شدد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، على أنّ “جنود الاحتلال ارتكبوا جريمة حرب وحشية باقتحامهم واعتدائهم بالدبابات على مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزّة”، مؤكدًا أنّ “المتحدث باسم جيش الاحتلال كعادته خرج برواية هزيلة سخيفة بعد 20 ساعة من الاعتداء على كافة مرافق المستشفى والتفتيش والعبث بمحتوياته وأقسامه”، مؤكدًا أنّ “مزاعم الاحتلال بوجود مركز قيادة عسكري بمستشفى الشفاء سخيفة وقد فشل في إثباتها”.
كلام حمدان جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة “حماس”، الخميس 16 تشرين الثاني/نوفمبر في بيروت، مواكبة لتطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل ضد قطاع غزة لليوم 41 على التوالي.
وتابع “جنود الاحتلال وضباطه قاموا بإرهاب المرضى، واحتجازهم في الأقسام بطريقة همجية، في ظل انقطاع تام للكهرباء والماء، وعبثوا بكافة الأقسام والصيدلية ودمّروا مستودع الأدوية، وعطّلوا جهاز الرنين المغناطيسي في المشفى”.
ولفت حمدان إلى أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال خرج “ليقول وجدنا عدة قطع بنادق كلاشينكوف، وجهاز لابتوب، وبزّة عسكرية، وحذاء. وعرضهم على رفوف وكأنها في سوبرماركت، أو غرفة فندقية”، و”هذه مسرحية هزيلة لجأ إليها الاحتلال وأعدّها للتغطية على سقوط روايته المزعومة، وتبيّن للقاصي والداني كذبه وكذب الإدارة الأميركية التي روّجت لمزاعمه، دون دليل أو بيّنة”.
وسأل: “هل عِدّة بنادق، مع بِزة عسكرية، وحذاء، جاء بهم الاحتلال إلى غرفة الرنين المغناطيسي التي يعمل فيها أطباء ومتخصّصو الأشعة على مدار الساعة، تشكّل غرفة عمليات وقيادة وسيطرة وتحكّم لكتائب القسام التي تدكّ الاحتلال في كل دقيقة وساعة في طول وعرض قطاع غزة؟!”.
وأضاف القيادي في “حماس”: “علاوة على سخافة الرواية وكذبها، فالاحتلال أساسًا ليس مؤهلًا ليكون قاضيًا وحكمًا وهو الخصم والعدو، ولذلك كنّا وما زلنا نطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، منذ أسبوعين، بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على واقع المستشفيات، وللوقوف على كذب الاحتلال، لأننا نُدرك بأن هذا الاحتلال سيلجأ إلى التضليل والكذب واختلاق الروايات”.
وتساءل “هل يُعقل أن يفتح حقيبة مشتبه بها مباشرة، وهم في مثل هذه الحالات يأخذون أقصى الاحتياطات الأمنية ويحضرون فريقًا متخصصًا بالتعامل مع المتفجرات أو يحضرون ريبوتًا آليًا”.
وأوضح حمدان أنّ “بعد ظهور ركاكة رواية الاحتلال وهشاشة “الأدلة” على مزاعمه التي أصبحت موضع سخرية العالم، لا نستبعد أن يلجأ الاحتلال إلى فبركة مسرحية جديدة لتسويق أكاذيبه”.
وقال: “بعد هذه الفضيحة المدوّية للاحتلال ولروايته الكاذبة؛ نحمّل قادة الاحتلال والرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، وعن كافة الجرائم بحق أطفالنا ونسائنا والمدنيين العزّل الذين يُقتلون بسلاح أميركي، وغطاء من الرئيس بايدن وإدارته، الشركاء في هذه الجريمة”.
وتابع القيادي في “حماس” أسامة حمدان: “نذكّر العالم والأمم المتحدة والصليب الأحمر وكافة المؤسسات الدولية الذين يَعْلَمون ويصمتون عن تحميل الاحتلال مسؤولية جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، بأن الاحتلال أخرج 25 مشفى من أصل 35 عن الخدمة، وما زال يقطع الكهرباء والوقود ويمنع وصول الأدوية عن كافة المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية، ويعرّض كافة المرضى لخطر الموت كما فعل في مستشفى الرنتيسي عندما أخرج الطاقم الطبي بقوة السلاح وترك بعض الأطفال الخدّج ليموتوا بدم بارد”.
