نصر الله: لخطة وطنية جامعة تعالج النزوح السوري.. والتطبيع مع العدو طعن لفلسطين

أشاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بالإحياء اليمني الكبير والعظيم لولادة الرسول الأعظم وخاتم النبيين محمد (ص) في العديد من المحافظات والساحات اليمنية الممتلئة بمئات الآلاف على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية الصعبة، مؤكدًا أنهم يعبرون بهذا الشكل المدهش عن مدى محبتهم وإيمانهم بالرسول الأعظم (ص)، موجهًا كل التحية والشكر لهم، لافتًا إلى أن النموذج اليمني في إحياء المولد النبوي الشريف، يجب أن يقدم كقدوة لكل مسلمي العالم.

وفي كلمة له خلال المهرجان المركزي الذي يقيمه حزب الله في ذكرى ‏ولادة النبي الأعظم (ص) والإمام الصادق (ع)، بارك سماحته هذه المناسبات العظيمة والعزيزة والجميلة، سائلًا أن يعيدها في كل عام بكل خير وعافية ونصر على الأمة جمعاء.

وأدان سماحته التفجير الإرهابي التكفيري الذي استهدف مساجد المسلمين السنة في باكستان، والذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحتفلون بمولد الرسول (ص)، معتبرًا أن هذا الوجه التكفيري الأسود والمظلم هو سرطان عاود انتشاره في عالمنا الإسلامي ،حيث يُقتل من يعبر عن حبه لرسول الله (ص).

هذا، وسأل السيد نصر الله: “ألا يحق لنا كأمة أن نفرح بهذه الولادة العظيمة وأن نحول هذا اليوم إلى يوم فرح في العالم؟ ألا يجب أن نفعل ذلك من أجل أجيالنا وأولادنا ومن أجل التعبير عن شكرنا الكبير لهذه النعمة الإلهية العظيمة؟” ولفت إلى أن من يحرّم هذا الإحياء لا يستند إلى أي سند فقهي أو شرعي حقيقي، فعلماء المسلمين الشيعة يجمعون على حلية هذه الأمر وعلماء المسلمين السنة يجمعون على ذلك أيضًا، مشيرًا إلى أن المسلمين يجمعون على أهمية يوم ولادة الرسول (ص) ويوم المبعث النبوي الشريف.

السيد نصر الله: الإمام الخميني (قده) يعتبر يوم البعثة النبوية أعظم يوم في الوجود

وبيَّن الأمين العام لحزب الله أن الإمام الخميني (قدس سره) كان يعتبر أن يوم البعثة النبوية هو أعظم يوم في الوجود على الإطلاق، داعيًا إلى الاهتمام بهذين اليومين – يوم البعثة النبوية، ويوم ولادة الرسول الاكرم (ص) – لأنه يجب أن يكون لدينا أيام سعادة وفرح، والمولد النبوي الشريف هو من أعظم هذه الأيام.

وأضاف، يجب أن نتعاون ونخطط لتكون لهذه المناسبة المساحة الكبيرة والتعابير المختلفة، ولتكون هذه الأيام أيام أعياد وفرح، فلدينا أسبوع من 12 إلى 17 ربيع الأول، لافتًا إلى أن عنوان احتفالنا “والله متم نوره” وهذا المعنى من مصاديق نور الله وهو النور الذي يستضاء به في الظلمات من الفتنة والتيه، وهو النور الذي يهدي إلى الخير والسعادة، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى تعهد أن يتم ويحفظ نوره وهذا إخبار غيبي مُعجز لأنه يتحدث عن المستقبل.

السيد نصر الله: أمم وشعوب ضاعت وتفتتت بفعل الحرب الناعمة

ولفت السيد نصر الله إلى أن الذين وقفوا في وجه الأنبياء السابقين والنبي الأعظم (ص) كانوا يريدون أن يطفئوا نور الله وهم يريدون ذلك ليضلوا الناس ويغرقوهم في الظلام والتيه، وأوضح، “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم” أي عبر الحرب الإعلامية وما نصطلح عليه أنها الحرب الناعمة وهي أخطر وأشد فتكًا من القتال والحرب العسكرية.

وبيَّن أنَّ هناك أممًا وشعوبًا صمدت بمواجهة الغزو العسكري والاحتلال ولكنها ضاعت وضعفت ووهنت وتفتَّتت في الحرب الناعمة، وأوضح أن هذا شاهد جديد على أن القرآن الكريم له أعماق ومعانٍ تظهر مع تطور عقل الإنسان ومقدراته، ولفت إلى أنَّ أعداء النبي من البداية خاضوا حربًا إعلامية شرسة على رسول الله (ص) وذهبوا إلى ما يفعلونه الآن من شتم وإبعاد للناس عن الرسول (ص).

