هآرتس: سكان شمال فلسطين المحتلة فقدوا الثقة بالجيش وغادروا بلداتهم خوفا من تكرار سيناريو 7 تشرين الاول
اشارت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها الى ان الاسرائيليين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية ولجأوا إلى وسط إسرائيل في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي حركة حماس في “غلاف غزة” في جنوب، ما يدل على “أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أؤتمن بالدفاع عنهم”.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن “جولة في الشمال المهجور تكشف عن أن أزمة الثقة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومواطني الكيان لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، بالرغم من عدم تلقيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص”.
وأضافت أن “الأزقة الخالية في البلدات، الشوارع الخالية، المتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية تدل على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال”.
وينظر سكان البلدات الحدودية في شمال فلسطين المحتلة بحسب الصحيفة، إلى هجوم حماس في جنوب إسرائيل على أنه “تحقيقٌ للكوابيس التي خافوا منها طوال سنين. والخوف من سيناريو مشابه في بيوتهم دفع الكثيرين منهم إلى المغادرة منذ اليوم الأول للحرب”.
ولا يعلم السكان في الشمال متى سيعودون إلى بلداتهم وفي أي ظروف. وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي الذي يتحدثون عنه هو توغل مقاتلين من حزب الله إلى بلداتهم من خلال أنفاق. وفيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بداية العام 2019، أنه دمر أنفاقا لحزب الله تحت الحدود اللبنانية وأن “التهديد أزيل حاليا”، إلا أن سكان البلدات يعبرون عن تخوفهم من أنه “لم تتم إزالته كليا”. وتزايد هذا التخوف في أعقاب هجوم 7 تشرين الاول الفائت.
ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله إنه متأكد من وجود أنفاق حفرها حزب الله وتمتد إلى بلدات إسرائيلية. وأضاف أنه “لا أعتقد أنهم في الجيش يكذبون علينا، وإنما ببساطة هم لا يعرفون كل شيء. وتخوفنا هو أن أحدا ما في الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنهم لا يعرفون كل شيء”.
والتخوف من تسلل مقاتلين من لبنان يؤثر على امتناع سكان البلدات الشمالية عن العودة إليها. وقال المواطن نفسه إن “الواقع تغير بالنسبة لنا في 7 تشرين الاول وفي بداية الحرب، عندما كان هناك اشتباه بتسلل مسلحين، لم نخف من مواجهتهم أو أن تصيبنا رصاصة. وجميع الذين شاركوا في دوريات الفرق المتأهبة أدرك أنهم إذا تجاوزونا فإنهم سيصلون إلى أولادنا”.
وأضاف أن “من يريد إعادة توطين الشمال والجنوب ينبغي أن يدرك أن التوقع هو القضاء على التهديد الموجود أمام بيت كل واحد منا. وهذا يعني حرب حتى النهاية. وأي حل آخر لا يهم السكان الذين يشاهدون حزب الله من الشرفة”.