هذا الاقتراح بسبب معارضة غانتس وآيزنكوت بالأساس. ومنذ ذلك الحين تتردد شائعات حول عزم غالانت التدحرج إلى حرب واسعة في الشمال. وهذه الشائعات تستند أيضًا إلى خطاب غالانت الحربي في إطلالاته العلنية”.
وتابع: “غالانت نفى ذلك. وقال إنّه منذ أن رُفضت خطته هو يبذل ما بوسعه للتركيز على غزة وعدم التدحرج إلى حرب بحجم كامل في الشمال. الخطابات تهدف أيضًا إلى ردع (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) نصر الله”.
وأردف برنياع: “الطرفان ينجحان، حتى الآن، بالعمل تحت حافة الحرب. لكن يوجد هنا فخ، 60 ألف من “الإسرائيليين” الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم في الشمال يشترطون عودتهم بإبعاد قوة الرضوان التابعة لحزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني”.
وختم برنياع: “المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، أوعزت لمستشاري نتنياهو، أمس، بالتوقف عن جمع وثائق حول مداولات سرية، في الماضي والحاضر، استعدادًا لمواجهة لجنة تحقيق في نهاية الحرب. ومن يجمع الوثائق بإمكانه تقطيعها أيضًا. وتمت الإشارة إلى ما يُسمى رئيس مجلس “الأمن القومي”، تساحي هنغبي، على أنه المتهم الأول”.