وتابع السيد نصر الله كلمته قائلاً: إن الامام الصادق من الأئمة العظام الذين حفظوا هذا الدين والنور وحفظوه، والذي حوّل المدينة المنورة إلى جامعة عالمية تستقطب العلماء من كل الاتجاهات، ولفت إلى أن هناك إعجازًا غيبيًّا آخر في القرآن الكريم يتمثل في أن الله تعهّد بحفظ الدين ونشره بعد النبي، وهذا ما حصل وهناك مليار ونصف مسلم اليوم، معتبرًا أن هذا إعجاز إلهي وأمر خارج عن طاقة البشر وحفظ للقرار الإلهي.

وأكَّد أنَّ الله تعهد بأن يتم نوره، ونحن نعرف أن الله سيتم نوره الكامل على يدي الإمام المهدي المنتظر (ع) والنبي عيسى، وهذا وعد إلهي سيتحقق، مضيفًا: “نحن المؤمنون بكتاب الله ننظر إلى المستقبل بأمل وبيقين وكل ما تعانيه البشرية اليوم هي مراحل لا بدّ منها حتى تصبح مؤهلة لذلك الوعد الإلهي حتى يتم الله نوره، موضحًا أن من جملة الحرب الإعلامية بث الفتنة بين المسلمين ولذلك كان مناسبة الوحدة الإسلامية. ولا نحتاج للاستدلال على أهمية الوحدة”.

السيد نصر الله: لا يجوز ترك الشعب الفلسطيني وحيدًا

هذا، وتطرق السيد نصر الله في كلمته إلى القضية الفلسطينية وشدَّد على أنَّه لا يجوز ترك الشعب الفلسطيني وحيدًا ولا المسجد الأقصى، وعلى المسلمين والحكومات أن تتحمل المسؤولية حتى لا يتم تقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو تحويله لكنيس يهودي أو تدميره فجأة، طالبًا من الصهاينة أن يسمعوا صوت المسلمين بما يتعلق بقبلة المسلمين، متأسفًا على بعض الدول الجديدة التي تذهب نحو التطبيع.

ولفت السيد نصر الله إلى أن أيًا تكن الدولة التي تتجه للتطبيع يجب أن تُدان ويُستنكر عملها، مؤكدًا أن هذا أمر خارج عن العلاقات والمجاملات السياسية لأنه طعن للمقدسات الإسلامية والمسيحية وترك للفلسطينيين وتقوية للعدو.

السيد نصر الله: لا نساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا

وعن الحدود اللبنانية الفلسطينية، قال السيد نصر الله: “في ملف الحدود البرية قيل الكثير حول موقف المقاومة وحزب الله ورؤيته، ولكن في الأصل استخدام كلمة ترسيم الحدود البرية خاطئ فالحدود مُرسّمة، وأوضح أن هناك ثلاثة عناوين: نقاط حدودية معينة يجب أن يخرج العدو منها، وأبرزها B2 وشمال الغجر وبعض الفلوات الموجودة هناك التابعة لبلدة الماري ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.

وأضاف أنَّ “البعض يربط بين الحدود البرية ومرشحنا لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، وهذا أمر عارٍ عن الصحة، كذلك ربط الحدود بالتفاوض الأميركي – الإيراني، وهذا غير صحيح”، وأوضح أن “حزب الله ليس معنيًّا قبولًا ولا ردًّا بالوساطات وهذه مسؤولية الدولة وأعتقد أن الوساطة الآتية إن أتت ستركز على شمال الغجر لحل مسألة الخيمتين”، مشددًا على “أننا لا نساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا وأي خطوة ستؤدي إلى تحرير الأرض سيتم التعاون بين الدولة والمقاومة”.

هذا، واعتبر السيد نصر الله أن كل المؤشرات إيجابية بخصوص البلوك 9 والائتلاف النفطي الموجود قدم طلبًا لتولي البلوك 8 و 10، والخبراء يقولون لو أن البلوك 9 ليس واعدًا لما تقدمت الشركات بتراخيص جديدة.