وسأل: “أين أنتم مما يفعل الاحتلال، وأين مسؤولياتكم القانونية والأخلاقية لحماية المؤسسات الطبية المحميّة دوليًا؟”، وأضاف “التاريخ سيحاسبكم على تقصيركم برضوخكم للضغوط الأمريكية والصهيونية، ومخالفتكم لموجِبات القانون الدولي والإنساني”.
معبر رفح والممرات الإنسانية
إلى ذلك، ذكر حمدان أنّه لا نزال ننتظر “تطبيق قرار القمة العربية والإسلامية الطارئة، الداعي لكسر الحصار، وإدخال المواد الإغاثية، والوقود، والأدوية فورًا، وأشدّد على كلمة فورًا. فهذا القرار مضى عليه 6 أيام لحد الآن”.
وأعرب عن الشكر والتقدير “للدول التي قدّمت المساعدات الإغاثية والإنسانية وأوصلتها إلى مصر تمهيدًا لدخولها للقطاع”، وقال “ندعو تلك الدول وكافة الدول العربية والإسلامية، إلى ممارسة الضغط على واشنطن، لإدخال الأدوية والوقود، ولرفض أية صيغة يتحكّم فيها الاحتلال بدخول الأدوية والوقود والمواد الإغاثية التي هي حق طبيعي للشعب الفلسطيني عبر معبر رفح المصري الفلسطيني”.
وأضاف: “هنا لا نعفي وكالة الأونروا والأمم المتحدة من مسؤولياتها القانونية والدولية عن رعاية النازحين واللاجئين في قطاع غزة. ولا يكفيكم المناشدة، فهناك مسؤولية واضحة ومباشرة ملقاة على عاتقكم”.
الأسرى في سجون الاحتلال
وحول الأسرى، قال حمدان: “نحن في حركة حماس نتابع أوضاع أسرانا الأبطال حيث اعتقل الاحتلال منذ معركة طوفان الأقصى أكثر من 2800 معتقل ووصل عددهم إلى أكثر من 9 آلاف معتقل، كما أننا نتابع الانتهاكات الجسيمة اللاإنسانية بحقهم وسط صمت المؤسسات الدولية والعمى الذي أصابها عن الانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني، حيث استشهد 5 أسرى من أسرانا الأبطال تحت التعذيب الشديد منذ 7 تشرين الأول”.
وقال: “لا يزال الاحتلال يحاول عبثًا الضغط على أسرانا الأبطال، عبر التضييق عليهم، بحرمانهم من حقوقهم القانونية كأسرى، ويمارس بساديّة ونازية، أشكالاً متعدّدة من التعذيب الجسدي والأذى النفسي”.
وتابع حمدان: “نقول لبن غفير، المريض نفسيًا، وللنازيين الجدد؛ شئتم أم أبيتم، هؤلاء الأبطال سيخرجون من السجون. ولن نتوقف حتى يخرجوا وينعموا بالحريّة، فذلك عهدٌ قطعناه على أنفسنا ولن نتراجع عنه بإذن الله”.
الحراك العالمي والتضامن مع الشعب الفلسطيني
هذا، وثمّن القيادي في “حماس” الحراكات الشعبية التي “ما زالت تجوب العواصم، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ورفضًا للعدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها النازيون الجدد في قطاع غزة”.
وقال في هذا الصدد: “معًا وسويًا سنواجه هؤلاء القتلة الأشرار، النازيين الجدد الذين يهدّدون العالم بالفوضى. فهذه مهمّة مقدّسة ملقاة على عاتق الجميع، ونحن مطمئنون إلى أننا معًا سننجح في وضع حدٍ لهذه الوحشية المُتفلتة، وسنحمي البشرية من هؤلاء الأشرار”.
رجال المقاومة في غزة
وشدد القيادي في “حماس” على أنّ “رجال المقاومة في غزة يلقّنون العدو في الميدان دروسًا ستكون عبرةً على مر الزمن، وتحية للمقاومة التي نفذت عملية حاجز الأنفاق جنوب القدس المحتلة”.
وأكّد حمدان أنّ “كتائب القسام تمكنت من إعطاب 33 آلية للعدو خلال الـ48 ساعة الأخيرة”.