السيد نصر الله: فرصة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري ضاعت بالنكد السياسي

وعن انتخاب رئيس للجمهورية، أشار سماحته إلى أنَّه كان هناك فرصة بالحوار الذي دعا إليه دولة الرئيس نبيه بري، لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسي، وأضاف، يجب أن نستطلع أين أصبحت المبادرة الفرنسية، ولفت إلى أن الموفد القطري يبذل جهودًا يومية، ولا يوجد وضوح أو جديد في القريب العاجل.

السيد نصر الله: حتى يبقى لبنان يجب أن يتم إلغاء “قانون قيصر”

وعن النزوح السوري، قال الأمين العام لحزب الله إن البعض يرى في ملف النزوح السوري تهديدًا وجوديًا وأمنيًا للبنان ولكن لا يفعلون شيئًا حياله، داعيًا لخطة إستراتيجية وطنية يتفق عليها اللبنانيون ويحملونها للعالم ويضغطون بها على حكومة تصريف الأعمال والقوى الأمنية، تكون مدروسة ومحسوبة ومُجمعًا عليها وطنيًا، مؤكدًا أننا اليوم نحتاج لإحصاءات لمعرفة عدد النازحين السوريين في لبنان وكل الأرقام المطروحة هي تكهنات.

وطالب السيد نصر الله بمعالجة أسباب النزوح السوري لا النتائج، مشددًا على أنَّ المسؤول الأول عن “النزوح الأمني” إلى لبنان هو من أشعل الحرب في سورية أي الإدارة الاميركية وكذلك “النزوح الاقتصادي”.

وأشار إلى أن أميركا فرضت قانون “قيصر” على سورية وحاصرتها وفرضت عقوبات على كل الشركات التي كانت ستأتي لتستثمر في سورية ما أدى إلى “نزوح اقتصادي” إلى لبنان، لذلك حتى يبقى لبنان يجب أن يتم إلغاء “قانون قيصر”، معتبرًا أنه إذا تم رفع قانون “قيصر” عن سورية وبدأت الشركات بالاستثمار في سورية سيعود مئات الآلاف إلى بلدهم.

كما، شدد السيد نصر الله على تشكيل لجنة من الكتل أو النواب أو الوزراء تكون شاملةً لكل القوى بغض النظر عن أي خلاف، كونه يمثل خطرًا وجوديًّا كما تقولون، وبيَّن أن هناك من يسأل، “لماذا تمنعون السوريين من المغادرة إلى أوروبا عبر البحر بطرق آمنة وتجعلونهم يلجؤون لطرق غير شرعية عبر الزوارق المطاطية”.

وأضاف سماحته: “فلنعلن لمن يرغب من النازحين أن الفرصة متاحة أمامهم دون الحاجة للهروب ليلًا، وتلك الفكرة ستفرض على الدول الأوروبية القدوم خاضعة لبيروت والسراي الحكومي، لتقول للبنانيين: ماذا تريدون لوقف هذه الهجرة للنازحين”.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه لا يجب أن يتحول الجو القائم إلى جو عداء مع النازحين السوريين، ولا يجوز أن يتصرف البعض في لبنان كأن النازحين أصبحوا مباحي الدم والمال والعرض، وهذا الأمر لا يعالج بالشتائم وبالضرب والعدوان.

السيد نصر الله: السفيرة الأميركية تحقق مع أي جهاز أمني يقوم بإعادة بعض النازحين

وحول سيطرة حزب الله على قرار الدولة اللبنانية، قال السيد نصر الله: “لو كان حزب الله يسيطر على قرار لبنان لأرسل رئيس الحكومة ليناقش مع الحكومة السورية ملف النازحين وهذا من الشواهد على أكذوبة هذا الطرح”، وأضاف: “اليوم من يهدد الوضع الديمغرافي في لبنان ليست سورية ولا النازحون، بل هي السياسات الاميركية المستكبرة والقبيحة والوقحة”.

وتابع: ” أنا أعرف أن السفيرة الأميركية في لبنان عندما تعلم أن جهازًا أو وزارة قامت بإعادة بعض السوريين لسبب قانوني تذهب إليهم وتجري معهم تحقيقًا، تمامًا كما لو كان تحقيقًا قضائيًّا: “من أخذ القرار وكيف تم الموضوع؟” واللبنانيون عليهم أن يجيبوا لأن سيف العقوبات على الأفراد مسلط على رقاب اللبنانيين”.

وختم السيد نصر الله كلمته قائلاً في يوم المولد الشريف نجدد بيعتنا لرسول الله (ص) على أن نحمل هذا النور وننشره في كل العالم متماسكين ومتحدين لنحقق لشعبنا وأمتنا ما يطمحون إليه من سعادة نصر وعزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *